واشنطن ـ رولا عيسى
قام ببناء هذا المنزل الذي تملكه السيدة لوراين ناكاي جماعة لا تسعى للربح من نشطاء المجتمع في منطقة شعب نافاجو وهي قبيلة تتمع بقدر من الحكم الذاتي تقع في جنوب غرب الولايات المتحدة، واستغرقوا 11 أسبوعًا في البناء الذي امتد على مساحة سبعين مترًا مربعًا، بموازنة في حدود مبلغ 25 ألف دولار.وتحكي ناكاي وهي شاعرة وعالمة حشرات عن ذلك فتقول إنها شعرت بالدهشة عندما عرضوا عليها ذلك في
العام 2011، ولكنها وبعد ثمانية أشهر انتقلت إلى المنزل الجديد الذي يقع على المنطقة الشمالية من قبيلة نافاجو، التي تبلغ مساحتها 27425 ميلاً مربعًا، وهي القبيلة التي كانت تسكنها عائلتها على مدى أجيال.
وتمت عملية البناء والتصميم في إطار شركة لا تسعى للربح بين جامعة كلورادو في دينفر وبين منظمة "ديزاين بيلد بلاف" في أوتاوا، وشارك في بناء وتصميم هذا المنزل عدد ثمانية من طلبة الهندسة المعمارية، وقام بتأسيس هذه الشركة الصحافي هانك لويس الذي تحول إلى مهندس معماري وذلك في العام 2004. ويمكن القول إن هذه المنظمة التي لا تهدف إلى الربح هي نموذج يحاكي برنامج "رورال ستوديو" في ألاباما، وتسعى إلى تأكيد فكرها الإبداعي في مجال إعادة تصنيع الأشياء، ومنح طلبة الجامعات الخبرات اللازمة لفهم طبيعة المجتمع من حولهم.
ويقول المحاضر في جامعة كلورادو والمسؤول عن المشروع ريك سمرفيلد إنه يمنح الطلبة فرصة دراسة ثقافة مختلفة داخل الولايات المتحدة، كما لو كانوا يدرسون في بلد من بلدان العالم الثالث.
وتقول السيدة ناكاي، البالغة من العمر 56 عامًا، إنها أمضت معظم طفولتها في تلك المنطقة، ولكنها مثلها مثل أقاربها وأطفالها كان عليهم أن يتطلعوا نحو التعليم ورسم ملامح مستقبلهم العملي، وهي متخصصة في علم الحشرات، وقد انتقلت إلى العمل بإحدى المزارع في نيومكسيكو بعد وفاة أمها وأبيها تاركة منزل العائلة خاليًا.
وأهم ما يميز المنزل وجود طاحونة هوائية بمضخة مياه كان أبواها قاما بإنشائها قطعة قطعة خلال فترة الستينات، وعندما كانت ناكاي تزور المكان وتنظر إلى الطاحونة كانت دموعها تغلب عليها، فهي لا تثير لديها ذكريات الطفولة فقط وإنما معاناة أبويها وهما يستثمران في مجال المياه، التي كانت عنصر الحياة بالنسبة إلى مجتمعها. لقد كانت تدرك أنها لا بد وأن تعود لذلك المكان.
وعندما وصل الطلبة المعماريون إلى المكان كان المنزل في حالة يرثى لها لدرجة أن التجديد كان يعني تدميره، وقد استغرقوا 11 أسبوعًا في البناء الذي امتد على مساحة سبعين مترًا مربعًا بموازنة في حدود مبلغ 25 ألف دولار.
وكانت ناكاي التي تدرّس في وقت فراغها لغة شعب نافاجو والعلوم والرياضيات في مدرسة محلية، تريد في المنزل مساحة مرنة تستطيع أن تستوحي فيها الشعر ورسم اللوحات الفنية والأبحاث الزراعية، وأن تتطلع من خلالها إلى الأشكال الجيولوجية المرتبطة بأجدادها.،وقد نجح فريق المعماريين في إنقاذ غالب المواد القديمة في المنزل وتجديده.
وتُعد من بين ملامح المنزل بعد التجديد خزانة كتب تمتد بطول 50 قدم،ًا أما الوصول إلى الحمام فهو عن طريق باب ملحق بها، بل إن سرير السيدة ناكاي هو جزء من رف، وهو أشبه بركن للعزلة، وهي تعتبره أشبه بحجرة يخت".
وعلى الرغم من تجديد المنزل، وعلى الرغم من عودة ناكاي إليه واستمتاعها بممارسة أنشطتها الإبداعية فيه، وعلى الرغم من أنها عاشت فيه غالب طفولتها إلا أنها تعيش حالة من الذهول عندما تعي أن هذا المنزل هو ملك لها.
أرسل تعليقك