دبي - صوت الإمارات
تربع النجم العالمي، شارل أزنافور، لسنوات طويلة على عرش الأغنية الرومانسية الفرنسية، مقدماً مجموعة من أجمل الأغاني وأعذب الألحان التي داعبت أحلام ملايين الشباب حول العالم، حيث استطاع النجم الفرنسي أن يشكل «حالة فنية» استثنائية حصدت الكثير من الشهرة، ما جعله يتصدر قائمة النجوم الأكثر شهرة في العالم، حيث يعتبر «تينور الأغنية الفرنسية» المغني الأكثر شهرة خارج بلده.
وخص النجم الفرنسي بمناسبة زيارته لدبي للمشاركة في النسخة الثالثة من مهرجان كلاسيكيات دبي الذي ظهر فيه الفنان أول مرة على مسارح دولة الإمارات، حيث أعرب عن سعادته باللقاء وبوجوده في دبي التي لم يغب عنها، قائلاً: «أنا في غاية السعادة بهذه المناسبة التي ألقى فيها جمهوري في دبي، وهذه ليست زيارتي الأولى لهذه المدينة الرائعة، ولكنها المرة الأولى التي أقدم فيها حفلاً غنائياً كبيراً في مهرجان بحجم كلاسيكيات دبي، وبما أنني شخص فضولي جداً وأعشق (إثارة) الصعود على المسرح لأول مرة، فهذا الأمر يمثل تحدياً جميلاً بالنسبة إلي»، ويضيف مبرراً أسباب تأخر حفلاته في الإمارات «لا يوجد سبب معين سوى انتظار الفرصة المناسبة التي وفرها المنتجان الخاصان بي، باتريك شارت وألان بوياسي، اللذان عملا على الترويج لهذا الحفل، بعد نجاح الحفل الغنائي الذي قدمته الصيف الماضي في لبنان، وقد تعودت على تقديم عرض جديد بعد كل عرض ناجح أنجزه، حيث قدمت حفلين سابقين في موسكو، وواحد في سان بطرسبرغ في العام نفسه. كما أقمت خلال العامين الماضيين ثلاث حفلات في قاعة (رويال ألبرت) في لندن، وأتمنى من كل قلبي أن يتكرر هذا الأمر في الإمارات، لأنني أرغب فعلياً بأن أقدم المزيد من العروض هنا، وأن تكون دبي على قائمة الأماكن التي تحتضن حفلاتي الغنائية بانتظام».
ورغم بلوغه سن الـ92 إلا أن النجم الفرنسي مازال يتمسك بعشقه الكبير للمسرح وأدائه المباشر أمام الجمهور، رغم معاناته الناتجة عن إصابة في الأحبال الصوتية التي أثرت بشكل بالغ في الأداء الفذ الذي عرفه به الجمهور في مرحلة الشباب، إذ يصف هذه المرحلة الصعبة من حياته، قائلاً: «المذهل أن جمهوري أحب أدائي بعد هذه المحنة، وهذا ما يزرع في نفسي الثقة، وبالمحصلة لست أول فنان عانى هذا الشيء، فراي تشارلز ولويس أرمسترونغ عانا أيضاً من المشكلات التي لم تمنعهما من تقديم عروض جماهيرية ناجحة، خصوصاً أنني اكتشفت في أوروبا أن الجمهور يؤمن بأن الصوت أهم جانب في الأداء، لكن جمهور الولايات المتحدة يُقدّر (أسلوب التقديم) والأداء، فكل شيء يعتمد هنا على الجمهور، ولكنني سأظل متمسكاً بفني وجمهوري ولن أستسلم».
ويخالف أزنافور ما عُرف عن الموسيقى ومساهمتها في إزالة الحواجز بين الأجيال المختلفة، من حيث إنها لغة مشتركة تساعد على تجاوز الخلافات الثقافية والاجتماعية بين الشعوب، ليؤكد أن «الكلمة» ربما كانت أكثر قدرة على هذا «الفعل الإنساني»، فعلى مدار 70 عاماً قام الفنان بتأليف ما يزيد على 1200 أغنية بثماني لغات مختلفة، وهذا ما جعل مبيعات ألبوماته تزيد على 180 مليون نسخة حول العالم، وتحقق إقبالاً جماهيرياً باهراً يقول عنه الفنان مستطرداً «قمت دائماً بالكتابة عن الموضوعات التي تهمني وتؤرقني، ولو استطاعت (رؤيتي) تغيير وجهة نظر شخص واحد في العالم فحسب، فسوف أشعر بأنني أنجزت مهمتي وأكون سعيداً»، لكنه يضيف «طوال السنوات السابقة لا أظن أنني قمت باختيار عناصر مشتركة في أغنياتي مثل ثيمة المرأة والحب والوقت، لأن العناصر ببساطة هي التي تختارك، ولكي تكتب جيداً وتكون مقنعاً يجب أن (تعيش ما تكتب)، أو أن تكون قد عشته بالفعل، وهذا ما حثني، إلى حد الآن، على كتابة مشاعري الخاصة وأفكاري، وختم بالتالي أغنياتي بختم الأصالة والصدقية». ولا ينكر شارل أزنافور أن الحياة متغيرة على الدوام، وأن الفنان مطالب بالتكيف مع الزمن ومع الأساليب الجديدة للمجتمع، لكنه لا ينسى بالمقابل حزمة القيم الإنسانية والأخلاقية التي ورثها عن والديه، ويراها متجسدة بشكل مختلف عند شباب اليوم الذي يعتبره الفنان متمرداً بعض الشيء، حيث يقول «أشعر بأن شباب اليوم يملك أولويات مختلفة، ويستخف بمصاعب الحياة، صحيح أنني واجهت وجيلي الكثير من المصاعب والعثرات المتعاقبة التي يمكن أن تحبط عزائم أي إنسان، لكنني لا أشعر بالندم وليس لدي استعداد لتغيير شيء من ثوابتي مهما حصل، لهذا السبب أعتقد أنه من الصعب عليّ لو كنت في مكان آخر اليوم، بدء مشوار فني جديد»، وعن ذكرياته التي لا تموت يضيف بلهجة يغلب عليها الحنين «لن أكون يوماً قادراً على الانفصال عن ذكرى فرانك سيناترا، وشارل تريني، وشيفاليي، ومينيللي، وستينج، وإلتون جون، وكل الذين أكنّ لهم كل الاحترام، ولكنني أبقى في الوقت نفسه منفتحاً على الفن الحديث وأصحابه، ومعجباً بالعديد من الفنانين الجدد المعروفين على الساحة، وليس لديّ مانع من العمل مع جميع الفنانين والموسيقيين».
أرسل تعليقك