حملات واسعة تُطالب بوقف «إحياء التكية السليمانية» في دمشق خوفًا على ثاني أهم مواقعها التراثية
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

نفت وزارة الأوقاف السورية "الاستثمار الرخيص" وهدَّدت "الآثار" المعارضين

حملات واسعة تُطالب بوقف «إحياء التكية السليمانية» في دمشق خوفًا على ثاني أهم مواقعها التراثية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - حملات واسعة تُطالب بوقف «إحياء التكية السليمانية» في دمشق خوفًا على ثاني أهم مواقعها التراثية

«التكية السليمانية» من أهم الآثار العثمانية في مدينة دمشق
دمشق - صوت الامارات

أثارت التسريبات حول مشروع «إحياء التِّكِيَّة السليمانية» بدمشق وطرحها للاستثمار السياحي، المخاوف من العبث بملامح دمشق التاريخية، وتحويل ثاني أهم مواقعها التراثية بعد الجامع الأموي إلى ساحة مطاعم.

واجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي حملات واسعة تدعو لوقف المشروع وحماية ذاكرة دمشق من همجية رؤوس الأموال الجدد، الذين لا يرون في مواقع دمشق التاريخية سوى ميدان لتبييض الأموال وتكثيرها، فمدينة دمشق معروفة بتكاياها ومدارسها ومساجدها المفتوحة للجميع من أهلها وزوارها، إلا إن أثرياء الحرب الذين لا يعرفون ماذا تعني دمشق لأهلها وفقرائها وعشاقها، راحوا يخنقونها بالمطاعم والمقاهي والملاهي من ذوات «النجوم الخمسة» لتكون حكراً عليهم يبددون أموالهم فيها ليلاً ويسترجعونها نهاراً.

مجموعة «معاً لحماية التكية السليمانية»، التي أنشئت الأسبوع الماضي على موقع «فيسبوك» وانضم إليها 4870 شخصاً خلال أقل من 3 أيام، حذّرت من أنّ مشروع إحياء التكية على وشك اكتمال توقيعه، ودعت إلى «منعه من أن يرى نور التخريب»، مستغربة موافقة مديرية الآثار عليه، وقالت إنّ المشروع «يغير بنية ووظيفة التكية تحت شعارات مختلفة: ترميم، واستثمار... وغيره»، مطالبة بـ«رفع الأذى المزمع إحداثه في التكية».

معماري دمشقي وموظف سابق في محافظة دمشق، فضّل عدم ذكر اسمه، قال لـ«الشرق الأوسط»: «إنّها ليست المرة الأولى التي تُثار فيها مثل هذه القضايا. المشكلة دائماً كانت في عدم إدراك الأهمية العليا للحفاظ على التراث بصفته جزءاً أساسياً من الهوية الحضارية»، وأضاف أنّ «سوريا ابتليت برأسمال جاهل أرعن ولد من رحم الحرب، متحالف مع موظفين فاسدين يعملون على تدمير الهوية التاريخية بزعم إحيائها». مضيفاً: «لقد صدر قرار يسمح بقطع أشجار التكية التي عدّها عالم الآثار الفرنسي الراحل جان سوفاجيه مثالاً نادراً في سوريا... وذلك لتنفيذ المشروع، إلّا إنّ العمل بالقرار توقّف بعد الاحتجاج عليه من قبل بعض الموظفين. ومثلما هناك فاسدون؛ فهناك موظفون أمناء على التراث أفنوا أعمارهم في حمايته، لكنّ أصواتهم غالباً لا تُسمع، فقد سبق أن حدثت قضية مماثلة تنمّ عن انعدام الثقافة والتحضر، عام 2015، لم تسرّب إلى الرأي العام عندما تقدم أحد المستثمرين بعرض لإقامة مطعم (خمسة نجوم)؛ بمعنى تضمنه (بارَاً) للمشروبات الكحولية في بهو دار الأوبرا (دار الأسد للموسيقى)، وكاد يحصل على الموافقة. فالعرض المالي كان مغرياً جداً، لولا تصدّي موظف كبير في الدولة للمشروع الذي سيحوّل دار الأوبرا من صرح ثقافي وحضاري إلى (صالة أفراح وليالٍ ملاح)»؛ حسب تعبير المعماري.

المديرية العامة للآثار والمتاحف ردّت على الحملة الموجهة ضدها ببيان نشرته على موقعها الرّسمي، من دون أن تنفي أو تؤكد صحّة المعلومات حول طرحها للاستثمار لتكون مطاعم، وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف إنّ «المشروع يهدف إلى إعادة الحياة لهذا الصرح المهم دون المساس بأي وظيفة من وظائفه، وأعمال الترميم والتدخل ستتم وفق أرفع المعايير المعتمدة دولياً وبإشراف مباشر من المديرية العامة للآثار والمتاحف، وتأهيل الموقع واستدامته يستلزمان تنفيذ بعض الخدمات البسيطة غير الظاهرة التي لن تؤثّر على مشهد الموقع ولا على قيمته الثقافية». ونوّهت بأنّ المشروع يجري بموافقة «خبراء اليونيسكو، مع بعض التعديلات الطفيفة التي أُخذ بها».

واتهمت مديرية الآثار والمتاحف معارضي المشروع بـ«وقف التنمية؛ سواء أدرك أصحابها ذلك أم لم يدركوا»، وهدّدت باللجوء إلى «القضاء المختص لمحاسبة كل من أساء إلينا بعمد أو بجهل».

وزارة الأوقاف في دمشق، المعنية بحماية «التِكِيّة السليمانية» بصفتها وقفاً تراثياً إسلامياً، وقد نالت نصيباً وافراً من حملة الانتقادات المعارضة لمشروع «إحياء» التكية السليمانية، نفت في بيان مقتضب؛ بوصفها «مؤتمنة» على التراث الإسلامي، صحة «ما يشاع حول استثمار الموقع في نشاطات استثمارية»، ووصفته بالإشاعات «رخيصة»، مؤكدة أنّ ما يجري في التكية السليمانية «دراسات لأعمال ترميم وتأهيل الموقع، بهدف الحفاظ على التراث المادي واللامادي في التكية، وتتم هذه الدراسات لدى أشهر بيوتات الهندسة الأثرية والمعمارية العالمية».

ويعود بناء «التكية السليمانية» في دمشق إلى عهد السلطان العثماني؛ سليمان القانوني، الذي أمر ببنائها عام 1554، في الموضع الذي كان يقوم عليه قصر الظاهر بيبرس المعروف باسم «قصر الأبلق»، وقد صمم البناء على مساحة 11 ألف متر مربع المعماري العثماني الشهير سنان، وأشرف على تنفيذه الذي استغرق 6 سنوات المهندس ملا آغا، وذلك في عهد الوالي خضر باشا. أمّا المدرسة الملحقة بالتكية فقد بُنيت سنة 1566، في عهد الوالي لالا مصطفى باشا. وتُقسم التكية إلى قسمين: الأول؛ التكية الكبرى، وتضم مسجداً ومدرسة. والثاني؛ التكية الصغرى وفيها حرم للصلاة وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها القباب. وكانت التكية الصغرى مأوى للغرباء وطلبة العلم والفقراء، وتضمّ اليوم المتحف الحربي السوري وسوق الحرف اليدوية.

قد يهمك ايضاً :

السياحة تأتي على الأخضر واليابس في فينيسيا الإيطالية

استمتعي بعطلة مليئة بالرفاهية والأناقة داخل"إنتركونتيننتال فينيسيا" بيروت

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملات واسعة تُطالب بوقف «إحياء التكية السليمانية» في دمشق خوفًا على ثاني أهم مواقعها التراثية حملات واسعة تُطالب بوقف «إحياء التكية السليمانية» في دمشق خوفًا على ثاني أهم مواقعها التراثية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 05:11 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 صوت الإمارات - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه

GMT 20:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

فافرينكا يتقدم في بطولة مدريد للأساتذة

GMT 04:20 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل وشروط التقدّم لوظائف وزارة الزراعة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates