لندن ـ عبدالرحيم جرار
أكدت مصادر بريطانية وأمارتية لـ"مصر اليوم" أن زيارة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، للمملكة المتحدة التى اُختتمت فى وقت مبكر اليوم بانها كانت ناجحة تماما وبكل المقاييس .واضافت هذه المصادر ان زيارة الشيخ خليفة أل نهيان الاولى من نوعها لبريطانيا منذ 24 عاما عملت على تعزيز دور القنوات الحكومية الرسمية للبلدين والقطاع الخاص في توجيه المزيد من الاستثمارات
وتعزيزها من خلال تفعيل دور القطاع الخاص والمستثمرين في البلدين عبر توفير المزيد من الحوافز والتسهيلات الممكنة لتحقق تطوراً ملموساً في حجم الاستثمارات،
ولدى إجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن الإسلام دائماً يدعو الى المحبة والتآخي والسلم ونبذ العداء والكراهية مؤكدا حرص دولة الإمارات على تعزيز التواصل مع المملكة المتحدة وتنسيق الجهود المشتركة لما يحقق المصالح المشتركة ويعود بالخير والمنفعة لشعبي البلدين الصديقين .
وأضاف أن دولة الإمارات تتطلع دائما إلى تطوير علاقاتها الإقتصادية الإستراتيجية مع المملكة المتحدة عبر تحقيق الاستدامة في المشاريع الإستثمارية المشتركة بما يسهم في رفع معدلات النمو التجاري والاستثماري بين الجانبين إلى مستويات أفضل خلال السنوات المقبلة .
من جهته رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بزيارة الشيخ خليفة بن زايد لبريطانيا تلبية لدعوة من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا ،مشيدا بمستوى العلاقات التاريخية التي تربط الإمارات والمملكة المتحدة قيادة وحكومة وشعبا في شتى المجالات .
وأشاد كاميرون بمواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى تحقيق السلام الشامل في المنطقة والدفع بمبادرات السلام في العديد من مناطق التوتر بما يحقق السلام والأمن والاستقرار للشعوب ويفسح المجال واسعاً أمام تحقيق تطلعاتها في العودة إلى التنمية والبناء ،مؤكداً أن الإمارات أحدثت نقلة حضارية غير مسبوقة في المنطقة .
والتقى الشيخ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في ختام زيارته الرسمية للمملكة المتحدة بقصر “كلارينس هاوس” التاريخى في وسط لندن الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا أمير ويلز .
ورحب الأمير تشارلز بالشيخ خليفة والوفد المرافق، مشيداً بعمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط دولة الإمارات والمملكة المتحدة وما تحظى به من دعم من قيادتي البلدين والحرص على تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، وقال" إن هذه الزيارة تعتبر محطة تاريخية مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين" .
واصطحب الأمير تشارلز، الشيخ خليفة لزيارة كلية الأمير شاركز للفنون التقليدية ومركز اكسفورد للدراسات الإسلامية حيث اطلع سموه على ما يحتويه المركز من دراسات وكتب وإصدارات تتعلق بالإسلام والعالم الإسلامي .
وأكد الشيخ خليفة خلالها على حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على التعريف بمفاهيم الدين الإسلامي الحنيف التي تقوم على الوسطية والاعتدال وتقبل الطرف الآخر والابتعاد عن التشدد والتطرف، مشيراً إلى أن الإسلام دائما يدعو الى المحبة والتآخي والسلم ونبذ العداء والكراهية .
كما قام رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ظهر أمس، بزيارة إلى كنيسة ويستمنستر آبي حيث وضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول حيث دوّن الشيخ خليفة كلمة في سجل كبار الزوار قال فيها “إننا في دولة الامارات نثمّن عاليا الأرواح التي ضحت في سبيل الأوطان والذود عنها وأن حب الأوطان والتضحيات من أجلها هو غاية كل إنسان يحرص على صون تراب وطنه وعزته وشرفه” .
وتعد الإمارات من المستثمرين الكبار في الاقتصاد البريطاني، حيث تعمل على ضخ رؤوس الأموال وتوفير فرص العمل والمساهمة في النمو الاقتصادي على المدى البعيد، إذ تبلغ قيمة إستثمارات الإمارات في بريطانيا أكثر من 5 مليارات جنيه إسترليني .
وتتضمن هذه الإستثمارات مشاريع شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة” في بحر الشمال ومشاريع موانئ دبي العالمية مثل ميناء “لندن غيت واي” عميق المياه، الذي يعد أكبر مشروع فردي في بريطانيا من حيث توفير فرص العمل حيث يوفر نحو 35 ألف فرصة عمل ، ومحطة حاويات موانئ دبي العالمية - ساوثامبتون ثاني أكبر محطة من نوعها في بريطانيا، وهي تعمل كمشروع مشترك بين موانئ دبي العالمية و”أسوشيتد بريتيش بورتس” بالإضافة إلى استثمارات شركة “مصدر” الرائدة في مجال الطاقة النظيفة في المشاركة بإنشاء “لندن آراي” وهي أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، وكذلك هناك إقبال كبير للشركات الإماراتية على الاستثمارات الرياضية في بريطانيا مثل المجمع الأولمبي و إكسل لندن .
وعلى هامش زيارة الشيخ خليفة الرسمية لبريطانيا وقعت دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة اليوم على مذكرتي تفاهم الاولى بشأن إنشاء " حوار القيم " والثانية حول "منظومة المؤهلات".
ووقع المذكرتين عن جانب دولة الامارات سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية وعن جانب حكومة المملكة المتحدة وليام هيغ وزير الخارجية.
من ناحيتها قالت مصادر امارتية مقربة من الاجتماعات إن إنشاء " حوار القيم " يأتي انطلاقا من الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين والتزاما بالصداقة والشراكة المنصوص عليه في معاهدة الصداقة الإماراتية - البريطانية لعام 1971 والتي أعيد التأكيد عليه من خلال إعلان أبوظبي لعام 2010 وبناء على البيان المشترك الصادر في نوفمبر 2012 الذي تم تبنيه خلال زيارة رئيس وزراء المملكة المتحدة إلى الإمارات.
واعتبرت المصادر تأسيس " حوار القيم " بين البلدين انعكاسا للأهداف المشتركة في البلدين في تعزيز الرخاء والأمن والروابط الوثيقة المتزايدة بين شعبيهما واستمرارا للتاريخ الطويل الحافل بالاحترام المتبادل الذي يكنه كل من الجانبين لتقاليد الجانب الآخر ورغبتهما في العمل في شراكة وثيقة من أجل تقدير أفضل لوجهات نظر كل منهما للآخر وتعزيز التفاهم الثقافي والسياسي والاجتماعي بين الإمارات والمملكة المتحدة وبرهانا على العلاقة القوية بين المملكة المتحدة و الإمارات والتزامهما بتعاون أكثر جوهرية.
وقالت المصادر أنه من المقرر أن يشرف على "حوار القيم" فريق العمل الإماراتي البريطاني الذي يرأسه كل من الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وأليستير بيرت وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني المسؤول عن دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية البريطانية واللذان سيقومان معا بإقرار ومناقشة مقترحات حوار القيم من أجل العمل والحوار المشترك.
وسيتم عقد الاجتماع الاول لحوار القيم في شهر مايو الجاري على أن يتم عقد اجتماعات للمتابعة بصفة دورية نصف سنوية .
وسيتم خلال الحوار تعزيز التفاهم الثقافي والسياسي بين الإمارات والمملكة المتحدة واستكشاف التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقضايا الناجمة عنها والتي تؤثر على قيم البلدين والنظر في كيفية إمكانية تعاونهما لمعالجة تلك القضايا على نحو ايجابي.
وجاء في مذكرة التفاهم الثانية بشأن " منظومة المؤهلات " ان حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وتمثلها الهيئة الوطنية للمؤهلات وحكومة المملكة المتحدة ورغبة في تعزيز أواصر الصداقة القائمة بينهما وتعزيز التفاهم والمعرفة من خلال تنمية المهارات والمؤهلات..فانهما يتعاونان معا على مواءمة منظومات المؤهلات مع بعضهما البعض حيث يتم أولا تحديد الهيئات الحكومية المعنية ومؤسسات ضمان الجودة ومؤسسات التعليم والتدريب لإعداد الخطط اللازمة في هذا الخصوص.
ويقوم الطرفان بإعداد لائحة بمؤسسات ضمان الجودة لكلا الطرفين بهدف تعزيز التفاهم وسعيا لتحقيق الشراكة بينهما وتشجيع مؤسسات ضمان الجودة المعنية على العمل معا لتحديد أوجه المقارنة العامة بين مستويات منظومات المؤهلات والتي تعمل بها مؤسسات التعليم المعنية.
كما يقوم البلدان بتبادل المعلومات المتعلقة بالمؤهلات التي تمنحها أو تصدقها مؤسسات التعليم في كلا البلدين ويعملان معا على وضع سياق محتوى البرامج التعليمية وإخطار بعضهما البعض حول الندوات والدورات والزيارات المتبادلة بين كلا البلدين والتشاور حولها إن أمكن.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية قد بحث خلال لقائه مع وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني في لندن اليوم سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات .
كما تم خلال اللقاء التأكيد على اهمية التواصل والتنسيق والتشاور والتعاون بما يخدم البلدين وبما يسهم في تعزيز العلاقات المتميزة بينهما.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة على مستوى المنطقة والشرق الأوسط في ضوء ما يشهده العالم العربي من تطورات سياسية.
وكانت ملكة بريطانيا الملكة اليزابيث الثانية قد اقامت امس الاول حفل غداء على شرف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والوفد المرافق في قصر ويندسور التاريخي .
وبعد يومين من المحادثات الرسمية الناجحة غادر رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والوفد المرافق متوجهين الى ارض الوطن .
أرسل تعليقك