في أحضان تلال مونتيفيلترو Montefeltro بإقليم ماركى الإيطالي، تقع مدينة أوربينو Urbino التي تشتهر بثروتها الثقافية والتاريخية والفنية، لدرجة جعلتها كنزاً رائعاً من عصر النهضة الإيطالية.
بمجرد الوصول إلى أوربينو، أول ما نقابله هو بوابة فالبونا Porta Valbona، المدخل القديم للمدينة الذي بُني عام 1621، حيث العبور إلى المركز التاريخي، أجمل جزء من المدينة وأحد مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1998، ومقر أجمل المتاجر القديمة والمباني التاريخية الرائعة.
وتملك أوربينو عديدا من المباني والمعالم التاريخية، من أبرزها قصر الدوق أو Palazzo Ducale رمز المدينة الذي يعد بمثابة بلدة صغيرة محصنة.
بني القصر بتكليف من القائد العسكري وسيد أوربينو، فيديريكو مونتيفلترو، في عام 1444، واستمرت أعمال البناء في المبنى 30 عاماً شهدت خلافة عديد من المهندسين المعماريين.
وأصبح المبنى الآن مكان التقاء عديد من الفنانين الذين تحوي جدرانه، أهم أعمالهم الفنية.
أقـــــــرأ أيضـــــــــا:
افتتاح معرض في إيطاليا لمُحاكاة تطور الحضارة المصرية منذ نشأتها
ونحو 80 غرفة من قصر الدوق تستخدم متحفا ومقراً لاستضافة أعمال المتحف الوطني لماركى Galleria Nazionale delle Marche، وتحوي مجموعة أعمال فنية منذ عام 1300 إلى 1600، معظمها لوحات، ولكنها تشمل أيضاً على أثاث ومنحوتات ومنسوجات ورسومات.
كما تعد أوربينو، مسقط رأس رسام عصر النهضة، رفائيلو سانزيو، المدينة التي يقع بها المنزل الذي ولد به Casa di Raffaello ، المعلم السياحي الرائع الذي يستحق الزيارة والواقع في حي الحرفيين، حيث يعد موطناً لبعض الأعمال الأصلية التي رسمها الفنان الإيطالي، بحسب موقع "فان بيدج" الإيطالي.
مبنى آخر يستحق المرور عليه لزيارته وهو الدومو duomo، الكنيسة الأكثر أهمية في أوربينو، التي يعود تاريخ مبناها الأول لعام 1021 والذي استبدل به كنيسة جديدة بناها فرانشيسكو دي جيورجي مارتيني، المهندس المعماري الموثوق به لفيديريكو دا مونتيفيلترو.
وعلى بعد كيلومترين من المركز التاريخي لأوربينو، في وسط الريف، تقع كنيسة أخرى مثيرة للاهتمام، هي كنيسة سان بيرناردينو، وتسمى أيضاً "ضريح الدوقات" Mausoleo dei Duchi والتي بنيت بواسطة فيديريكو دا مونتيفيلترو لإيواء رفاته بعد وفاته.
أما لمحبي الأماكن البانورامية، فيمكنهم زيارة قلعة ألبورنوز la Fortezza Albornoz، وهي مبنى مهيب بني في النصف الثاني من القرن الرابع عشر على يد الكاردينال إجيديو ألفاريس دي ألبورنوز.
وتعد هذه القلعة هي النقطة الأكثر بانورامية وجمالاً في المدينة، حيث يزورها الطلاب باستمرار، حيث يستلقون على العشب ويقضون ساعات من الاسترخاء أو الدراسة في الهواء الطلق.
ولا يقتصر جمال وروعة أوبينو على المباني التاريخية فقط، بل غنية بالثقافة، بفضل كونها موطناً لواحدة من أهم الجامعات في إيطاليا وهي جامعة أوربينو "كارلو بو" التاريخية.
تأسست الجامعة كمؤسسة أكاديمية في عام 1506، وخلال الستينيات والسبعينيات، نجحت الجامعة في شراء عديد من المباني المهجورة في وسط البلدة القديمة، التي رُممت منذ ذلك الحين واستخدمت كمبانٍ للكلية والإدارات.
وبعد هذه الجولة التاريخية الرائعة، لابد من تجربة تناول أطباق أوربينو الشهية، إذ يمكن تعريف مطبخ إقليم ماركي بأنه مزيج مثالي من البحر والأرض، ومن أبرز أطباقه الشهية التي يمكن الاستمتاع بتناولها؛ طبق باساتيللي Passatelli، وهو نوع من أنواع المكرونة اللذيذة التي تقدم عادة في المرق.
طبق آخر محلي الصنع ومن أشهى الوصفات في أوربينو، هو Lumbarelle ؛ وهو نوع المكرونة محلية الصنع الطازجة التي تشبه إلى حد كبير القواقع الحقيقية، التي تعد في مرق مع اللفت والكرنب والطماطم المطبوخة في الزبد مع الدجاج أو السجق
وقــــــــــــــد يهمك أيـــــــــضًا :
تعرَّف على الوجهات المميزة بأطباقها الشهيَّة لمُحبِّي الطعام
تعرف على أفضل وجهات سياحية لشهر العسل 2019
أرسل تعليقك