موسكو - حسن عمارة
يقدم مصمم الأزياء الروسي غوشا رابشنيسكي مجموعة من الملابس القاصرة على فئة معينة مثل السترات الضخمة والجينز عالي الخصر والقمصان. ويعدّ رابشنسكي أحد المصممين المثيرين للملابس الرجالية، ويعشق المصمم ملابسه ويميل إلى الحنين للماضي حيث يجسد نفسه في مظهر التسعينات.
وظهر حليق الرأس مرتديًا الجينز الفضفاض وسويت شيرت، وبدي مثل راكبي الأمواج، وعاش المصمم في موسكو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وتحمل السترة التي يرتديها شعار "غوشا" ممثلًا في اسمه مكتوب بالسيريلية بخط "prosaic" الذي أصبح شعار الموضة بين الشباب المحرومين وهم مجموعة يعرفون أنفسهم برفضهم للاستهلاكية.
وبيعت الخريف الماضي مجموعة المصمم من القمصان الحمراء وعليها شكل المطرقة وبعض الشعارات على الفور، ويرتديها الشباب الصغار على فهم ما يعني الشعار لرابشنيسكي، وأضاف رابشنيسكي "لاحظت في أوكرانيا العام الماضي أطفال يشترون هذه الملابس التي تحمل هذا الرمز ويعتبرونها شئ من قبيل الموضة ما يجعلها تفقد معناها، وبالتالي أصبح استخدامها لا يعني أننا نؤمن بذلك ولكن أننا نرجع إلى ما يجري في العالم".
وتعتبر الخطوة التالية لرابشنيسكي عطور للجنسين، وعند الإطلاق في Dover Street Market في لندن كان مشجعوه من الشباب المراهقين الذين يرتدون مثله، وتبدو الأشياء التي يبيعها المصمم بأسعار معقولة 20 أسترليني للجوارب وأقل من 100 أسترليني للقميص، وهو أمر مهم له لتكون في متناول الشباب. وولد رابشنيسكي في موسكو عام 1984 وكان في عامه الأول في المدرسة عندما انهار الاتحاد السوفيتي، وأضاف رابشنيسكي "كان عمري 6 سنوات لذلك شهدت أخر اللحظات السوفيتية وأوائل عهد بوتين"، وأشار إلى أن الجيش أطلق الرصاص على المباني الحكومية وكانت الدبابات تجوب الميادين، وكان الأثر الأكبر على هذا الصبي الهادئ الذي قضى معظم الوقت في الرسم بعد الانهيار حيث رقص أمام التليفزيون في نادي PartyZone ، والذي كانت توزع فيه مجلات مثل Ptyuch و OM والتي شكلت نمط الحياة الروسية والموسيقى والثقافة، ويقول رابشنيسكي "أنا نتاج هذه المجلات، وكلنا كذلك".
والتقى رابشنيسكي مجموعة من المصممين في نفس عمره وهم Demna Gvsalia و Lotta Volkova، وجاءا الإثنان من جورجيا وفلاديفوستوك على التوالي، وافتتح رابشنيسكي معرض Vetements SS16 بمشاركة الصديقان، وجاء العرض للتركيز على ملابس الشارع، ووصفت محررة الموضة كاترينا زولوتوتروبوفا لدى فوغ الروسية هذا المظهر بكونه "Gopnik"، وهو مصطلح يستخدم لوصف الأولاد السيئين من الضواحي في روسيا، ولا يختلف عما يحدث في بريطانيا مع مصممين مثل كتالين برايس.
وتجسد هذه الملابس التحديات التي واجهها الشباب قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، وكيف يمكن لهم المشاركة ثقافيًا عندما لم تكن الموضة التجارية متاحة، ولذلك لا يعرف غوشا نفسه كشيوعي أو يتحدث عن بوتين مباشرة لكنه يعتقد أن هناك بعض الأشياء الجيدة في معظم الأيديولوجيات، وفيما يتعلق بالشيوعية تحدث غوشا عن الحرية وما جاءت به، مضيفًا "على الرغم من أنني سأقول أنها أشبه بالماركسية والاشتراكية إلا أن كل شئ على الطاولة"، وفي الغرب يتصاعد انضمام الشباب للأيديولوجيات اليسارية كما هو الحال في روسيا ويرجع ذلك إلى تجاوزات الرأسمالية وتصاعد عدم المساواة، وبالتالي ماذا يكون أذكى من تسويق حنين الناس للإتحاد السوفيتي، وأشار رابشنيسكي إلى العصابات الفاسدة التي استخدمت رمز المطرقة عندما كانت في مرحلة النمو، مضيفا "إنها قليلة من الفكاهة، أردت إثارة الناس".
أرسل تعليقك