موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق
آخر تحديث 01:54:10 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

محمود حميدة وخالد النبوي نقطتا جذب لعمل هادئ

موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق

مسلسل البرنس
القاهرة - صوت الإمارات

يعدّ مفهوم الموسيقى (التي تُسمى خطأ التصويرية) غير واضح المعالم بالنسبة للعديد من صانعي المسلسلات، وليست كذلك بالنسبة لكثير من الأفلام السينمائية المنتجة في ربوع العالم العربي أيضاً، لكن عندما يأتي دور استخدامها في المسلسلات تتحوّل من أداة تم تشويه استخدامها أساساً، إلى أداة تعذيب لا يُطاق.

تخال أن المؤلف الموسيقي يقبض أجره بالمتر أو أنه اشترط أن تستخدم موسيقاه في كل مشهد حتى لا يفوت المشاهد أي جملة موسيقية. الحال هكذا، تتساءل - إذا كنت تعرف شيئاً عن كيفية استخدام الموسيقى للعمل المصوّر - تتعرض لضغط سيئ يدفعك لكي تترك المسلسل وموسيقاه وتبحث عن سواه… Good luck!

ليس هناك من مهرب. الموسيقى تطغى في كثير من الأحوال لا على الصورة فحسب بل على حوار الممثلين. تحاول أن تسمع ما يقولونه حتى ولو لم يكن حوارهم همساً. لكن الموسيقى لديها خطّة أخرى. تخبئ لك مكيدة مختلفة: تسود وتطلع وتنزل وتموج بتكرارها المقذع لدرجة الإساءة إلى المسلسل ذاته.

الموسيقى للعمل الدرامي أو الكوميدي هي مساعد لإيصال حس يتولّد داخل المشهد المصوّر ذاته. هناك حدث مهم سيفاجئ شخصاً عائداً إلى منزله، لا بأس من موسيقى تحضيرية. خطر يحوم (وقد يقع أو لا يقع) في الشارع ليلاً يحتاج للحن مناسب. لكن عباقرتنا من المخرجين لا يعون ذلك. يستخدمون (أو يوافقون على استخدام الموسيقى) مع قدوم الشخص إلى منزله. مع فتحه الباب ثم مع ما سيراه وما بعد ما سيراه حتى ما بعد المشهد التالي الذي قد يدور عند سور الأزبكية.

«لما كنا صغيّرين»
نقطتا جذب اجتمعتا في مسلسل يمر بهدوء وسط صخب المسلسلات الأخرى.
المسلسل هو «لما كنا صغيرين» (قنوات دراما، دي إم سي، الحياة دراما) ونقطتا الجذب هما الممثلان محمود حميدة وخالد النبوي. الأول في دور رجل أعمال لديه ما يخفيه عن التحقيق بعد اتهام شاب بريء اسمه حامد بجريمة قتل. شقيقه ياسين (خالد النبوي) واثق من براءة شقيقه ومن تورط رجل الأعمال سليم (حميدة) في الجريمة على نحو ينجح المخرج محمد علي في إخفاء تفاصيله حلقة بعد أخرى.
المشاهد تتوالى باطراد وبقليل من الوقت الضائع. الحكاية جديدة نوعاً وأداء حميدة من النوع الذي يذكّرنا لماذا هذا الممثل يملك تلك الموهبة التي لا تنحني حتى عندما يؤدي أدواراً صغيرة في بعض الأفلام من حين لآخر. ولمن يقدّر موهبة خالد النبوي التي قلّما استفاد منها التلفزيون أو السينما حق استفادتها، يجد نفسه أمام عمق في تجسيد الشخصية التي يقوم بها. ثم… يتم إفساد كل ذلك بموسيقى من نادر حمدي التي تصدح في أرجاء كل مشهد. تعلو منفردة حين الطلب – خصوصاً - عندما لا يكون هناك ثمة حاجة إليها.

«خيانة عهد»
هناك مشهد معيّن تنطلق به الحلقة الخامسة عشرة من مسلسل «خيانة عهد» (قنوات سي بي سي، الحياة، قناة مصر الأولى). في هذا المشهد نجد الممثلة يسرا (التي تقوم بدور عهد) في المستشفى بعدما أصيبت بانهيار عصبي (ربما عندما أدركت أنّها تورطت في قبول هذا المسلسل!). أفراد العائلة من حولها وإحدى القريبات تقترح أن تبقى لجانبها، لكن فرح، شقيقة عهد (حلا شيحة) تتطوّع للمهمة.
طبعاً الانتظار لجانب مريض نائم لست ساعات (كما قال الطبيب لأفراد العائلة)، يتطلب كرسياً يجلس عليه المنتظر. لكن ليس هناك أي كرسي ولا مقبض معلّق كذلك الذي نجده في الحافلات العمومية لكي يقبض المنتظر عليه وهو واقف.
لكن بعد قليل يرد مشهد آخر في الغرفة ذاتها. هذه المرّة بكنبة وردية اللون كبيرة. تسع لأربعة أشخاص. كنبة من تلك التي تجدها في المنازل الفخمة. جديدة وبرّاقة. لم يدخل هذا الناقد مستشفيات كثيرة والحمد لله، لكنه لا يعرف أن هناك مستشفى بكنبات وثيرة.
المفاجأة لا تنتهي هنا، في لقطة تالية في الغرفة ذاتها طارت الكنبة من المشهد. استعادها المحل الذي استؤجر منه (كما يبدو). فاتني أن أبحث عن الكرسي… هل عاد بعد اختفائه في المشهد الأسبق أو تمّ إلغاء الحاجة إليه تماماً؟
للأسف ليس المسلسل من النوع الذي يمكن الدفاع عنه في كل الأحوال، أي مع وجود هذا الخلل أو من دونه. الحكاية تأخذ وقتاً طويلاً لكي تنتقل من الحلقة الأولى إلى الحلقة الخامسة عشرة وفيها تدور الأحداث حول نفسها: عهد تحب شقيقتها فرح ولا ترتاب في أن فرح يمكن لها أن تخدعها لغاية في نفسها. تكتشف أن ابنها هشام (خالد أنور) مدمن مخدرات لكنّها لا تكتشف أن فرح (لسبب ليس معلوماً بعد) هي التي كانت تعيق إمكانية شفائه بدس المخدرات له، وذلك حتى من بعد إدخال الابن المصحة. والحلقات القريبة السابقة تواصل النبش في مواقف لتأكيد الحال ذاته ولتصوير بؤس حياة عهد، خصوصاً من بعد أن أثيرت قضية علاقتها بشخص آخر وبعد قيام مصلحة الضرائب بالحجز على ممتلكاتها نتيجة بلاغ كاذب.
الموسيقى هنا تسرح وتمرح كما يحلو لها ولو على نحو خافت، وذلك بعد موّال في بداية الحلقات لتأكيد تراجيديا مفتعلة وبؤس الشخصية التي تقودها.

«البرنس»
هناك بكاء كثير تقوم به يسرا في «خيانة عهد»، لكن هناك بكاء أكثر في حلقات المسلسل المصري الآخر «البرنس» (إم بي سي). إحدى الحلقات الأخيرة تبدأ برضوان (محمد رمضان) وأحد إخوته يبكيان والبكاء ينتقل، كوباء، إلى سواهما بعد قليل. هذا قبل أن يحكم علينا المسلسل بخمس دقائق ملؤها خطبة عصماء لوكيل نيابة يتركه المخرج والمؤلف محمد سامي يتحدث بلا تدخل منه لسبب مهم واحد هو ملء الوقت ريثما تصل الحلقة إلى آخرها.
قيل إنّ الإقبال على هذا المسلسل «لم يكن كبيراً لدرجة التفكير في إيقافه». إذا كان هذا صحيحاً فإن المشكلة كامنة في ضعف حكايته التي هي من نوع شخصيات يكيد بعضها لبعض طوال الوقت وبريء يُتّهم ومجرم يبقى طليقاً. الأضعف من الحكاية هو الإخراج الذي يكتفي بأن يسرد المكتوب على الورق من دون تفعيل لعنصر جذب واحد.
محمد رمضان جيد فيما يقوم به، لكن مثله هنا مثل باقي الممثلين، لا يقوم إلّا بأداء المطلوب منه كون المسلسل ليس في وارد تعزيز أو تطوير شخصياته فكلها ذات خط واحد حتى الآن.

عودة إلى «الاختيار»
بعد جولات متعددة (ومتعِبة) بين العديد من المسلسلات المحتفية بالشهر الكريم، ما زال «الاختيار» أحد أفضلها. متابعته من الحلقات الأولى وحتى حلقة ما قبل يوم أمس، تؤكد ما كنا ذهبنا إليه هنا من أنّه مسلسل جيد وناضج كتابة وتنفيذاً، وأن شغل المخرج بيتر ميمي للعمل اقتصادي وحرفي في شكل جيد. لا إضاعة للوقت ولا استهانة بمستوى العمل على نحو أو آخر.
عدا ذلك، فإنّ هذا المسلسل الذي يقود بطولته أمير كرارة لديه كثير ممّا يريد قوله عن الوضع الصعب الذي على قوات الصاعقة المصرية تحمّله في سبيل القضاء على البؤر الإرهابية العاملة في سيناء.
للإنصاف لا بدّ من القول إنّ الحلقتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة كان يمكن لهما أن يُدمجا معاً في حلقة واحدة. هناك مشاهد حوارية كثيرة ولو أنها ليست من باب الثرثرة بل تدخل في نطاق إعلامنا بما يحدث. والمسلسل لا ينقل وجهة نظر أبطال القوات المسلحة المصرية في التصدّي للإرهابيين فقط، بل ينقل ما يتداوله الإرهابيون وكيف يعملون ويتعاملون. إنّما حتى في نطاق وجهة نظر أبطال القوات المسلحة، فإنّ «الاختيار» حذر من ألا يدخل نطاق البروباغاندا. نعم يصوّر بطولات لكنّه لا ينفخ فيها الوعظ أو الموسيقى.

وقـــــــــــــد يهمك أيـــــــــضًا :

محمود العسيلي يُعلِّق على أعمال رمضان ويؤكّد أنّها "تعذيب للمُشاهد"

"النوستالجيا" تغلب على مسلسلات رمضان 2020 لترصد المقاومة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 16:04 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Dontnod تعمل على لعبة جديدة لأجهزة الكونسل

GMT 14:12 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

منتجع ماغازان رحلة في أعماق التراث المغربي

GMT 14:05 2017 الأحد ,28 أيار / مايو

لاستوفو في شبه الجزيرة الضيقة "مُنعزلة"

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"جامعة أبوظبي" تطلق برنامج ماجستير في إدارة الأعمال

GMT 15:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد 8 أشخاص بينهم فتاة في قرية حران في السويداء

GMT 15:40 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"قصائد أولى" لأمل دنقل يجمعها شقيقه ليصدرها في كتاب

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:36 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها

GMT 18:42 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

سوني تقول إن شبكة "بلاي ستيشن" مازالت تواجه مشكلات

GMT 07:40 2015 الخميس ,12 شباط / فبراير

اتفاقية لتشغيل منتجع جميرا جزيرة السعديات

GMT 02:44 2014 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مميزة للحصول على شعر ناعم دون تقصف

GMT 22:55 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

لمسات سريعة عصرية تغيّر ديكور منزلك

GMT 13:23 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

حملة "غصن الزيتون" التركية تسقط عشرات المدنيين في عفرين

GMT 02:32 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

الولايات المتحدة تعلن سيدهارثا دهار بديلاً للجهادي جون

GMT 15:08 2013 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"المشغولات اليدوية والسياحة" في كتاب

GMT 08:33 2013 الخميس ,18 تموز / يوليو

نجم "X Factor" محمد الريفي ينفي شائعة وفاته

GMT 18:35 2014 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد رمضان يشارك طلاب "ستار أكاديمي" الغناء الخميس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates