رفض نائب مدير جامعة الإمارات في مدينة العين لشؤون الطلبة والتسجيل، الدكتور علي سعيد الكعبي، أن يكون سكن الطلبة في جامعة الإمارات أقرب إلى «فنادق»، لأنها بالأساس مكان مهيأ لاستيعاب طلاب وطالبات العلم، وفيه متسع أيضاً ليحقق به الطالب تحصيلاً علمياً وأكاديمياً، إلى جانب اكتسابه مهارات ومعارف جديدة، وتزكية روح الابتكار والإبداع لديه.
وأكد حرص الجامعة على توفير السكن الجامعي الحديث للطلاب والطالبات، وذلك وفق أحدث المعايير العالمية التي تتلاءم والنمو الشامل الذي حققته الدولة في مختلف المجالات.
وكشف الدكتور علي الكعبي، عن أن مجموع عدد الطلاب والطالبات الموجودين في السكن الداخلي في العام الدراسي الجديد 2015 – 2016 هو 6575، منهم 5400 طالبة، و1175 طالباً، مؤكداً أن جامعة الإمارات تسعى لأن يكون سكنها الطلابي داخل الحرم الجامعي نفسه، بالقرب من الكليات، بحيث لا تكون هناك حاجة لوسائل النقل والمواصلات، وهذا بحد ذاته يساعد على أن يشكل السكن والكليات التي تحفل بها الجامعة، بيئة تعليمية شاملة وممتدة.
وأشار إلى أنه سابقاً كان السكن الجامعي عبارة عن فنادق معزولة عن البيئة التعليمية الحقيقية، والآن تغير الوضع تماماً، كما أن الخطة بعيدة الأمد في عام 2020 ستحقق من خلال تنفيذها استيعاب عدد كبير من الطلبة، إذ ستتم عملية صيانة بعض المباني الموجودة في مقام 3 ومقام 5، إلى جانب عمليات بناء بعض المرافق للطلاب، وإكمال بناء 6 وحدات سكنية جديدة للطالبات في عام 2017 ستستوعب 8000 طالبة، وبذلك ستكون الجامعة قادرة على استيعاب كل الطلاب والطالبات الراغبين في السكن داخل حرمها في عام 2020 وربما في 2019.
وباكتمال المشاريع التي تخص السكن الجامعي أوضح الكعبي أن الحياة الطلابية والسكنية للطلاب ستكون في داخل الحرم الجامعي نفسه، فالسكن الجديد يستوعب 2400 طالبة، بالإضافة إلى سكن آخر سيتم استلامه في فبراير المقبل والذي سيستوعب أيضاً 1008 طالبات، كما أن السكن يتمتع بعدة ميزات منها توافر الغرف المفردة التي توفر نوعاً من الخصوصية للطالبات، وفي كل دور في السكن الجامعي هناك صالة عامة وقاعة فيها أجهزة حاسب آلي يمكن استخدامها للدراسة، إلى جانب التسهيلات وعناصر الرفاهية الأخرى في ظل بيئة جامعية طلابية جاذبة للطلبة تفعل التواصل الاجتماعي فيما بينهم.
ليس هذا فحسب، إذ يأتي حرص الإدارة العليا للجامعة وعلى رأسها معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى للجامعة، على توفير سكن حديث ومميز للطلاب والطالبات، وفق أحدث المعايير العالمية، لتهيئة الظروف المناسبة لهم للدراسة والتحصيل في بيئة نموذجية.
وأكد أن جامعة الإمارات تبذل جهوداً كبيرة لتوفير بيئة تعليمية وأكاديمية داعمة لطلبتها، ضمن أبرز أهدافها وأولوياتها، وفي هذا الإطار تقوم الجامعة بعدة مبادرات وبرامج تعنى بتنمية قدرات الطلبة وتطوير مهارات التعلم لديهم وتعزيز قدرتهم على تحقيق النجاح الأكاديمي والتنافسية في سوق العمل، وهنا تطرق الدكتور الكعبي في حديثه عن عدد من البرامج الرئيسية التي تستهدف الطلبة المستجدين ومنها: برنامج «الطالب المشرف» الذي يتم تنظيمه وتنفيذه لطلبة السكن الجامعي، وفيه يتم اختيار نخبة من الطلبة تكون مهمتهم إدارة الطلبة المستجدين، واطلاعهم على لوائح وقوانين السكن الجامعي، وبذلك يتم الابتعاد بعض الشيء عن توفير موظفين يعملون في السكن الطلابي ويتعاملون مع الطلبة.
كما أن فكرة البرنامج الأساسية هي تدريب هؤلاء الطلاب الذين يتولون مهمة الإشراف في السكن الجامعي، وقد تم تدريب 30 طالبة في العام الماضي، و15 طالباً، وتهيئتهم بحيث يستطيعون عن اقتدار القيام بدورهم الإشرافي، وهناك معايير لاختيارهم: التميز في التحصيل الأكاديمي، وتمتعهم بقدر من المهارات والقدرات والإمكانيات القيادية.
وهناك برنامج آخر تم تطبيقه للمرة الأولى هذا العام يطلق عليه «نجاحي»، ولم يطلق هذا البرنامج عن فراغ، وجاء بعد أن وجدنا أن فشل الطلاب يكون في بداية حياتهم الجامعية بعد انتقالهم من بيئة المدرسة والبيت إلى الجامعة وسكنها، حيث يلاقي الطالب صعوبة في التأقلم، ويسهم برنامج (نجاحي) في الأخذ بيد هؤلاء الطلبة لارتقاء سلم النجاح في الجامعة، والبرنامج أيضاً يديره طلاب وطالبات تم تدريبهم أيضاً
وتوقع الكعبي أن يثمر البرنامج عن تحقيق الكثير من النتائج الإيجابية أبرزها تغيير نظرة الطلبة المستجدين للجامعة، إلى جانب اكتسابه مهارات تساعده على الاندماج في الحياة الجامعية في وقت مبكر جداً.
وهناك برنامج آخر يتعلق بالطلبة المتعثرين دراسياً، يستهدف الحاصلين على الإنذار الأكاديمي، وأصحاب التحصيل الأكاديمي المتدني، ويشرف على هذا البرنامج طلاب يطلق عليهم «نجوم»، وهو برنامج يطبق في الجامعات الأميركية، يتم تدريب الطلاب لمدة 12 ساعة وبعدها يحصلون على شهادة تؤهلهم لتدريب الطلبة المتعثرين دراسياً. أما برنامج «مرحبا الساع» فيتم تقديمه كل عام للطلبة المستجدين، ويستمر لمدة أسبوع وفيه الكثير من الأنشطة والفقرات الترفيهية والورش للطلاب والطالبات.
تطرق الدكتور علي النعيمي إلى موضوع «التسكين» بمعنى أن الجامعة توفر برنامجاً إلكترونياً يستطيع الطالب من خلاله اختيار غرفته دون الحاجة لأي خدمة أو لسؤال موظفي الجامعة، وكذلك اختياره للسكن الذي يرغب فيه والموقع الذي يريده. وفي حال رغبته الانتقال من سكن لآخر فهذا يعتمد على الشواغر المتاحة، مؤكداً أن عملية اختيار السكن الذي يرغب فيه الطالب صارت بيده، وأن جامعة الإمارات لم تصل إلى مرحلة عدم توفر شاغر للطلبة المستجدين، لأن هناك توقعات دائمة لكل فصل دراسي جديد، للعمل على استيعاب جميع طلاب وطالبات السكن الجامعي.
أرسل تعليقك