بيروت – صوت الإمارات
تتبارز الـ rooftops في ما بينها من أجل جذب أكبر عدد ممكن من السيّاح والزوّار، فتقدّم إدارة كلّ منها أحدث الابتكارات وأكثرها تميّزاً كلّ عام لكسب ثقة الزائر، فيحتار الساهرون أيا ًمن الـ rooftops يقصدون للاسترخاء بعد يوم مضنٍ في العمل. وهكذا، أصبحت الـ rooftops أو أعلى المباني موضة رائجة لإقامة الملاهي في الحياة_الليلية_اللبنانية.
الـ rooftops: بين الرفض والقبول
تتباين الآراء في ما يخص الـ rooftops في لبنان، فبعضهم يجدها فكرة جيدة والبعض الآخر يشنّ حرباً شعواء عليها. آية، مثلاً، تنتظر بفارغ الصبر حلول نهاية اليوم لقصد الـ rooftop المفضّل لديها وإمضاء وقت لطيف مع أصدقائها. أمّا نور فهي ترفض "رفضاً قاطعاً هذه الموضة" التي تعتبرها "معتركاً للتباهي في اللباس والمظاهر" معتقدة أن ليس هناك من فرق بين الـ rooftops والبارات العادية في مار_مخايل والحمرا. وسمير يفكّر في الأموال، فباعتقاده "الـ rooftops أكثر تكلفة من الأماكن الأخرى مما تصعب عليه وعلى أصدقائه قصدها دائماً، فينتظر أوّل الشهر للتردد إليها".
ظاهرة لا تزعج السكان
وفي اتصال مع وزير السياحة ميشال فرعون وصف الـ rooftops بالظاهرة الجديدة التي "لا تشكّل إلاّ نسبة ضئيلة مقارنة بقطاع المطاعم وتساهم أيضاً في دخل_الدولة،" وهي تخضع لقوانين تنظم وجودها في المدينة. ففي هذا السياق، يشرح فرعون أنّه "من المهم أن لا تزعج الـ rooftops السكان في حال وجودها بين مبانٍ سكنية إذ يجب أن تحظى بموافقتهم. ولأنّ الـ rooftops موجودة في الهواء الطلق، يجب الحرص على أن لا يتجاوز الصوت المعدّل المستوى المسموح به لئلا يسبب الضجيج والإزعاج، فيمسّ تالياً في القوانين العامة". ويشير فرعون إلى أنه سبق لوزارة السياحة أن تلقت عدداً من الشكاوى في ما يتعلّق بالـ rooftops ويشرح أنّه "بعد تلقي الدعوى، تشدد الرقابة، وفي حال عدم الالتزام بالقوانين، قد نعمد إلى إغلاق المكان بعد التحذير. إلاّ أن ليس هناك من مصلحة لأصحابها بعدم تطبيق القوانين". ويضيف فرعون أن " لدى المجتمع المدني والقطاع الخاص كثيراً من الأفكار الجديدة التي تغني القطاع السياحي ونحن نرحب بما هو إيجابي ضمن إطار القانون"، منوّهاً بأنّ "ثمة قصص نجاح في ما يتعلّق بهذه الظاهرة وتابعناها دون أن يكون هناك تحليل أو دراسة خاصة لهذا الموضوع لمعرفة مدى إقبال السياح عليها".
لبنان مختبر للأفكار
في حديث لـ "النهار" مع كارين خوري مسؤولة قسم التسويق لدى الـ Add Mind group وهي الشركة التي تضمّ الـ White، Iris، Mad، Cassis، Rococo، Urban Faqra ،Bonita Bay، Caprice، تبيّن أنّ " حياة_الليل وقطاع المطاعم والفنادق في لبنان في تحسّن مستمر بفضل الأفكار والمفاهيم الجديدة التي بدأت تظهر وتتبلور، لا سيما وأن لبنان أصبح مختبراً لها حيث يبدأ كل شيء ويتحوّل، ثم يُصدَّر إلى الخليج". وبعكس ما يعتقده بعضكم، لم تتغلّب موجة الحرّ على هواية اللبنانيين الحالية ولم تردعهم من قصد الـ rooftops. فتوضح خوري أنّ " موجة_الحرّ الحالية لا تمارس أيّ تأثير يُذكَر على المطاعم الموجودة على سطوح المباني، نظراً إلى الحماسة الشديدة لدى الزبائن لقصدها". ولمكافحة الحرّ "يتم اللجوء إلى حلول مختلفة، كاعتماد مكيّفات الهواء الخارجية والمراوح ذات التقنيات المتطورة. فمطعم Iris، مثلاً، مجهّز بنظام مراوح يحافظ على تدفّق الهواء، ولحسن الحظ، ليست هناك مكبّات على مقربة من وسط_بيروت. إذاً لا يتأثر Iris بأزمة النفايات، خلافاً لأماكن أخرى في المدينة حيث أصبح الجو ساماً لا يُطاق. وانضمت فرقة موسيقية جديدة إلى أسرتنا".
وأخيراً تنوّه خوري أنّ الـ "Iris " يعد بتقديم مزيج من الأطباق الفاخرة مع توفير أجواء من الراحة والاسترخاء. فيؤمّن المطعم الذي يفتح أبوابه عند الساعة السادسة مساء، مكاناً يقصده الموظّفون بعد دوام العمل للاسترخاء واحتساء كأس بعد يوم شاق في العمل، وحيث يستطيع أصحاب الذوق الرفيع في الأكل الاستمتاع بطبق شهي عند العشاء".
أما The_Roof الذي يقع في الطابق الـ 26 في فندق الـ Four Seasons فاقصده للاستمتاع بمشهد غروب الشمس، وفي حديث لـ "النهار" مع أحد مسؤوليه تبيّن أنّ " The Roof في حلّة جديدة هذا العام بفضل المفهوم الجديد الذي اتُبع، إذ تمّ العمل على تحسين الجوّ العام في The Roofليلائم جميع الأذواق. فتغيّرت المقاعد وهناك "دي جاي" يلعب الموسيقى سبعة أيام في الأسبوع بدءاً من السابعة مساء ولغاية الثانية صباحاً، وقد أصبحت أكثر خفوتاً وهدوّاً لتريح أعصاب الساهرين وتتيح لهم التحدّث والاستماع في ما بينهم. فتحوّل النادي الليلي الذي اعتاده كثيرون إلى مطعم وبار بحيث أصبح بإمكان الجميع أن يتناولوا الطعام ويستمتعوا باحتساء المشروب في هذا المكان الذي يميّزه عن غيره الخدمة وهي خدمة الـ Four Seasons Hotel الأنيقة، إضافة إلى نوعية الطعام (عدّل قليلاً في قائمة الطعام) وموقعه المثالي أمام البحر".
أمّا إن كنت تحبّ السهر وسط مجموعة كبيرة من الناس والزحمة، ليس عليك سوى التوجّه إلى الـ White rooftop club، الذي يستقطب عدداً كبيراً من الزوّار. ما يميّز الـ White# عن غيره من الـ rooftops هو الحفلات الموسيقية والغنائية التي يقدّمها والـ ""White Moments" أو تلك الصور التي يلتقطها المصوّرون الحاضرون. وتضيف خوري أنّ "ملهى WHITE الذي يطل على مناظر فريدة من نوعها للمدينة، ضامناً للزبائن تمضية وقت ممتع مع خدمة استثنائية، يقدّم تجربة متميّزة في حياة الليل من خلال عروضه وكوكتيلاته المختلفة تماماً عن الشائع والمعروف. إذ لدينا خدمة فاخرة في تقديم الشراب في القناني، كما نقدّم عروضاً حية من توقيع منسّقي أغانٍ ومؤدّين من مختلف أنحاء العالم. وقد سبق أن استضفنا أسماء كبيرة في عالم الموسيقى، مثل DANNIC وAndrew Rayel وJohn Martin وMichael Zitron، ونعدكم بمزيد من العروض التي لا تقلّ مستوى وروعة وبتمضية ليلة من الطاقة والحيوية، على وقع العروض الحية والموسيقى الاستثنائية من توقيع أربعة منسّقي أغانٍ ذائعي الصيت". يقفل الـ WHITE أبوابه تزامناً مع الـ Iris في شهر تشرين الأوّل.
وللسهرة في الـ capitol مذاق خاص وفريد من نوعه، إذ بحسب حديث لـ "النهار" مع أحد المسؤولين فيه تبيّن أنّ " موقع الـ capitol وجوّه الذي يهيمن عليه هما ما يجعلان منه موقعاً مميزاً. فالجوّ الحميمي والدافئ يهيمن عليه اللون الأسود والأضواء الساخنة. أمّا بالنسبة إلى الموسيقى فلها هوية خاصة وطابع خاص في الـ capitol حيث تلعب موسيقى الـ Happy House." ويشير المسؤول إلى أنّ "الـ capitol قسمين: المطعم حيث يتمّ تقديم أطباق شهية عالمية والـ Lounge. نحن نحاول تقديم أشياء خاصة بالـ capitol، كقائمة الطعام والكوكتيلات التي تعدّل كلّ عام لتقديم شيء جديد للزبائن. كما يستقدم لاعبو موسيقى "دي جاي" عالميون أو لبنانيون لإحياء ليلة الأربعاء، وبدأنا بهذه التجربة العام الماضي حيث لاقت الكثير من النجاح". إلاّ أنه لا يمكنك قصد الـ capitol إلا بشروط لباس معيّنة، "فلا يلائم الـ capitol اللباس العادي إذ على الزبون الحرص على ارتداء ملابس أنيقة تلائم الجوّ المهيمن في المكان والذي يوحي بأناقته للزبائن كيفية لباسهم، فنحن لا نطلب منهم سوى الأناقة والترتيب. فضلاً عن الخدمة الفاخرة جداً التي تميّزنا عن غيرنا وحيث يخضع العاملون لدينا إلى دورات تدريبية كما نحافظ على النظافة والمعايير الصحية في المطبخ".
أمام اللبنانيين، إذاً، خيارات عدة في ما يخصّ الـ rooftops، فيختار كلّ منهم ما يلائمه. إلاّ أنّه بات واضحاً أنّ المشاكل التي قد يواجهها اللبناني عند قصده تلك الأماكن هي خصوصاً المشاكل_المادية واللباس الذي يفرضه بعض الـ rooftops، كما لو كانت أبواب هذه الأخيرة مفتوحة لطبقة معيّنة من المجتمع_اللبناني فقط لا غير. فهل تسارع وزارة السياحة للبحث في هذه الظاهرة فتصبح ملائمة لجميع الأذواق والأهواء والمستويات؟
أرسل تعليقك