حجاب غطاء العقل هو المشكلة يُعرض في الإمارات
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد جولة عالمية وجوائز عدة

"حجاب" غطاء العقل هو المشكلة "يُعرض في الإمارات"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "حجاب" غطاء العقل هو المشكلة "يُعرض في الإمارات"

الفيلم الوثائقي الإماراتي "حجاب"
دبي – صوت الإمارات

في زحمة أفلام الحركة والأفلام الثلاثية الأبعاد، يُعرض الخميس في دور العرض المحلية الفيلم الوثائقي الإماراتي "حجاب"، بعد جولة عالمية وجوائز من مهرجانات سينمائية عدة. الفيلم مبني على فكرة قدمتها الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، وقامت بإنتاجه من خلال مؤسستها "أناسي"، وأسهم في اخراجه ثلاثة مخرجين، هم: نهلة الفهد من الإمارات، ومازن الخيرات من سورية، و البريطاني أوفيديو سالازار.

هذا الفيلم الذي عرض سابقًا في الدورة الـ12 من مهرجان دبي السينمائي، وحصل أخيرًا على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان "طريق الحرير" السينمائي، والذي أقيم في مدينة دبلن، يستطيع ببساطة أن يجعل من الجمهور المشاهد شريكًا في الرأي، فهو يتناول "الحجاب" كقضية، وكل ما يثار حوله من جدل وسجال شارك فيه علماء دين من طوائف مختلفة، وتجارب شخصية لمحجبات وغير محجبات، إضافة الى سياسيين وغيرهم. استطاع الفيلم بجدارة أن يحقق مفهوم الموضوعية، فَلَم يناصر رأيًا على حساب آخر، بل ترك كل الأبواب مشرعة لفئة مستهدفة بشكل رئيس، وهي فئة المشاهد الغربي، الذي يرى غالبيته في موضوع الحجاب ارتباطًا مباشرًا مع الحركات الإرهابية.

التاريخ حاضر في الفيلم، وفكرة الحجاب المرتبطة بديانات عدة حاضرة ايضًا، والتنوع في الطرح بين الفريضة والعادة أخذت الحيز الأكبر، خصوصًا أن كاميرا المخرجين انتقلت بين تسع دول، مثل الإمارات، سورية، تركيا، لندن، باريس، مصر، هولندا، الدنمارك، المغرب، فالثقافة في التعاطي مع هذا "الحجاب" مختلفة بين محجبة وأخرى، وبين من قررت خلعه وبين من تمسكت به، إضافة الى مجموعة من النساء الغربيات اللواتي قررن لبس الحجاب مع إسلامهن على قناعة تامة. صوت الأذان كخلفية بموازاة موسيقى من أنامل المحجبات، توليفة المراد منها تسليط الضوء على الفرق بين غطاء الرأس وغطاء العقل، فقطعة القماش هذه الواضحة والصريحة أقل خطورة في جوانب عدة من تغطية العقل من دون قطعة قماش، وتحويل قضية الحجاب هذه الى مواجهة مباشرة هي بحد ذاتها التي صنعت حاجز التواصل بين من ينظر اليهن كعبء على المجتمع، خصوصًا المجتمعات الغربية، وعلى رأسها فرنسا.

فمن جانب كان لأهل العلم والدين والسياسة آراؤهم االتي انحازت بعضها إلى تحميل الحركات الاسلامية التي ظهرت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المسؤولية في انتشار الحجاب، وفي المقابل، تم تحميل الثورة الايرانية السبب، خصوصًا أن زمن عبدالناصر والثورة الايرانية جاءا بعد حركات تحررية شهدتها مجتمعات عربية عدة، وفي جانب أكثر شمولية تم اعتبار الاحباط الذي أصاب العرب بعد احتلال فلسطين، أدى الى لجوء كثيرين إلى التدين الذي أدى بدوره الى بزوغ جماعات استغلت هذا اليأس لتشكل آيديولوجيتها الخاصة التي تعقدت أكثر فأكثر حتى يومنا هذا.

وكان للمتشددين دينيًا والمعتدلين وجودهم في الفيلم، مؤكدين أن الحجاب هو الرمز الأوحد لإثبات تديّن الناس وعودتهم الى الطريق الصحيح.

كل هذه الآراء كان لها الأهمية في الفيلم لايضاح الاختلاف، لكن الانسانية ظهرت بأوجها عندما كانت تنتقل الكاميرا إلى وجوه كثيرة، وجوه نساء من كل الأصناف والأشكال، ويعطي هذا الفيلم هذا الحيز في تشكيل العاطفة لدى المتلقي، ما سيخلق جوًا حسيًا على أقل تقدير.

الذكاء في صناعة هذا الفيلم الوثائقي هو تقديم حكاية مبنية على أسس علمية بتراتبية زمنية، لا تشعر المتلقي بالملل، مثل تقديم تحقيق صحافي استقصائي يراد نشره على مستوى كبير، الوثائقي يشبه الصحافة كثيرًا، ثمة مقدمات تجعل القارئ يريد اكمال التحقيق الصحافي الى آخره، ليعرف نهايته، وهذا الذي يحدث مع الفيلم الوثائقي الناجح، خلق الفضول، فالفيلم لا يقدم نفسه بتقنيات عالية، ولا بمؤثرات صوتية خلابة، ولا بسيناريوهات معدة مسبقًا، هو يشبه الحكايات التي يتم تناولها بين الناس في المقاهي مثلًا، لذلك ينجح فيلم وثائقي ويفشل آخر.المخرجون الثلاثة استطاعوا أن يجمعوا قدرًا كبيرًا من الخلفيات التي بنيت على آراء تباينت بين رجل الدين المسلم والمسيحي، الرسام، والعلماء، والاعلام، الشرق والغرب، حول موضوع واحد هو الحجاب، فتخيل كمية المعلومات التي ستدركها وتشكل لديك القدرة على التمييز، خصوصًا في زمن الحريات المرجو في الوقت الحالي، وضرورة وضع الحجاب ضمن خانة تلك الحريات، في زمن القرارات الشخصية التي تتشكل من خلالها طريقة تقديم الفرد لنفسه. في هذا الفيلم لن تجد نهلة الفهد تخرج فيديوكليب للطيفة أو راشد الماجد، بل ستجدها تنتقل بين وجوه اماراتية في جامعة زايد مثلًا، تثير بادارتها للمشهد التحدث عن تفاصيل كثيرة حول حجاب الرأس، في المقابل، ستجد مازن الخيرات، وهو الذي لديه تجارب سابقة في هذا المجال حتى في كتابة السيناريو، يتصرف بحنكة خبير، وبخفة وذكاء يدمج بين الآراء المختلفة، ليتكلل الفيلم مع أوفيديو سالازار المتعمق في صناعة الأفلام الوثائقية من أكثر من 20 عامًا، وهو الذي صنعسابقًا سلسلة "وجه الإسلام"، لصالح محطة "بي بي سي"، وصوّر مناسك الحج إلى مكة مرّات عدة، ابرزها فيلم رحلة إلى مكة: على خطوات ابن بطوطة". فيلم اسمه "حجاب" بدأ العمل فيه منذ 2008، ووصل الى الترشيحات قبل النهائية لخوض التنافس على جائزة الأوسكار سيُعرض اليوم في دور السينما المحلية، ويستحق المشاهدة.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حجاب غطاء العقل هو المشكلة يُعرض في الإمارات حجاب غطاء العقل هو المشكلة يُعرض في الإمارات



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates