نيويورك ـ مادلين سعادة
أكد عدد من الخبراء أن حبوب الماريغوانا قد تكون أفضل إذا تم استخدامها كمسكن للآلام وأقل ضررًا عن تدخينها الذي يكون له بعض الآثار الجانبية الضارة.ويمكن للبحث الجديد الذي قامت به جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأميركية أن يقوض سوق الماريغوانا الطبية المزدهرة في الولايات المتحدة، والذي يقدر الآن بحوالي 1.3 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 9 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة.ويستخدم هذا الدواء عادة من قبل المرضى الذين يعانون من
السرطان، ومرض تصلب الأنسجة المتعددة، والحالات المرضية المؤلمة الأخرى.
وتم ترخيص عقار "Sativex / ساتيفيكس" في بريطانيا، والذي يتم رشه في الفم، والمستمد من نبات القنب، من قبل وكالة الأدوية ووكالة تنظيم منتجات الرعاية الصحية، ولكن ما زال من الصعب للمرضى الحصول عليه لأن مسؤولى الصحة الوطنية يرفضون أن يصفوا هذا العقار بسبب تكلفته العالية.
ووفقًا لتقرير نشر في مجلة "Medical News Today" فإنه تم تجربة اختبارات جديدة أجريت على 30 من الرجال والنساء، بعضهم يدخنون مخدر الماريغوانا، وأخذ آخرون أدوية كيميائية نشطة في حبوب تدعى "dronabinol / الدرونابينول" والباقون أخذوا علاجًا بديلاً".
ويحتوي عقار الدرونابينول على عنصر تتراهيدروكانابينول النشط، والمعروف باسم "THC".
ويساعد عقار "THC" في حجب الإشارات الصادرة من النهايات العصبية من الوصول إلى المخ، والذي بدوره يحول دون حدوث ألم.
وطُلب من المشاركين وضع أيديهم في ماء بارد مثلج، ومن ثم معرفة كم من الوقت يتم استغراقه للشعور بالألم، وكم من الوقت يمكن للشخص أن يضع يده في الماء.
وأظهرت النتائج أن كلاً من المدخنين والذين يتناولون الحبوب كانوا قادرين على تحمل الألم لفترة أطول.
وكان الأكثر غرابة أن أولئك الذين أخذوا الدرونابينول كانوا قادرين على تحمل الألم لفترة أطول من المدخنين، الذين أخذوا الدواء بالطريقة التقليدية.
وبينما قلل تدخين المخدر الألم بشكل فعال لمدة ساعتين ونصف، واصلت الحبوب المخدرة في تقليل آثار الألم لأكثر من أربع ساعات.
ومع ذلك أخذ تأثير الحبوب المسكنة للألم وقتًا أطول كي يعمل ويظهر تأثيره، فقد استغرق الدرونابينول ساعة مقارنة بـ 15 دقيقة فقط لتدخين المخدرات.
وذكر أيضًا أولئك الذين شاركوا في الدراسة أنهم وجدوا آثار الدرونابينول أقل متعة وسرورًا، مقارنة مع الأشخاص الذين يدخنون القنب، مما يشير إلى أن الحبوب لديها احتمالية أقل لإساءة استخدامها.
وتعد الماريغوانا الطبية قانونية في 18 ولاية أميركية، وقد أشار بحث حديث أجري أخيرًا أن غالبية الأميركيين يعتقدون أنه ينبغي تقنين المخدرات.
وأظهر البحث الذي أجري من قبل مركز "PewResearch"، أنه للمرة الأولى منذ 40 عامًا قال 52 % إنه ينبغي أن تكون الماريغوانا قانونية ومصدقًا عليها، بينما قال 72 % إن الحملة على المخدرات لا تستحق المال الذي تتكلفه الحكومة.
وأظهر الاستطلاع نفسه أن ما يقرب من نصف الأميركيين اعترفوا بأنهم جربوا الماريغوانا في مرحلة ما في حياتهم.
وقالت الأستاذ المساعد في علم الأعصاب السريري في قسم الطب النفسي في جامعة كولومبيا الباحثة في الدراسة زيفا كوبر "إن النتائج الجديدة يمكن أن تشير إلى أن حبوب الماريغوانا يمكن أن تنتج تأثيرات مسكنة لفترة أطول من دون مخاطر صحية، والتي يمكن أن تأتي بسبب التدخين".
ومع ذلك أضافت "أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج".
ولأن الدراسة شملت الأشخاص الأصحاء فليس واضحًا ما إذا كان هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الآلام المزمنة سوف يشهدون التأثير والنتائج نفسها بعد تناول الحبوب.
وأظهرت دراسات سابقة أن تدخين الحشيش يساعد على تقليل الآلام بشكل عام، والآلام العصبية، وتحسين النوم والمزاج.
أرسل تعليقك