الشارقة – صوت الإمارات
أدرجت الأكاديمية الإيطالية للأزياء "التلي" و"العباءة الخليجية" ضمن منهاج الدراسة فيها، وعرضت منتوجات تراثية لسيدات إماراتيات استخدمن فيها 1000 متر من تطريزات "التلي"، استغرقت حياكتها نحو ستة أشهر في أسبوع الأزياء الإيطالي "ألتا روما".
ونظم مجلس "إرثي" للحرف التقليدية والمعاصرة، إحدى مبادرات مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة، بالتعاون مع الأكاديمية الإيطالية، إحدى أشهر الأكاديميات المتخصصة في عالم التصميم والأزياء بالعالم، وللعام الثاني على التوالي، عرض أزياء لمجموعة من الأزياء المعاصرة، التي استخدم في تصميمها تطريزات "التلي" الإماراتية. ويأتي ذلك في إطار التعاون بين "إرثي" والأكاديمية الإيطالية، والهادف إلى مساعدة الحرفيات الإماراتيات على استحداث مصادر دخل مستدامة، يستطعن من خلالها تحقيق الاستقلال الاقتصادي.
وتم تنظيم العرض خلال أسبوع الموضة "ألتا روما"، الذي أقيم في العاصمة الإيطالية روما، والذي يعتبر واحداً من أشهر فعاليات الموضة والأزياء على مستوى العالم، وأكثرها جذباً للمصممين والمتخصصين والمهتمين بهذا المجال. وشكّل هذا العرض منصة مثالية لتسليط الضوء على إبداعات ومهارات مجموعة من السيدات الإمارتيات اللواتي يعملن في مجال تطريز "التلي"، تحت مظلة برنامج "بدوة" للتطوير المهني والاجتماعي، التابع لمجلس "إرثي"، وإبراز إنجازاتهن المهنية والحرفية في أرقى المحافل الدولية.
وكانت الأكاديمية الإيطالية أعلنت، أخيراً، إدراج حرفة "التلي" و"العباءة الخليجية" في منهاجها التعليمية، في دلالة صريحة من إحدى أرقى دور الأزياء في العالم على أهمية التقاليد الأصيلة والتراث الغني للمجتمع الإماراتي.
وذكرت نائب رئيس مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة، رئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة، أميرة بن كرم، إن "الإقبال الكبير على استخدام تطريز (التلي) الإماراتي من قبل المصممين العالميين، وإبرازه بشكل لافت، وللعام الثاني على التوالي، في أشهر فعاليات الموضة والأزياء العالمية، هو ثمرة جهود قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس مؤسسة (نماء) للارتقاء بالمرأة، والمؤسس والرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الشارقة، الرامية إلى دعم وتمكين النساء الإماراتيات العاملات في مجال الحرف التقليدية، وتطوير مهاراتهن واستثمارها في مشروعات تجارية تلقى رواجاً كبيراً في الأسواق العالمية".
وأضافت بن كرم أن "توسيع علاقتنا مع الأكاديمية الإيطالية يستند في الأساس إلى مبادرة التبادل الثقافي التي أطلقناها في العام الماضي، والتي تُحظى بقبول كبير وسط السيدات المهنيات الإماراتيات اللواتي يعملن في مجال تطريز (التلي)، والتي تفاعل معها طلاب الأكاديمية الذين قاموا بدورهم بدمج هذه التطريزات في تصاميمهم العصرية، ونسعى في (إرثي) من خلال هذه المبادرة إلى فتح مزيد من النوافذ الخارجية لعرض منتجات الحرفيات الإماراتيات، لاسيما اللواتي يكرسن جهودهن للحفاظ على التراث الإماراتي الثري".
وأعربت رئيس مشروعات مجلس "إرثي"، سالي دينتون، عن ترحيبها بتنظيم العرض إلى جانب شركاء المجلس في الأكاديمية الإيطالية، والذي سلط الضوء على مجموعة من التصاميم المستوحاة من التراث الإماراتي العريق. وقالت إن "تنظيم العرض جاء في إطار العلاقة الاستراتيجية التي تربط الأكاديمية الإيطالية للأزياء بمجلس (إرثي) من خلال برنامج (بدوة) للتطوير المهني والاجتماعي، الذي يهدف إلى دعم وتمكين الإماراتيات العاملات في مجال الحرف الإماراتية التراثية".
وأضافت "لقد كانت حصيلة مشاركتنا في أسبوع الموضة للأزياء (ألتا روما) متمثلة في عرض مجموعة كبيرة من التصاميم الحديثة التي استخدم فيها 1000 متر من تطريزات (التلي)، التي قامت بنسجها سيدات إماراتيات عاملات ضمن مشروع (بدوة) في منطقة دبا الحصن بإمارة الشارقة، والتي استغرقت عملية تطريزها وحياكتها نحو ستة أشهر".
وأشارت رئيس مشروعات مجلس "إرثي" إلى أن عرض منتجات وتصميمات امتزجت بإبداعات السيدات المهنيات الإماراتيات على المنصة نفسها التي تضم أعمال مجموعة من أكثر مصممي الأزياء شهرة في إيطاليا، يعد شهادة على المهارات والمواهب التي تتمتع بها الحرفيات الإماراتيات، ويسهم في توفير فرص مهمة لإبراز ثراء الحرف اليدوية المحلية والترويج لها عالمياً.
ويعد معرض "ألتا روما" الأهم من نوعه في العاصمة الإيطالية، حيث يركز على التصاميم المعاصرة التي تعبر عن وجهات نظر المصممين المقبلة، سواءً من خلال الأزياء أو الإكسسوارات أو منتجات الموضة الأخرى الأكثر ترفاً، وهو ما جعله المقصد الأول والأهم من بين فعاليات الموضة الأخرى.
ويشار إلى أن مجلس إرثي للحرف التقليدية والمعاصرة التابع لمؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة، يعمل على دعم السيدات المهنيات العاملات في مجال الحرف التقليدية، وتطوير مهاراتهن، ورفع جودة منتجاتهن، ودفعهن إلى استثمار مواهبهن في إطلاق مشروعات مبتكرة، وذات قدرة تنافسية عالية في الأسواق الإقليمية والعالمية، بهدف تحقيق مصدر دخل مستدام لهن، بما يسهم في عملية التمكين الاقتصادي والمهني. أما "بدوة" للتطوير المهني والاجتماعي فهو أحد برامج مجلس "إرثي" للحرف التقليدية المعاصرة، ويهدف البرنامج إلى تمكين السيدات الإماراتيات العاملات في مجال الحرف التقليدية، ومساعدتهن على إحياء هذه الحرف اليدوية والمحافظة عليها، إضافة إلى توريثها للأجيال المقبلة.
أرسل تعليقك