يبدو هذا للوهلة الأولى وكأنه شيء من فيلم خيال علمي؛ إذ اكتشف العلماء طريقة لعلاج إرهاق السفر عبر الومضة الضوئية، كما يزعم الباحثون أنه يوجد مفتاح رئيسي في الدماغ، وهذا المفتاح يمكنه إعادة ضبط الساعة البيولوجية في جسم الإنسان.
فقد عمل فريق من الولايات المتحدة الأميركية على كيفية التأثير على طريقة رد فعل الناس على السفر لمسافات طويلة أو العمل لساعات غير منتظمة، باستخدام أشعة الليزر البصرية، وهي عبارة عن ومضات ضوئية عالية الطاقة تشرق في العين، اعتقد العلماء أنها قد تكون قادرة على تغيير الطريقة التي تجعل الناس تشعر بأنها طبيعية، في أوقات مختلفة من اليوم.
فيما تشير الاختبارات الأولية التي أجريت على الفئران أنَّ زر إعادة ضبط الساعة البيولوجية في جسم الإنسان يوجد في منطقة ما في الدماغ تسمى "نواة التأقلم"، وتقع فوق العين.
ووجد علماء من جامعة فاندربيلت في مدينة ناشفيل بتينيسي، أنهم يستطيعون تغيير توقيت النشاط في أدمغة الفئران.
كما كشفت النتائج التي نشرت في دورية الطبيعة وعلوم الأعصاب أنَّ الفئران ليلية، التي تم معاملتهم بأسلوب تغيُّر توقيت النشاط، يكونون أكثر نشاطًا طوال النهار، بالرغم من أنهم كانوا في العادة في ذلك الوقت نائمين.
وأعتقد الفريق أنَّ التمكن من إعادة تعيين الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، يمكن أنَّ يقدم في النهاية علاج جديد لأمراض مثل الاضطرابات الموسمية، والحدّ من الآثار الصحية الضارة من العمل في الليل، وأيضًا علاج الاضطراب الناتج عن الرحلات الجوية الطويلة.
فيما تمتلك جميع الكائنات الحية آلة داخلية تسمى بالساعة البيولوجية للجسم، والتي تعمل على تزامن وظائف الجسم على مدار 24 ساعة من دوران الأرض.
وتشمل قواعد هذه الآلة: أنماط النوم والاستيقاظ و التمثيل الغذائي، وأيضًا تحدد إذا كان الشخص "صباحي أم ليلي".
تتسبب ضغوط الحياة العصرية، التي تجعلنا نعمل على نحو متزايد، في مخاطرة ومشاكل صحية تظهر على المدى الطويل.
وجدت دراسات منفصلة أنَّ الناس الذين يعملون في الليل أو الذين يحصلون على قسط قليل من النوم هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والسرطان و السمنة.
صرَّح قائد فريق البحث، البروفيسور دوغلاس مكماهون، أنهم استطاعوا تغيير أنماط النوم والاستيقاظ عند الحيوان من خلال تحفيز الخلايا العصبية في الساعة البيولوجية، بشكل مصطنع، وتقع الساعة البيولوجية في منطقة من الدماغ تسمى "نواة التأقلم".
كما وجد العلماء أنهم يستطيعون تحفيز الخلايا العصبية بشكل مصطنع، مما يجعل الفأر يعتقد أنَّ الوقت قد حان ليكون مستيقظًا، وقاموا بتغيير الخلايا لجعلها حساسة للضوء ثم يتم توجيه الليزر في العين.
ويمكن تكرار نفس الشيء مع البشر عن طريق حقن الخلايا العصبية بفيروس يغير من "نواة التأقلم"، ثم يتم العلاج بالليزر أيضًا.
تضع هذه التقنية الساعة البيولوجية في جسم الإنسان تحت السيطرة للمرة الأولى.
أكد الباحث مايكل تاكينبيرج أنَّ هذه التقنية لازالت غير جاهزة للاستخدام البشري، مضيفًا: "لكن البعض سيحرز تقدمًا في النهاية باستخدام علم البصريات الوراثي".
أرسل تعليقك