القاهرة ـ أكرم علي، محمد الدوي
أكد وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف، استعداد بلاده لمساعدة مصر في المجالات كافة التي تريدها، وأنه ناقش آفاق التعاون العسكريّ والفنيّ مع نظيره المصريّ نبيل فهمي.وأعلن لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، الخميس، أن موسكو مستعدة لتنفيذ أية مقترحات تعمل على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر وروسيا خلال الفترة المقبلة، وأن رفع الطوارئ في مصر سيعمل على
إعادة تطوير المجال السياحيّ واستئناف السياحة الروسية بالكثافة التي كانت عليها في الفترة الأخيرة"، مشيرًا إلى أن "روسيا تدعم مصر لإيجاد حل لتوفيق الأمن في سيناء".وشدد وزير الخارجية الروسي، على أنه "من مصلحة روسيا أن تبقى دولة مستقرة، وذات أداء حكوميّ فعّال، وأن مصر ليست دولة رائدة في الشرق الأوسط، وإنما دولة صديقة تربطها علاقات منذ سنين، وأن زيارته وزيارة وزير الدفاع الروسي إلى القاهرة، تؤكد أهمية رغبة روسيا في توطيد العلاقات المصرية الروسية"، معربًا عن أمله بأن يتم إنهاء مشروع الدستور والاستفتاء عليه، ويسمح لمصر بالتقدم للأهداف المنشودة".وأشار سيرجي، إلى أن "روسيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ونحترم سيادة مصر وحق المصريين في اختيارهم"، معلنًا عن مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، واستئناف أعمال اللجنة الحكومية الروسية في المجال الاقتصادي والتجاري، واتفقنا على تأسيس لجنة على مجال الخبراء لتحديد موعد الانعقاد، فيما أشاد بموقف مصر من الأزمة السورية لصالح التصويت السلميّ، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تأتي في أولى اهتمامات موسكو، وأنهم يدعمون دور مصر البنّاء في استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وأن تبادل الآراء مع نظيره المصري كان مفيدًا، وأن من مصلحة روسيا أن تبقى مصر دولة مستقرة، وأن بلاده لن تتدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكدًا احترمه لسيادة الدولة المصرية.
وأكد وزير الخارجية نبيل فهمي، أن توطيد العلاقات مع روسيا ليس بديلاً لأحد، وأن وزن روسيا أكبر من أن تكون بديلة لأحد، وأن زيارة الوزراء الروس إلى مصر هي خطوة إضافية في تنشيط العلاقات مع موسكو، وأن مصر تتطلع إلى علاقات قوية ومستمرة مع روسيا، وإعادة تنشيطها لثقل دورها في الشرق الأوسط، وأنه سيكون التعاون له مردود إيجابي على الأمن الإقليمية.
وأشار فهمي، إلى أن "التحرك المصري لا يتم كرد فعل، وإنما يتحرك في إطار إستراتيجي واضح يعتمد على ضمان تنوع الخيارات المصرية الذي يعتبر مطلب الشعب، ونشهد الخميس زيارة تاريخية، هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الحديث، وتأتي لتطلع مصر لتعاون مثمر مع الصديق الروسي في مجالات عدة، لأهمية روسيا في الساحة الدولية وطبيعة العلاقات المستمرة والممتدة، وأؤكد أنها مستمرة عبر سنين طويلة".
وكشف الوزير المصريّ، عن تفاصيل اجتماعه مع لافروف، قائلاً "تناول عددًا من القضايا الدولية والإقليمية، وعدد من الموضوعات والقضايا الثنائية بين البلدين، وعلى المستوى الدولي والإقليمي، وتناولنا الوضع في سورية، وما يُبذل من جهد وأسلوب التحرك لعقد مؤتمر (جنيف 2)، وتناولنا عملية السلام في الشرق الأوسط، وبالتحديد المسار الفلسطيني الإسرائيلي والجهد المبذول من الولايات المتحدة لتنظيم المفاوضات بينهما، وأنه تم الاتفاق على أن يكون هناك تعاون اقتصادي وتنموي يرتبط بالبنية الأساسية، وهناك تعاون في مجال توسيع التجارة والاستثمار ونتطلع لمزيد من التعاون، وأن هناك اتفاق بين الجانبين على أهمية عقد اللجنة الوزارية المشتركة، ويتم التمهيد لذلك من خلال لجنة على مستوى الخبراء، وأنه أعرب عن أهمية الوصول إلى حل للنزاع بين فلسطين وإسرائيل، واستغلال فرصة التفاوض، وعن القلق الشديد من الممارسات التي تُعكّر صفو المفاوضات، موضحًا أنه تناول قضايا أخرى، وهي دول الجوار بالنسبة إلى مصر والأوضاع في أفريقيا، وتناولنا قضايا تتعلق بالأمن الدوليّ، وكيفية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وكان وزير الخارجية الروسيّ سيرجي لافروف، قد توجّه إلى القصر الجمهوريّ، صباح الخميس، للقاء الرئيس المستشار عدلي منصور، حيث أعلن وزير الخارجيّة المصريّ،أنه سيتم عقد اجتماع رباعيّ، بعد ذلك، بين وزيريّ الدفاع والخارجيّة المصريين مع نظيريهما من الجانب الروسيّ المتواجدين في البلاد حاليًا.
أرسل تعليقك