سناء الشعلان تُقدّم مبادرتين أردنيتين في مؤتمر التقريب بين المذاهب
آخر تحديث 01:54:10 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

لرسم طريق مفترض نحو الإنسان لاسترداد كرامته وحضارته وإنسانيته

سناء الشعلان تُقدّم مبادرتين أردنيتين في مؤتمر "التقريب بين المذاهب"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سناء الشعلان تُقدّم مبادرتين أردنيتين في مؤتمر "التقريب بين المذاهب"

سناء الشعلان تُقدّم مبادرتين أردنيتين في مؤتمر "التقريب بين المذاهب"
نيودلهي - عدنان الشامي

  استضافت جامعة كولكتا الأديبة د.سناء الشعلان في مؤتمرها المعقود داخل قسم اللغة العربيّة والفارسيّة كضيفة شرف في مؤتمر " التّقريب بين المذاهب عبر العصور المغوليّة والبريطانيّة والهند المستقلّة"   "الذي شاركت فيه باسم الجامعة الأردنيّة،  حيث قدّمت مبادرة "رسالة عمان" ومبادرة " كلمة سواء" بوصفهما من أهم مبادرات الأردن في العصر الحديث لأجل التقريب

بين المذاهب والدّيانات والنّحل والملل. ودعت العلماء المشاركين في المؤتمر إلى الانضمام إلى هاتين المبادرتين اللتين أطلقتهما الأردن انبثاقاً من نسق فكريّ إنسانيّ رحب يتسع للجميع.

سناء الشعلان تُقدّم مبادرتين أردنيتين في مؤتمر التقريب بين المذاهب

   بدأت أعمال المؤتمر المعقود بالتّعاون مع المؤسّسة القطبية للمنحة الدّراسيّة/بمومباي بكلمة ترحيبيّة من رئيسه الأستاذ الدكتور محمد إشارت علي الملا الذي ذكر إنّ هذا المؤتمر انبثق من إيمانه وإيمان جامعته باهتمام الإسلام بالتّقارب بين المذاهب والآداب من منظومة فكريّة وعقديّة وإنسانيّة تسعى إلى الانفتاح على الآخر والتّسامح معه ودعمه وعونه.

 وأضافت الشعلان في كلمتها الشّرفيّة في افتتاح المؤتمر :" على الرّغم من هذا النّور الذي يخيّم على هذا المجلس العلميّ العريق، إلاّ أنّنا لا نستطيع أن ننكر أنّ هذا العالم المأفون في خارج هذه القاعة يحترق في مرجل التباغض والتّحارب والتّطاحن والتّحاقد والإحن لأسباب أو دون أسباب حتى! وهذه النّدوة تكرّس نفسها كي ترسم طريقاً مرجوّاً أو مفترضاً بإخلاص

نحو الإنسان واسترداده لآدميته وعطائه وحضارته عبر تفعيل حقّه في الاختيار والإقناع انطلاقاً من فكر إنسانيّ آمن بفلسفة التّقارب والتّفاعل ونقل الخبرات،  وإنتاج مفاهيم فضفاضة لحياة تتّسع للجميع دون استثناء لاستيلاد قيم المحبّة والتّآلف والتّعاضد وتصديرها لكلّ العالم.

  لن أزيد عليكم في سعيكم هذا فأقول لكم إنّنا نأتمر في هذا المكان لاستثمار مفاهيم ثابتة في حريّة التقريب في الدّين الإسلاميّ بوصفها فلسفة امتدّت لتشمل الفكر والمعاش، لتتجاوز بذلك مفاهيم نمطيّة أو مأسورة، ولكنّني أستطيع القول بثقة إنّنا في هذه النّدوة نعيد إنتاج رؤى أصيلة في ديننا لأجل استثمارها في استدعاء تفاهم إنسانيّ يرتقي على كلّ ضغينة أو كره أو إقصاء أو استبعاد أو تعال.
لاسيما أنّ الإسلام عندما سعى إلى تقريب المذاهب والآداب وسائر مناشط الفكر والحياة، إنّما مثّل الحريّة والديمقراطيّة والتّمرّد بذاتها ولذاتها، أقصد أنّ المذاهب الفقهيّة هي مظهر عملاق من مظاهر الحرّية الفكريّة في الإسلام، وعندما يقرّه الإسلام، فهو يذكي بقصديّة تامّة نور الحرّية، ويطلق عنان الاختيار والتّفكير، ويدعو إلى إعمال العقل البشريّ في التفكير والتحليل

والتّركيب، وهو بذلك يرفض علانيّة وبوضوح أيّ أسر أو سبي للعقل البشريّ في إزاء تقديمه لثروة تشريعيّة زاخرة يتوافر عليها.
  وعندما يسعى الإسلام إلى التقريب بين المذاهب على اعتبار أنّها مناشط حيّة للحريّة، فهو يمارس الحريّة مرّة أخرى،  وبقصديّة أيضاً،  وذلك بممارسة هذا التقريب بالحوار لا بالقمع،  وفرض سلطة النّموذج المذهبيّ الواحد على من شاء أو أبى على حدّ سواء! في أفق شاسع يجمع المسلمين على أساسيّات وأصول ومبادئ ثابتة لا تزحزح عنها، ـفي حين يمتّعهم أجمعين بحقّ ممارسة يُسر التّشريع ومرونته.
وإن كانت حريّة الاختلاف قد مورست بشفافيّة قد مورست بشفافيّة مطمئنة، فإنّ حريّة التّقريب قد مورست في إطار يحترم العقل المخالف بطرق شتى جميعها انبثقت من مشرب الحوار والإقناع والتّلاقح بعيداً عن نجس القهر والجبر والسّلب والقصر.

 أمّا الأدب الإنسانيّ فقصة الإسلام معه قصّة عناق وعشق وتوأمة أنجبت أجمل صور التّلاقح الحضاريّ بين المواريث الحضاريّة البشريّة المتنوّعة، فقد نظر الإسلام إلى المنشط الفكريّ الإنسانيّ على اعتبار أنّه إرثه الخاصّ به بأثر رجعيّ، ونصّب نفسه وريثاً شرعيّاً لحضارات الأمم العريقة التي سبقته من هنود وفرس ورومان ويونان وغيرهم، وبذلك قرّب بينه وبين تلك

الأمم وحضاراتها وثقافاتها عبر تسامحه معها، ونقلها جميعاً إلى اللّغة العربيّة عبر ثورة ترجمة متغوّلة لم تعرف البشريّة نظيراً لها إلاّ ما قلّ وندر، لتكون بذلك الوسيط الحضاريّ الأمين في نقل علوم الغابرين إلى المستقبل الآتي، حيث استفاق الغرب من ضجعته المتأبّدة على هذا الكنز الحضاريّ النّابض بالحياة والتّجدّد، وجعل من العلوم المترجمة إلى العربيّة مرجله الذي يتدفّق بالحضارة الوليدة في أوطانه.

 " كّلنا عيال الله"، والله يحبّ عياله أجمعين، ولا تفضيل لأحد عياله على آخر إلاّ بمقياس ثابت وأوحد، وهو التّقوى والعمل الصّالح، وهذه التقوى وهذا الصّلاح يمتدّان في علائق الحياة والمعاش والتّفكير ليتمثلا في أفانين وأقانيم فكريّة وسلوكيّة وشعوريّة لا حصر لها ولا عدّ ولا نهاية".

  اختتمت د.سناء الشعلان المؤتمر بكلمة ختاميّة قالت في معرضها:" أنا أؤمن بسحر الأسئلة وقدرتها على بعث الحقيقة، ولذلك لا بدّ من تعليق هذه الأسئلة أداة للمعرفة المتخصلة من تدافع الأفكار في هذا المؤتمر:" هل لنا أن نطرح مصطلح التقارب بوصفه تجسيد للعمل المشترك من طرفين وصولاً إلى منطقة وسطى من التّفاهم والتّسامح في إزاء مصطلح التقريب الذي

يشكل سعي منفرد من طرف واحد؟ في أيّ اتجاه يفترض أن يكون التقريب؟ هل على الآخر أن يسعى للاقتراب منّا؟ أم نحن علينا أن نقترب نحن منه؟ إذن هل المسألة مسألة تقريب أم تقارب أم قرب جبريّ وقهري؟ هل التّقريب واجب علينا بوصفنا مسلمين؟أم هو سلوك مفترض لارتفاعنا بشموخنا وروح ديننا ندفع ثمنه دون ذنب اقترفناه؟ لماذا في اللّحظة التي نقدّم للعالم

فيها مشاريع تقارب يطالبوننا بمشاريع تغيير؟ هل التّقريب مسألة تنازلات أم تسامح؟ أيّهما الضرورة الاختلاف أم التّقريب؟ هل ننادي بالتقريب أم بالتقارب؟ هل التقريب حاجة أم فكرة؟ هل التقريب حلّ توافقيّ أم ممارسة علميّة لقبول اختلاف الآخر؟ هل نجح الإسلام في مشروعه التقريبي مع الآخر؟ وإن كان الإسلام قد نجح فعلاً في التقريب، فلماذا نجتمع الآن للبحث في سبل

إنجاحه؟وإن لم ينجح في ذلك فمن المسؤول عن ذلك؟ وكيف نفسّر في ظلّ هذا النّجاح أو عدمه هذا الجحيم الذي يشعله الآخر لنا في دنياه؟ هل المشكلة في انعدام التقارب مشكلة إنسانيّة أم مشكلة دينيّة؟ لماذا يغيب التقريب عن حيواتنا وشخصياتنا وأسرنا وأعمالنا؟ هل الدّيانات المختلفة والمذاهب قد فرضت علينا نحن البشر قدر البعاد والتّناحر والاختلاف؟

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سناء الشعلان تُقدّم مبادرتين أردنيتين في مؤتمر التقريب بين المذاهب سناء الشعلان تُقدّم مبادرتين أردنيتين في مؤتمر التقريب بين المذاهب



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 16:04 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Dontnod تعمل على لعبة جديدة لأجهزة الكونسل

GMT 14:12 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

منتجع ماغازان رحلة في أعماق التراث المغربي

GMT 14:05 2017 الأحد ,28 أيار / مايو

لاستوفو في شبه الجزيرة الضيقة "مُنعزلة"

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"جامعة أبوظبي" تطلق برنامج ماجستير في إدارة الأعمال

GMT 15:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد 8 أشخاص بينهم فتاة في قرية حران في السويداء

GMT 15:40 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"قصائد أولى" لأمل دنقل يجمعها شقيقه ليصدرها في كتاب

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:36 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates