إحياء ذاكرة مدفونة فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏
آخر تحديث 23:55:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يشارك في "مهرجان سينما السود العالمي" في برلين

"إحياء ذاكرة مدفونة" فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "إحياء ذاكرة مدفونة" فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏

صورة للطفل عيسى الرباوي
برلين - أمين بنضريف

يشهد "مهرجان سينما السود العالمي" الذي تنظمه برلين خلال الفترة من 8 إلى 12 من الشهر الجاري في نسخته الثامنة والعشرين، مفاجأة كبيرة بعد أن قام طفل مغربي يدعى عيسى الرباوي بعرض فيلما يوثق لحقبة تاريخية مهمة، فيما يشارك في المهرجان صانعوا أفلام من مختلف أنحاء العالم. ويجلس عيسى بعد خروجه من المدرسة وإنجازه لواجباته المدرسية، ،البالغ من العمر 12 عامًا، لساعات طويلة أمام حاسوبه في غرفته الصغيرة بإحدى أحياء برلين القديمة، ليس للاستمتاع بآخر ألعاب الكمبيوتر أو للدردشة مع أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وغيرهم، بل للعمل في أول مشروع سينمائي له، سيقدمه في "مهرجان سينما السود العالمي2013" Black International Cinema Berlin.
وتكتظ رفوف مكتبه الصغير بأشرطة الفيديو والكتب التاريخية، التي استعان بها عيسى بغية إنجاز فيلمه، فاحتاج إلى أكثر من عام ونصف لتجميع المحفوظات وصور الأرشيف ولقطات الفيديو، التي استعان بها في إنجاز فيلمه الوثائقي، وساهمت شقيقته كاهنة التي تبلغ من العمر عشر سنوات فقط في عملية البحث والمونتاج.
وجاء اهتمام عيسى بالتاريخ، بسبب ترعرعه في أسرة متعددة الثقافات والأعراق، فأمه ألمانية وأبوه مغربي. وبسبب بحثه المتواصل واهتمامه الكبير بجذوره المغربية، فكر عيسى بإنجاز فيلم وثائقي يؤرخ لحقبة تاريخية " مدفونة" أو " منسية" على حد تعبيره، وهي فترة الاستعمار الأسباني للمناطق الشمالية المغربية ومقاومة القبائل الريفية بقيادة عبد الكريم الخطابي.
 ويحمل الفيلم الوثائقي عنوان " إحياء ذاكرة مدفونة" " The Return of The Repressed"في إشارة إلى عدم اهتمام التاريخ المعاصر بهذه الحقبة التاريخية، التي كان لها وقع كبير على هذه المنطقة.
وتدور أحداث الفيلم عن مقاومة القبائل الريفية مابين 1920 و1927، شمال المغرب، بقيادة عبد الكريم الخطابي للاحتلال الأسباني والفرنسي. وبعد اكتشاف مخزونات كبيرة من الحديد في مدينة مليلية شمال المغرب، تم إجبار السكان على العمل في المناجم لتلبية احتياجات الشركات الصناعية الكبيرة وتزايد الاضطهاد والاستغلال أدى بعدها إلى ارتفاع حدة المقاومة، لتندلع بعدها معركة أنوال التاريخية، التي وقعت في 22 تموز/يوليو، 1921في المغرب الأسباني بين الجيش الأسباني في أفريقيا ومقاتلين مغاربة من منطقة الريف الآمازيغية، في شمال شرق المغرب الأقصى خلال حرب الريف.
وانتهت المعركة بهزيمة عسكرية للجيش الأسباني، لدرجة تسميتها من قبل الأسبان بكارثة أنوال، ولكن الاستعمار رد على هذه الهزيمة بعدة هجمات مركزة على معاقل المقاومة الريفية، ما أدى في الأخير إلى استسلام عبد الكريم الخطابي في 26 من أيار/ مايو 1926، ونفيه إلى جزيرة لاريونيون "la réunion" إلى حدود سنة 1947؛ ليستقر بعد ذلك في مصر ويدفن فيها.
ويثير الفيلم أيضا قضية اتهام أسبانيا آنذاك بإلقاء قنابل تجريبية كيميائية وغازات سامة في محاولة لإخماد مقاومة شمال المغرب بقيادة عبد الكريم الخطابي، وفي عام 1990، كشف اثنان من الصحافيين والمحققين الألمانيين روديبرت كونتس ورولف ديتر ميلر في عملهما "الغاز السام ضد عبد الكريم: ألمانيا، أسبانيا وحرب الغاز في المغرب الأسباني، 1922-1927)، على أن القصف بالكيماوي قد حدث بالفعل. ويؤكد المؤرخ البريطاني سيباستيان بالفور في كتابه "عناق الموت"، على ثبوت استخدام واسع النطاق للأسلحة الكيماوية في هذه الحرب، متحققا من ذلك بعد دراسته للعديد من المحفوظات الأسبانية والفرنسية والبريطانية، ولكن السلطات الأسبانية تنفي استخدام الأسلحة الكيماوية في حرب الريف.
من خلال مجموعة من الصور والمحفوظات ومقاطع الفيديو، التي يحتوي عليها فيلم "إحياء ذاكرة مدفونة" ،يحاول عيسى أن يعرف بهذه الحقبة التاريخية، " من وجهة نظر المهزومين" على حد تعبيره،  وهذا يمثل بالنسبة له إشارة مهمة بغية جذب الاهتمام " إلى واحدة من القصص التي نسيها التاريخ"، حيث يشتكي عيسى غياب هذه الحقبة في المقررات الدراسية وكتب التاريخ الكلاسيكية.
ولهذا يؤكد المنتج السينمائي ومدير المهرجان، البرفيسور دونالد مولدرو غريفيت على أهمية فسح المجال لأفلام من هذا النوع.
وأضاف "يركز المهرجان على تقديم الأعمال ذات الطابع الفني والثقافي والسياسي، وبخاصة منها الأعمال التي تهتم بالتواصل بين الثقافات والتي يتم فيها تسليط الضوء على بعض القضايا، التي لا تحظى بالاهتمام الكافي.
ويعتبر دونالد أن هذا الفيلم الوثائقي هو عمل مميز لصانع أفلام واعد، استطاع ترجمة أفكاره إلى فيلم وثائقي أثار مشاعر الحاضرين، من بينهم الألمانية أنجيلا كرامر،التي تابعت الفيلم وأظهرت إعجابها بقصته التي قالت أنها" لم تسمع عنها من قبل"، ولهذا فهي ترى أن مثل هذه الأفلام" تساهم في تعزيز الحوار وتبادل المعلومات والتجارب بين الناس من مختلف الخلفيات الثقافية والعرقية والقومية والدينية."
وبالإضافة إلى البعد السياسي والفني والثقافي، الذي يحمله هذا الفيلم يؤكد عيسى أيضًا على البعد التربوي، المتمثل في تنوير الأطفال في سنه بأهمية التاريخ والبحث عن الجذور التاريخية. ولهذا يريد عيسى بعد تقديم فيله في مهرجان سينما السود العالمي، القيام بجولة في عدة مدارس ألمانية وأوربية، ليس فقط من أجل التعريف بفيلمه " إحياء ذاكرة مدفونة" بل أيضًا" بغية التأكيد على أهمية التاريخ كـ"أداة تربوية".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء ذاكرة مدفونة فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏ إحياء ذاكرة مدفونة فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - صوت الإمارات
نجوى كرم النجمة اللبنانية وعضو لجنة تحكيم برنامج "Arabs Got Talent" في موسمه السابع؛ مع كل حلقة تعرض تشاركنا بصور لها من كواليس البرنامج، وتسلط الضوء باستمرار على إطلالاتها الجذابة التي خطفت بها الانتباه وقت التصوير، حيث تألقت نجوى كرم بإطلالات استثنائية جعلتها محل اهتمام الجمهور خلال البرنامج، وشاركتنا بأجمل صورها على انستجرام، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل الإطلالات التي ظهرت وسوف تظهر بها نجوى كرم في حلقات الموسم السابع من برنامج اكتشاف المواهب الشهير. الإطلالات الناعمة الخالية من التفاصيل المبالغ فيها؛ كانت خيار لافت للنجمة اللبنانية تزامنًا مع تحضيرها للبرنامج الشهير أو تصوير بعض الحلقات، فظهرت مؤخرًا بإطلالة باللون الأبيض جاءت مكونة من فستان طويل بتصميم كلاسيكي، جاء من الأعلى بأكمام طويلة وياقة عريضة ومفتوحة على ...المزيد

GMT 23:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمات مصريات يسترجعن رشاقتهن ويخسرن أوزانهن بحمية صارمة

GMT 08:02 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

أمير منطقة نجران يفتتح معرض للصور التاريخية

GMT 12:03 2018 الإثنين ,21 أيار / مايو

ممارسة الرياضة خلال منتصف العمر تحمي القلب

GMT 18:59 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

تعرف على أخطر الرحلات السياحية في العالم

GMT 06:43 2013 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الموسم الجديد من برنامج "تاراتاتا" على "روتانا مصريَّة"

GMT 13:46 2013 الجمعة ,09 آب / أغسطس

أزمة ثقة في الطاقة النووية في شمال آسيا

GMT 19:18 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

حلقة خاصة عن العلاقات الزوجية على الراديو 9090

GMT 12:16 2013 الجمعة ,12 تموز / يوليو

"الفلّاقة" يقرصنون موقع جريدة الصّريح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates