دبي -صوت الإمارات
أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن القائمة القصيرة في فرعي "التنمية وبناء الدولة" و"الترجمة"، إذ اشتملت في كل فرع على ثلاثة أعمال من الإمارات والعراق ومصر والأردن وفرنسا.
وضمت قائمة "التنمية وبناء الدولة" عناوين: "السراب" للإماراتي الدكتور جمال سند السويدي، و"سوسيولوجيا العنف والإرهاب" للكاتب العراقي إبراهيم الحيدري، و"القربان البديل: طقوس المصالحات الثأرية في جنوب مصر" للباحث المصري فتحي عبدالسميع.
وتشتمل قائمة الترجمة على عناوين: "معنى المعنى" من تأليف أوغدين وريتشاردز، وترجمه من "الإنجليزية" إلى "العربية" العراقي د. كيان أحمد حازم يحيى، و"موت الناقد" من تأليف رونان ماكدونالد، وترجمه من "الإنجليزية" إلى "العربية" الناقد الأردني فخري صالح، وترجمة الدفتر الثاني لجمال الغيطاني "دنى فتدلّى" إلى اللغة الفرنسية، ترجمه الفرنسي إيمانويل فارليه.
ويتناول "سوسيولوجيا العنف والإرهاب" مفهوم التطرف وعواقبه على الصعد كافة: الفردية والجماعية والاجتماعية والنفسية، وإذْ تُفرَد أقسام واسعة لدراسة الحركات الأصولية والسلفية، وجذور الفكر الجهادي، وتنظيمات "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"؛ فإنّ المؤلف يتوقف بإسهاب حول أدوار إحدى الجماعات المتشددة، بوصفها جزءًا من سلسلة أصوليات دينية أخرى، في اليهودية والمسيحية، أسوة بالحركات الانشقاقية التي ناهضت السلطة المركزية في الإسلام. لكن شطرًا مهمًا من الكتاب يتوقف، بالتحليل والمقارنة، عند سوسيولوجيا العنف، والاتجاهات النظرية في تفسيره، وعلاقته بالطبيعة البشرية.
أما "السراب" الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – أبوظبي 2015، فيعد دراسة تتناول جماعات الإسلام السياسي، في مستويات بحث متعددة، فكرية وسياسية وعقائدية وثقافية واجتماعية؛ وتعالج الفكر السياسي خلف تلك الجماعات، وما يسبغه عليها من فروق وتباينات، في الخط العقائدي كما في الممارسة التنظيمية. ويرصد الكتاب هذه الظاهرة من منظور تاريخي، متوقفًا عند ذروة صعودها السياسي في بداية العقد الثاني من القرن الـ21، ما يتيح للمؤلف أن يستخلص القواسم المشتركة بين تلك الجماعات، من أجل بلورة رؤية واضحة لدى المهتمين والباحثين وصناع القرار والجمهور، وبلوغ فهم أعمق لما يشهده العالمان العربي والإسلامي من تطورات عاصفة.
وينحاز المؤلف إلى مقولة: "أن الصراع الذي يخوضه عدد من الدول في العالمين العربي والإسلامي، ضد الفكر المتطرف وجماعاته وتنظيماته، ليس منحصرًا في نطاقات أمنية أو عسكرية، بل هو حرب واسعة معقدة ذات طابع فكري في الأساس. أكثر من هذا، يرى المؤلف أن الشق الفكري في هذه الحرب يتطلب تخطيطًا أكثر دقة ومشقة وتركيزًا من خطط المعالجات الأمنية والعسكرية".
أما كتاب "القربان البديل: طقوس المصالحات الثأرية في جنوب مصر" من منشورات الدار المصرية اللبنانية – القاهرة 2015، فدراسة في علم الاجتماع الميداني، تحاول رصد وتحليل منهج اللاعنف في الثقافة الشعبية في جنوب مصر، اعتمادًا على مظاهر وطرائق فضّ الخصومات الثأرية، حيثما يكون العنف المضاد هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة العنف. ويطلق على ذلك المنهج اسم "ردم حفرة الدم"، ويقوم تنفيذه على سلسلة متعددة ومركبة من العناصر الطقسية، تُعرف بـ"القودة". وهذا طقس لا يتم عشوائيًا، بل يعتمد على استخدام العقل والوجدان معًا، بفاعلية كبيرة؛ كما أنه يتطلب العمل الجماعي، والترفع عن الصغائر، وتنصيب قائد يقود الفريق ويدعى "قائد الدم"، ومرجعية أعلى تتألف من شخصيات ذات مكانة اجتماعية مشهود لها، هم "الأجاويد".
ويعد "معنى المعنى" الصادر عن دار الكتاب الجديد المتحدة - بيروت 2015، من الكتب الرائدة في مجال الدراسات اللغوية، وإن كان معروفًا في الغرب، إلا أنه لايزال شبه مجهول حتى بين الدارسين العرب، وهذه الترجمة الأولى له باللغة العربية بعد مرور ما يربو على 90 عامًا.
وينتمي كتاب "موت الناقد"، من منشورات المركز القومي للترجمة، القاهرة 2014، إلى الجدل الدائر منذ أكثر من نصف قرن عن دور الناقد في فهم العمل الأدبي وإفهامه للقارئ، وعن كون المؤلِّف مبتكرًا أم شخصًا يستعير من الثقافة، وعن كون القارئ هو الحكم النهائي على ما يقرأ لأنه هو المتلقّي في النهاية.
أما ترجمة الدفتر الثاني لجمال الغيطاني "دنى فتدلّى"، الصادرة عن أديسيون دي سيول، باريس 2014، فتعد إنجازًا مهنيًا.
ويشار إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت، أخيرًا، عن القائمة القصيرة في فرعي الآداب وأدب الطفل، وستستكمل إعلانها عن بقية القوائم القصيرة تباعًا.
أرسل تعليقك