القاهرة - سارة رفعت
سجّلت السينما والتلفزيون انتصارات حرب أكتوبر عام 1973، من خلال إنتاج عدد من الأفلام التي سجلت كفاح الشعب مع الجيش وتلاحم القوى الوطنية لتحقيق هذا الانتصار، و"صوت الإمارات" يكشف عن الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر ورأي النقاد فيها. ومن أبرز هذه الأفلام، فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" الذي تم إنتاجه عام 1974 وهو من بطولة الفنان محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني ونجوى إبراهيم وسعيد صالح وعبدالمنعم إبراهيم وحياة قنديل.
وفيلم "الطريق إلى إيلات"، وهو فيلم روائي إنتاج عام 1993، أخرجته إنعام محمد علي، وقام بكتابة السيناريو والحوار فايز غالي، وتدور أحداثه إبان حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب أكتوبر، بالتحديد في شهر يوليو، ويتناول الفيلم الغارات المصرية على ميناء إيلات الإسرائيلي، وهي العمليات التي نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصري، حين هاجموا ميناء إيلات الحربي وتمكنوا من تدمير سفينتين حربيتين هما بيت شيفع، وبيت يم، والرصيف الحربي (السفينتان كانتا تهاجمان المواقع المصرية في البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء)، ثم عودة هؤلاء الضفادع سالمين بعد إتمام مهمتهم بنجاح، بخسارة قتيل واحد، والفيلم هو الأخير للفنان الراحل صلاح ذوالفقار، وفيلم "أبناء الصمت" وهو فيلم درامي حربي، تم إنتاجه عام 1974، بطولة نور الشريف ومحمود مرسي وميرفت أمين ومحمد صبحي، وتدور أحداثه في 22 أكتوبر 1967، حيث أغرق المصريون المدمرة إيلات الإسرائيلية، وفي نفس الوقت جن جنون العدو فضرب مدينة الزيتية بالسويس، وتبلغ حرب الاستنزاف ذروتها مع العدو، والجنود على حافة القناة، يهبطون خلف خطوط العدو في سيناء، بما يشكل ملحمة من ملاحم النضال في تاريخ الشعوب المكافحة، وتستمر هذه العمليات مع هؤلاء الجنود الفدائيين إلى يوم العبور في 6 أكتور 1973 وتحطيم خط بارليف.
ومن أهم المسلسلات التي تم إنتاجها للحديث عن حرب أكتوبر المجيدة، مسلسل "رأفت الهجان"، الذي يتكون من ثلاثة أجزاء، وبدأ عرض جزئه الأول في نهاية الثمانينيات، واستمر عرض باقي أجزائه حتى منتصف التسعينيات، وهو مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية لتحكي سيرة الجاسوس المصري رفعت علي سليمان الجمال الذي عُرف باسم رأفت الهجان الذي تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي للتجسس لصالح المخابرات المصرية، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر، وهو من بطولة محمود عبدالعزيز ويوسف شعبان ويسرا، وإخراج يحيى العلمي.
وأيضا مسلسل "دموع في عيون وقحة" وهو من أوائل المسلسلات المصرية التي كشفت عن الجواسيس وأنشطة المخابرات العامة، ودورهم في حرب أكتوبر، حيث تدور أحداث المسلسل في عدة بلدان، بين مصر وإنجلترا وفرنسا واليونان، وبطل المسلسل هو جمعة الشوان الذي تمكن من التجسس على إسرائيل لصالح مصر، فترة من الزمن، حيث أمدهم خلالها بالعديد من المعلومات المغلوطة التي كانت سببا في نصر أكتوبر، إضافة لتمكنه من الحصول على جهاز إرسال نادر وقتها، لم تكن تملكه سوى إسرائيل، المسلسل بطولة عادل إمام ومعالي زايد وصلاح قابيل ومحمود الجندي ومشيرة إسماعيل، وإخراج يحيى العلمي وسيناريو وحوار صالح مرسي.
ورغم إنتاج كم كبير من الأفلام والمسلسلات التي تناولت الحرب، ولكن يبقى تساؤل يجيب عنه النقاد من خلال التحقيق التالي، هل استطاعت السينما المصرية أن تقدم فيلما روائيا يمكن أن يجسّد انتصار أكتوبر؟
ففي البداية قال الناقد نادر عدلي إن الأفلام التي أُنتجت عن حرب أكتوبر غير كافية لتسجيل هذا الحدث المهم عن تاريخ مصر، فرغم إنتاج أكثر من فيلم عن حرب أكتوبر فإن الجمهور لا يتذكر الكثير منها باستثناء أفلام "الرصالة لا تزال فى جيبي" و"الطريق إلى إيلات"، ولم تحظ أفلام مثل "حائط البطولات"، و"أسد سيناء" وغيرهما نجاحا كبيرا.
وتابع: "ويجب إنتاج مزيد من الأفلام، لأن غالبية الأعمال التي أُنتجت خلال الفترة الماضية غلب عليها الطابع الاستهلاكي رغم أن بعضها كان جيدا"، مضيفا أن الفنانين المصريين بعد حرب أكتوبر كان لهم دور مهم في المشاركة بهذه الأفلام لتسحيل هذا النصر.
من جانبها، أوضحت الناقدة ماجدة خير الله، أن إنجاز أكتوبر يستحق عملا سينمائيا تاريخيا ضخما وكبيرا بأقوى إمكانيات ممكنة لا أفلام ضعيفة وليدة اللحظة، فلم يتم إنتاج أعمال جديدة في السنوات الأخيرة عن انتصارات أكتوبر.
وأضافت أن على الحكومة أن تتبنى فكرة إنتاج عمل يتحدث عن النصر، فبعد 73 تعاقبت على مصر حكومات أهملت هذا الجانب بشكل ملحوظ، رغم أنه كان في هذه اللحظة من ضروريات المرحلة، ولكن في نفس الوقت لا بد أن نوجه الشكر لمن قاموا بتجسيد بعض الأفلام عن الحرب لأنها محاولات على الأقل.
وأشارت الناقدة ماجدة موريس، إلى دور الفنانين الإيجابي خاصة الأغاني والأفلام التي تمت، مؤكدة أننا نحتاج إلى المزيد، خاصة أن حدثا بقيمة حرب أكتوبر يحتاج إلى أفلام كثيرة جدا لأن هذا الانتصار له معانٍ كثيرة، وكان لا بد من استغلال هذه الحرب في عمل أفلام بشكل جديد ومختلف، فهناك عدة أفلام جيدة تناولت فترة الحرب وأهمها "أغنية على الممر" من إخراج علي عبدالخالق وبطولة محمود مرسي وصلاح قابيل ومحمود ياسين وأحمد مرعي وصلاح السعدني، وكذلك فيلم "حتى آخر العمر" وهو فيلم روائي تميز بتناول فترة ما بعد الحرب وألقى الضوء على حياة الجنود بعد الحرب، وكذلك فيلم "الطريق إلى إيلات" الذي نجح بشكل كبير حيث ركز على الجوانب الإنسانية إلى جانب نقله الحدث بشكل مشوّق، كما توجد أفلام وثائقية جيدة تناولت حرب أكتوبر بشكل متميز منها فيلم "صائد الدبابات" الذي يتحدث عن الجندي محمد عبدالعاطي الذي أسقط أكثر من دبابة للعدو الإسرائيلي وأيضا فيلم "أبطال من مصر" للمخرج خيري بشارة.
أرسل تعليقك