تشكيليَّة تونسية تخوض رحلة تحدٍّ وإبداع في إحدى مدن محافظة المنستير
آخر تحديث 23:02:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تخطَّت مأساة إعاقتها وعانقت الإبداع بفضل موهبتها بالرسم بِفَمِّها

تشكيليَّة تونسية تخوض "رحلة تحدٍّ وإبداع" في إحدى مدن محافظة المنستير

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تشكيليَّة تونسية تخوض "رحلة تحدٍّ وإبداع" في إحدى مدن محافظة المنستير

نجاة بامري فنانة تشكيلية عصامية التكوين
دبي - صوت الامارات

تُمسك "نجاة" ريشتها بفمها وتغمسها في الألوان ثم ترفعها، لترسم لوحات تشكيلية مستوحاة تارة من المعالم الأثرية والمعمار التونسي وأخرى من خيالها المتأرجح بين الملموس والمجرد، وذلك داخل ورشتها الصغيرة في منزلها في إحدى مدن محافظة المنستير وسط تونس.

نجحت نجاة بامري، وهي فنانة تشكيلية عصامية التكوين، في أن تتحدى إعاقتها العضوية وتعانق الإبداع بفضل موهبتها بالرسم بواسطة فمها، فقد ولدت وهي لا تستطيع ثني ركبتيها، كما أنها غير قادرة على تحريك ذراعيها، لكن ذلك لم يمنعها من أن تخوض رحلة تحد صعبة وممتعة في الآن نفسه.

نجاة بامري أصبحت إحدى أبرز الفنانات التشكيليات العصاميات، لا فقط في تونس وإنما في العالم العربي، فعجزها عن الرسم بيديها لم يقف حائلا دون ملامسة الإبداع، في فن اكتشفت به موهبتها منذ نعومة أظافرها فمنحها طعما آخر للحياة ومفهوما جديدا للإبداع.

تحدثت نجاة عن بداية قصتها مع الفن التشكيلي، والصعوبات التي واجهتها في مشوارها الفريد مع الفرشاة والألوان.

وقالت نجاة: "بدأت الرسم منذ سن الرابعة، كان الأمر محض صدفة في البداية عندما وجدت قلما أمامي، فأمسكته بفمي وانطلقت أخط بعض الخربشات على الأوراق، وعند عودة أمي وقعت على تلك الخطوط المتناغمة"، وتابعت: "بدأ حبي للرسم يكبر وكنت أخصص كل وقتي لأمسك قلما أو ريشة وأرسم ما يحمله خيالي، أو ما أشاهده من المعمار التونسي والمناظر الطبيعية".

وترى الفنانة التشكيلية أنها وجدت في الرسم أفضل طريق لتتحدى إعاقتها وتعوض حرمانها، إذ تقول: "أشعر أن لوحاتي مليئة بالحركة والحياة، الحركة التي حرمت منها في حياتي أراها في تلك الإبداعات التي أصنعها بريشتي وبفمي"، وتضيف: "لا أريد أن أشاهد ملامح الشفقة نحوي في عيون الناس. تحديت إعاقتي وأعتقد أني نجحت في أن أمنح حياتي لونا زاهيا مثل معظم اللوحات التي أرسمها".

وترسم نجاة على القماش، وعادة ما تستلهم رسوماتها من الهندسة المعمارية لتونس، فهي تجسد مدينة سيدي بوسعيد وقبابها وأقفاصها الزرقاء، وتخط لوحات للمدينة العتيقة بالعاصمة تونس أو المناطق الطبيعية مثل واحات النخيل في الجنوب، أو الأزياء التقليدية والحلي الذي يزين المرأة التونسية، كما تستوحي لوحاتها أيضا من الخيال أو من معالم تاريخية ودينية عربية، مثل المسجد الأقصى.

وشاركت نجاة بامري في عدد كبير من المعارض في تونس وخارجها، وآخرها عام 2018 عندما أقامت معارض تشكيلية في عدد من المدن الجزائرية ونالت استحسان النقاد والزائرين وهواة الفن التشكيلي هناك.

وتستطرد: "قدمت لوحاتي في عدد من المدن الجزائرية لمدة شهر، وشهد المعرض التشكيلي الذي شاركت به نجاحا كبيرا، كما شاركت في مارس 2019 في معرض المبدعات العصاميات وفزت بعدد من الجوائز، أما التكريم الأبرز فكان حصولي على الدكتوراه الفخرية في الفن التشكيلي من مؤسسة المبدعين العرب في مصر في فبراير 2018، عندما قدمت عصارة أعمالي التشكيلية التي أشاد بها النقاد ورواد العمل الفني والثقافي في العالم العربي".

وتعتقد الفنانة التي كرمها الرئيس التونسي قيس سعيّد في الصيف الماضي على هامش الاحتفاء بعدد من المبدعات بمناسبة العيد الوطني للمرأة، أن الإعاقة لا يمكن أن تكون حاجزا أمام الإبداع، وأن الإرادة والعزيمة هما السلاح الذي يجعلها تتحدى إعاقتها وتصقل موهبتها، وتضيف: "عجزت يديّ فاستطعت بفمي أن أمسك الفرشاة وأمزج الألوان، وأرسم لوحات تفيض إبداعا وفنا وجمالا".

ونجحت نجاة في إنجاز أكثر من مائة لوحة فنية حتى الآن، وباعت أغلبها لتتمكن من توفير قوتها، فهي زوجة وأم لبنت عمرها 10 سنوات، ورغم ذلك فهي ترى أنها كانت مجبرة على بيع لوحاتها ولم تكن لتفرط فيها لولا الحاجة.

قـــــــــــــــــد يهمــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــــــــــا

عمار الرسام يعرض لوحات تشكيلية توضح مجزرة "داعش" ضد الايزيديين

 

مدينة "كان" الفرنسية تعرض لوحات تشكيلية سعودية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكيليَّة تونسية تخوض رحلة تحدٍّ وإبداع في إحدى مدن محافظة المنستير تشكيليَّة تونسية تخوض رحلة تحدٍّ وإبداع في إحدى مدن محافظة المنستير



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:30 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إعصار الهند وسريلانكا يحصد مزيداً من القتلى

GMT 18:33 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

"شقة عم نجيب" تُعيد هبة توفيق إلى خشبة المسرح

GMT 10:31 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

فورد F-150 تحصل على محرك ديزل لأول مرة

GMT 05:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أحمد خالد أمين يوضح أن هنادي مهنا أول مولودة له كمخرج

GMT 06:17 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

صدور رواية "دروب الفقدان"للقاص عبد الله صخي

GMT 14:11 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للروائي السعودي عبدالله ثابت

GMT 20:20 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الأمير عبدالله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"

GMT 21:49 2013 الأربعاء ,15 أيار / مايو

ورزازات عاصمة السينما وهوليود المغرب

GMT 21:45 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"جاليري" المرخية ينظم معرضًا فنيًا الثلاثاء في "كتارا"

GMT 03:14 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير علاج عن طريق الفم لكورونا ينتظر الموافقة عليه

GMT 07:35 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

تقارير تكشف أن الذئاب تستعد لغزو "العالم المتقدم"

GMT 01:10 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

طيران الإمارات تتوقع 5 ملايين مسافر في 18 يومًا

GMT 13:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

صابرين تروي قصة فشلها في تأسيس وإدارة المشروعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates