رواية موريشيوسية عن عالم الجريمة في جزيرة فرنسية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رواية موريشيوسية عن عالم الجريمة في جزيرة فرنسية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - رواية موريشيوسية عن عالم الجريمة في جزيرة فرنسية

رواية موريشيوسية عن عالم الجريمة
واشنطن - صوت الإمارات

في إطار عالم موحش موبوء، يتفشى فيه العنف وتجارة المخدرات وانعدام الأمن والجرائم المنظمة، تدور أحداث رواية «مدار العنف» تأليف الكاتبة الموريشيوسية نتاشا أباناه ذات الأصول الهندية. على امتداد 23 مقطعاً قصصياً، تتعرض الرواية، التي صدرت حديثاً ضمن مطبوعات هيئة الكتاب المصرية بترجمة الكاتبة المصرية أسماء مصطفى كمال، لحياة الممرضة الفرنسية «ماري» التي تعمل في أحد مستشفيات «مامودزو» أكبر مدن جزيرة «مايوت» الواقعة جنوب شرقي أفريقيا حيث انتقلت لتعيش وتحظى بسعادة كانت تتمناها بصحبة زوجها الممرض الذي تعود أصوله إلى إحدى عائلات الجزيرة، لكن سعادتها لم تدم طويلاً فما لبث أن انفصل عنها لأنها فشلت في الإنجاب.

لكنها لا توافق على الانفصال إلا بعد أن تجبره على توقيع أوراق تتيح لها أن تتبنى طفلاً تركته سيدة في مشفاها وهربت، لكن هذا الطفل، الذي منحته اسم «مواز» يتمرد عليها بعد أن تحكي له قصته الحقيقية، ويتركها تموت مصابة بنزيف في المخ بعد أن سقطت في صحن المنزل، لا يهتم بإسعافها للحظة، بل يقوم بصحبة عصابة من الأطفال بسرقة نقودها وبطاقتها البنكية الخاصة بها، ثم تتطور الأحداث ويدخل الطفل في صراع مع زعيم العصابة ويضطر لقتله حتى يتخلص من انتهاكاته وإهاناته الدائمة له.

وفي شكل من التوثيق السردي، تتبع الكاتبة التاريخ الخاص لكل شخصية من شخصيات الرواية، تبسطه أمام الجميع، سواء من خلال حديث كل شخصية عن نفسها أو من خلال حديث الآخرين عنها، وتتجمع الخيوط، وتتطور الأحداث خطوة بخطوة وتتصاعد باستمرار البوح، ومع حديث كل شخصية تتضافر التفاصيل في نسيج الرواية ليتضح في نهايتها كيف يتحول طفل في عالم عشوائي إلى قاتل يسعى للنجاة بنفسه لكن دون جدوى.

جغرافيا المكان
لا تقدم المؤلفة أحداث العنف وشخصيات روايتها الخارجين على القانون والنظام، منفصلين عن جغرافيا المكان وتفاصيله، لتجسد مدى انعكاس الواقع بعفونته وضحالته على الشخصيات، وهي تتجول بين عشش الصفيح، وأشجار الباوباب، والبحيرات، والعبَّارات التي تحمل المهاجرين غير الشرعيين، تكشف عوالم المرضى في مستشفيات مايوت والمشوهين وعصابات الأطفال في المناطق العشوائية بملابسهم المتسخة وسيقانهم وأصابعهم المبتورة.تتوغل الرواية في دواخل أبطالها، فيمكننا التعرف على انطباعاتهم الشخصية بما فيهم البطلة «ماري»، عن الأماكن والأشياء والبشر. تقول ماري وهي تحكي عن مشاعرها عن مسقط رأس زوجها قبل أن تنتقل إليه، «كان لدي انطباع أن (شام)، قد عاش في جزيرة أطفال، خضراء وخصبة، يلعبون من الصباح حتى المساء، والعمات وبنات العم والأخوات هن أيضاً أمهات عطوفات. وصرت أفكر في هذا البلد، كلما استيقظ صباحاً، في تلك المدينة الصاخبة».
كانت ماري عندما تنتهي من عملها في مركز المشفى الإقليمي ببلدة «باسامانتي»، على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة الموزمبيقية «مامودزو». تمشي ببطء، وخفة، تنزل التل، وهي تعلم أن فتاة صغيرة تنتظرها. قدماها تكتسي بالغبار، ويداها غليظتان مثل أقدام وأيدي العمال، وشعرها قذر ورمادي. تنتظرها على الطريق مبتسمة وكانت ماري تمنحها ما تجده في الكافيتريا سواء كان علبة بسكويت، أو برتقالة أو تفاحة. كانت هناك علاقة غريبة بينها وبين الطفلة، تجسد شغفها بالجزيرة، الذي تبدل بعد غدر زوجها بها.

تعدد الأصوات
تعتمد الكاتبة في بناء الأحداث على تكنيك تتعدد الأصوات، فتحكي كل شخصية عما يخصها من وقائع، حتى الموتى، تستحضرهم المؤلفة ليلقوا بشهادتهم على الأحداث، وعلى ما رأوه بأم أعينهم. ويمكن ملاحظة ذلك من تعليقات ماري وهي تتحدث بعد رحيلها من عالمها البعيد إلى ابنها بالتبني «مواز»، وهي تحاول أن تشجعه على تجاوز محنة السجن، تقول: «أقترب منه وأهمس في أذنه، أخبره كم أحبه، كم هو شجاع، وكم أنا متأسفة لتركي له. أقول لنفسي إن كلماتي كميتة يمكن أن تختلط بأوهام أحلامه، وأنه حينما يستيقظ فعلياً، فيما بعد، ربما يستطيع تذكرها».وهكذا تتبع «أباناه» مؤلفة الرواية حياة أبطالها في أفراحهم وأحزانهم وطموحاتهم التي لا تكتمل، وأحلامهم التي تتكسر على صخور الجزيرة الصلبة، وبلغة تسيطر عليها حالة من البوح الهامس، إذ لم يبقَ في ذاكرتها سوى حواف الأشياء، وضجيج أمور تقض مضاجعها بين رغبتها في العيش الكريم وواقع عشوائي ينتهك إنسانيتها ويدخلها في حالة مستمرة من الضياع.
ولدت الكاتبة ناتاشا أباناه في 24 مايو 1973 بمدينة «ماهيبورج» في جزر موريشيوس لمهاجرين من الهنود، وقضت السنوات الخمس الأولى من طفولتها في شمال الجزيرة، في مدينة بيتون. بدأت مسيرتها بكتابة بعض المقالات الأدبية في موريشيوس، ثم انتقلت إلى فرنسا في نهاية عام 1998. وعاشت في «جرونوبل»، ثم في «ليون»، حيث أنهت تدريبها في مجال الصحافة والنشر.نشرت عدداً من الروايات الأولى مثل «صخور مسحوق الذهب»، وحصلت على عدد من الجوائز منها جائزة «RFO» عام 2008، و«بلو باي بالاس» عن روايتها «الأخ الأخير»، و«جائزة القراء»، التي تمنحها «لاكسبريس»، لعام 2008. وروايتها «مدار العنف» التي نُشرت في عام 2016 هي روايتها السابعة.

وقـــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــــــضًأ :

الجائزة العالمية للرواية العربية تعلن قائمتها الطويلة لـ2021

الروائية هالة البدري تؤكد أن المبدعة العربية تدفع ثمن مواقفها مقدماً

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية موريشيوسية عن عالم الجريمة في جزيرة فرنسية رواية موريشيوسية عن عالم الجريمة في جزيرة فرنسية



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates