نواكشوط ـ وكالات
تستعد بوادي موريتانيا لاستقبال زوار موسم "الكيطنة" التراثي والسياحي، حيث تستقبل واحاتها وأوديتها أعداداً كبيرة من السياح والزوار الراغبين في الاستفادة من إيجابيات موسم جني التمور، والاستشفاء من بعض الأمراض والهروب من ضغوط المدينة.
ويعيش الموريتانيون هذه الأيام موسم "الكيطنة"، وهو من أهم المواسم السياحية والشعبية في البلاد، حيث يهجر الموريتانيون مدنهم باتجاه البوادي والواحات المخضرة ويسترجعون مظاهر وطقوس حياة أسلافهم، فرغم عاديات الزمن بقيت علاقة الموريتاني وثيقة الصلة بالحياة البرية خاصة موسم "الكيطنة" الذي يتيح للموريتانيين ممارسة نمط حياتهم التقليدي بعيداً عن مؤثرات التمدن.
وبدأ موسم "الكيطنة" يتحول تدريجياً إلى موسم سياحي، ويعتبر من أكثر المواسم نشاطاً اقتصادياً، فعلى هامشه تزدهر الحركة التجارية وتنشط الأسواق المحلية بفعل تواجد أعداد كبيرة من المواطنين القادمين من جهات عديدة من موريتانيا ودول المهجر.
وتستقبل ولاية أدرار خلال موسم "الكيطنة" أعداداً كبيرة من المواطنين والسياح الراغبين في الاستفادة من واحات وأودية المنطقة، وقد عرف الولاية خلال السنوات الاخيرة تزايداً ملحوظاً في أعداد الزوار بفضل فكّ العزلة عن المنطقة وارتباطها بشبكة الطرق وتوفر وسائل النقل والاتصالات ومختلف أنواع الخدمات الأخرى.
ويقول الباحث في التراث الشعبي سيدي محمد ولد المحفوظ: "لا يمكن الحديث عن موريتانيا دون ذكر واحاتها الغناء ونخيلها، فالنخيل في هذه البلاد لم يعد مجرد مورد اقتصادي أو جزء من الطبيعية يضفي بعداً جمالياً على الواحات ويمنحها منظراً أخاذاً، إنه مكوّن أساسي من مكونات الشخصية الموريتانية."
ويشير إلى أن هناك قناعة راسخة لدى الأوساط الشعبية بأهمية موسم الكيطنة وفوائده الصحية، ويضيف "دأب الموريتانيون في شهر أغسطس على السفر إلى الواحات المخضرة والبوادي القريبة من ضيعات النخيل، حيث تجتمع العوائل في جلسات مسامرة ومؤانسة تحت ظلال عشرات الألوف من أشجار النخيل للاستفادة من بواكير محصول التمر والبلح، وبعد قضاء عدة أيام هناك تعود العوائل بعد شراء كميات كبيرة من الرطب والتمر وتخزينها لاستهلاكها في رمضان وفصل الصيف".
ويؤكد أن موسم التمور يوفر سنوياً فرص عمل كثيرة للشباب ويشكل مصدر رزق أساسياً بالنسبة لشريحة مهمة من المزارعين والتجار، وإضافة الى كونه رافداً قوياً للتنمية المحلية فإنه موسم لتطوير السياحة والمحافظة على الثقافة والتراث بإحياء العديد من العادات والتقاليد الموريتانية الأصيلة والمحافظة على مكونات الثقافة المحلية.
وتنظم موريتانيا بالتزامن مع موسم "الكيطنة" مهرجانات خاصة بالتمور تتخللها فعاليات ثقافية وفنية، وتحاول موريتانيا التغلب على المشاكل التي تعاني منها الواحات بعد تأثرها بسنوات متعاقبة من الجفاف واجتياح الجراد والتصحر وزحف الرمال، حيث وضعت برنامجاً خاصاً لتنمية الواحات كمشروع الاستصلاح الريفي في واحات آدرار الذي يرمي إلى فك العزلة عن مناطق الإنتاج وتوفير الماء، وتحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين ودعمهم بالأشغال والنشاطات التي تساعد على الاستمرارية, وتحسين ظروف الإنتاج والتسويق.
أرسل تعليقك