حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب كورونا
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تفصل بينهما مسافة خمسة أمتار ويتبادلان كلمات قليلة

حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب "كورونا"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب "كورونا"

حفلات جاز
باريس - صوت الامارات

يجلس عازف الجاز في مقابل المتفرج الوحيد لحفلته في باريس، تفصل بينهما مسافة خمسة أمتار.. يتبادلان كلمات قليلة، وتتصاعد بعدها أنغام من الساكسفون، مثل البلور لتشكل متنفساً يُحرَّر بعد أشهر عدة من دون موسيقى حية، بسبب فيروس «كورونا المستجد».

فمنذ الثاني من يونيو (حزيران) تنظم قاعة الجاز «لا غار»، في شمال شرقي باريس، كل مساء، نحو مائة «حفلة منفردة لمتفرج وحيد» تستمرّ نحو خمس دقائق، وتضم «فناناً يعاني من عدم العطاء منذ شهرين ومتفرج يعاني من شُحّ بسبب عدم تلقيه أي شيء منذ شهرين»، على ما يؤكد جوليان دو كاسابيانيا أحد مؤسسي القاعة في 2017. يجب أن يسجل الشخص اسمه ومن ثم انتظار دوره على القائمة. وعندما يحين الوقت يُفتح الباب أمام لقاء وجهاً لوجه مع العازف لدقائق معدودات.

وتغرق القاعة، وهي على شكل دهليز، مع قناطر عدة في الظلام. وفي آخرها، يضفي مصبحان وسجادة عجمية وباقتان من الزهر الأبيض أجواء دافئة وهادئة.

ويسأل الفنان: «مرحبا ما اسمك؟»، فيما ترسم الأنوار الخافتة ظلالاً على جسمه. ويعرّف المتفرج الجالس على كرسي على بُعد أمتار قليلة عن نفسه، لتبدأ «الحفلة المنفردة».

ويتجدد اللقاء مع كل حفلة جديدة. يبتسم المتفرجون، وتمر في عيونهم سعادة وجودهم في المكان. البعض منهم يراقب بإمعان مع تركيز كبير. البعض الآخر يلتفت إلى شريكه، لأنه يحق لحبيبين أو صديقين أو فردين من عائلة واحدة تشكيل «كيان واحد»، لحضور الحفلة معاً.

ويقول عازف الساكسفون، بونوا كروست، وهو أحد فنانَيْن كانا يعزفان مساء الأربعاء: «أشعر بأن الناس يأتون فعلاً ليروّحوا عن أنفسهم. في ظرف كهذا لا فاصل بين الفنان والجمهور».

ويضيف: «عندما تعزف بمفردك تكون أكثر حرية. أذهب إلى حيث أشاء. لدي حرية كاملة وأشعر بذلك». وهو يستمتع بعودته إلى المسرح بعدما اضطر إلى التوقف خلال الجائحة.

ويؤكد عازف الساكسفون الآخر غائيل أوريلو: «العزف مجدداً بالنسبة لي هو تحرر فعلي. وبحسب نفسية الناس، أشعر أحياناً بأن علي أن أعزف أشياء مختلفة».

عند خروجهم من الحفلة يشعر المتفرجون بالسعادة. على شرفة المحطة السابقة المهجورة التي كان ينطلق منها خط للسكك الحديد، يقوم بجولة في باريس، يستعيدون أنفاسهم وهو يحتسون شراباً.

وتقول إليزيه جاريكي (30 عاماً) التي أتت مع حبيبها: «كان يُنظر إلينا وأظن أنه عزف فقط من أجلنا. الأمر أشبه بطاهٍ كبير يحضر طبقاً فقط من أجلك».

يغادر توما غيين ما إن تنتهي حفلته متأثراً: «سأتمكن من النوم وأحلم بأشياء جميلة».

ويقول المشرفان على القاعة إنه من المستحيل تنظيم حفلات عادية مع قواعد التباعد الاجتماعي بين المتفرجين. ويوضح ياسين عبد اللطيف: «مع خمسين شخصاً في قاعة حفلات كبيرة تخرج بفكرة أن الحفلة كانت فاشلة. لكن مع حفلة منفردة يخرج الشخص مع ذكريات تستمر مدى الحياة».

ويقول شريكه جوليان دو كاسابيانكا: «على الصعيد الاقتصادي الوضع كارثي راهناً»، مشدداً على أن الإيرادات تراجعت أربع إلى عشر مرات مما هي عليه في الأوقات العادية.

في المقابل، هو راضٍ من النتيجة الفنية. ومع نحو مائة حفلة قصيرة في الأمسية أعلنت قاعة «لا غار» إمكانية تنظيم 3 آلاف حفلة في يونيو.

قد يهمك ايضا 

فيروس "كوفيد-19" يُعرقل جدول آخر جولات توت عنخ آمون الخارجية

مؤسسة بحر الثقافة تنظم محاضرة "الشيخة فاطمة .. القدوة في صناعة الأمل"

 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب كورونا حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب كورونا



GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates