الأقصر ـ محمد العديسي
لم يكن يعلم الفنان الراحل محمد العزبي عندما غنى " الأقصر بلدنا بلد سواح ..فيها الأجانب تتفسح" أن يصل الحال في المدينة الأثرية الأولى في العالم لهذا الحد من السوء وتصبح خلال الألفية الثالثة "بلد أشباح يتم فيها سرقة السياح" والتحرش بهم في وضح النهار.
"أنقذونا من البلطجة على السائحين عايزين نأكل عيش" و"شعب الأقصر يريد عودة الأمن لحماية السائحين أو المغادرة"، لافتات انتشرت على واجهة البازارات السياحية في منطقة العوامية أشهر منطقة سياحية بالأقصر، بعد أن أصاب أصحابها اليأس من تردي الأوضاع الأمنية التي أصبحت مأوى للبلطجية وسوق كبير لعربات الحنطور الغير مرخصة التي شوهت وأساءت للشكل الحضاري الذي كانت عليه المدينة في ظل غياب تام للرقابة .
يقول محمد الزيني , صاحب بازار سياحي, الأوضاع الأمنية في المدينة أصبحت تشكل تهديداً صريحاً لحركة السياحة الراكدة فى الأساس، فالمدينة التي كان يضرب به المثال في النظام والحزم، أصبحت مثل المناطق العشوائية لحد كبير , وأبناء المدينة كانوا يأملون عقب انتهاء أسطورة ياسر الحمبولي أو ما كان يعرف إعلاميا بخط الصعيد إن ينتهي هلع وخوف الأهالي بلا رجعة, إلا أن الأمور إزدادت سوء, وأصبح المجرمون يسطون بالأسلحة على الشركات والمؤسسات في وضح النهار ويسرقون السائحون ويتحرشون بالسائحات في ظاهرة غريبة على المجتمع الاقصري الذى كان يحترم السائح ويقدره.
ويطالب الزيني القيادات الأمنية بالتعامل بحزم مع أصحاب عربات الحنطور والمسيئين للسياح الذين يسيئون لمصر ككل بأفعالهم المشينة، وبسط الأمن في شوارع المدينة التي إذ اختفى الأمن والأمان بها ستختفي السياحة إلى الأبد.
أرسل تعليقك