حذرت دراسة بريطانية - صينية مشتركة من أنَّ التعرض لمدة ساعتين فقط لتلوث الهواء خاصة لعادم الديزل والدخان، يمكن أن يؤدي إلى تغيرات جينية ذات الصلة بالصحة الأساسية في علم الأحياء عن طريق التحول ببعض الجينات، في حين وقف نشاط البعض الآخر.
وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "الجسيمات والألياف علم السموم" على شبكة الإنترنت، مدى ضعف آليات الجينات الوراثية لدينا، عندما يتعلق الأمر بالتعرض لتلوث الهواء، لتترك هذه التغيرات آثارًا وأعراضًا واضحة على صحة الإنسان، في الوقت الذي أظهرت فيه النتائج المتوصل إليها تأثر المادة الكيميائية المغلفة للجينات والتي تسمى "بالمثيلة" وتعمل على السيطرة آلية التحكم في الجينات.
وفي إطار الدراسة، عرض الباحثون المتطوعين المشاركين في الدراسة إلى نسبة من العادم وأبخرة مذابة تماثل نسبتها المتواجدة في الهواء على طول طريق بكين السريع، أو منفذ كولومبيا البريطانية.
وتوصل الباحثون إلى أنَّ عادم الديزل قد تسبب في حدوث التغيرات الجينية في نحو 2800 نقطة مختلفة من الجينات الوراثية للمشاركين في الدراسة، ليؤثر العادم في أكثر من 400 جين.
وحذر الباحثون من أنَّ التغيرات في "المثيلة" في العديد من نقاط الجينوم لها تأثير مباشر في صحة الرئة، ما يؤدي إلى تراجع إنتاج بروتين يسمى GSTP1 الذي من شأنه المساعدة على تنظيف الجزيئات السامة التي تعطل السير الطبيعي للخلايا.
يذكر أنَّ باحثين نرويجيين حذروا في دراسة سابقة نشرتها مجلة "الصدرية" البريطانية المتخصصة، من أن الأدخنة والغازات المنبعثة من عوادم السيارات ومركبات النقل العام، قد تمثل أحد الأسباب الرئيسية المهمة في زيادة معدلات الإصابة بسرطان الرئة.
ووجد الباحثون في المعهد النرويجي لأطباء الصحة العامة، بعد دراسة التاريخ المرضي والبيانات البيئية لأكثر من 16 ألف رجل في مدينة أوسلو، بين عامي 1972 - 1998 أصيب 418 رجلًا منهم بالسرطان خلال هذه الفترة، أن كل زيادة بحوالي 10 مايكروغرامات من غاز ثاني أكسيد النيتروجين المنبعث من عوادم السيارات ووسائل النقل في كل متر مكعب من الهواء، وهي زيادة تعتبر كبيرة، تقابلها زيادة في احتمال إصابة شخص بالسرطان بنسبة 8%، ولم ينطبق ذلك بالنسبة لثاني أكسيد الكبريت.
كما حذرت دراسة بريطانية مماثلة نشرتها مجلة "علم الوباء وصحة المجتمع" من أن التلوث الجوي المتسبب عن الأدخنة المنبعثة من عوادم السيارات ومركبات النقل الأخرى، يزيد خطر إصابة الأطفال بالأمراض السرطانية الخبيثة.
ووجد الباحثون في جامعة بيرمنغهام البريطانية، بعد متابعة أكثر من 22 ألف طفل ذهبوا ضحية السرطان في بريطانيا بين عامي 1955 ـ 1980 كانوا يسكنون بالقرب من محطات النقل، أنَّ مواد كيميائية معينة كانت منتشرة بالقرب من منطقة سكناهم، هي التي أدت إلى إصابتهم بالمرض الخبيث.
ولاحظ هؤلاء وجود معدلات مفرطة من الإصابات السرطانية بين الأطفال، الذين يعيشون على بعد 300 متر من منطقة الانبعاثات الكيميائية الخطرة، وعلى بعد كيلومتر واحد من مصدر هذا الانبعاث مثل محطات النقل العام.
وفسَر الخبراء الأمر بأنَّ المواد الكيميائية مثل "3,1 بيوتادين" وأول أكسيد الكربون من أخطر الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، وهي المذنب الأساسي في إصابة الأطفال الصغار بالأمراض السرطانية، مشيرين إلى أنَّ تعرض الأجنة والمواليد الجدد للتلوث الجوي قد يمثل أكثر الفترات خطورة.
ولفت الباحثون إلى أنَّ مستويات السلامة الجوية لمادة "3,1 بيوتادين"، لاسيما في أماكن العمل، لا تحمي النساء الحوامل والأجنة من الإصابات السرطانية، لذا لابد من فرض المزيد من القوانين والقواعد على مصادر الانبعاثات الكيميائية، بهدف تقليل معدلات تلك الإصابات بين الأطفال.
ويستفاد من دراسة استرالية أنَّ أدخنة السيارات تلعب دورًا سلبيًا في حجم المواليد بحيث تتسبب بولادة الأطفال بوزن أقل.
وأوضح معدو الدراسة من جامعة بيرث الأسترالية أنَّهم اكتشفوا أنَّ الأمهات اللواتي يعشن في أماكن في الضواحي حيث يعتبر معدل أدخنة السيارات متوسطًا أنجبن أطفالًا يزنون 58 غرامًا أقل من المعدل المتوقع للوزن وهو 5,3 كيلوغرام.
وقد شملت الدراسة 1800 امرأة حامل وطفل، وأجراها باحثون من جامعة غرب أستراليا ومعهد أبحاث صحة الطفل.
وأوضح المُعد الرئيسي للدراسة غايفن بيريرا أنَّ الباحثين تمكنوا من تقييم معدلات أحادي أكسيد الكربون حول منازل النساء حتى وقت الإنجاب.
وأكد أنَّ الباحثين "فوجئوا" بالنتائج لأنهم كانوا يعتقدون أن الجنين محمي بطريقة ما من العوامل الخارجية.
أرسل تعليقك