دبي – صوت الإمارات
نظم متحف المرأة وبالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع دبي، احتفالية استعاد فيها الحضور، ذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم باني دبي الحديثة، في مقر متحف المرأة الذي عرف لفترة طويلة باسم بيت البنات في منطقة ديرة، بحضور كل من الدكتورة رفيعة غباش مؤسسة المتحف، والهنوف محمد رئيسة الهيئة الإدارية لفرع اتحاد الكتاب في دبي وجمهور من المثقفين والمهتمين. واطلع الحضور على إنجازات المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، من خلال المعرض المرافق لفيلم "دبي المبروكة" الذي قدم في هذه المناسبة.
وأقيم الحفل في قاعة مركز دراسات المرأة والذي عرض فيه فيلم "دبي المبروكة" كتابة النص وإخراج دكتورة رفيعة غباش، والمونتير الإعلامي إبراهيم أستاذي من قنوات دبي الإذاعية والتلفزيونية، ومدته 26 دقيقة، والمادة الفيلمية هي عبارة عن أفلام صورت في الستينيات من أسرة الدكتورة رفيعة غباش مثل والدتها عوشة بنت حسين وخالتها مريم بنت أحمد لوتاه والفيلم يعتبر من أهم الأفلام التوثيقية عن نهضة مجتمع دبي تحديدا حيث يبرز الفيلم ليس فقط تاريخ الإمارة بل حركة الشيخ راشد بن سعيد غير الرسمية، التي صورها أشخاص رافقوا الشيخ راشد في جولاته اليومية واطلاعه على المشروعات وأساسات المشروعات إلى أن تكتمل الصورة وهو يذهب للاحتفال بأول تصدير للنفط من دبي عام 1964.
ويتناول الفيلم مجتمع الرجال والنساء والأطفال في دبي وكل في نشاطاته المختلفة وكلها مواد تلقائية لم تصور بغرض التوثيق الفيلمي لكن استخدمتها الدكتورة رفيعة في جعل المواد السينمائية تعبر عن مجتمع بأكمله بكل نشاطه وحيويته ومساهمته في بناء دبي، استخدم في الفيلم كذلك التوثيق من خلال الأشعار حيث اعتمد الفيلم على أشعار العقيلي التي كانت قد قيلت سنة 1947 لكنها مازالت مادة حيوية حتى الآن، وكان الإلقاء بصوت الشاعر سالم الزمر صوت متميز أعطى ثقلا للمادة الفيلمية، ثم بعد ذلك أقيم الحفل الذي تحدثت فيه الدكتورة رفيعة عن أن الشيخ راشد حاضر مهما غاب نراه في كل شيء جميل من حولنا، حيث تحدثت عن شخصيته الهادئة الوقورة المنتجة والفاعلة والقريبة من الناس فأخذت البعد الإنساني في هذا الموضوع، في حين تحدث الدكتور مالك شيخان عن صفات القيادة وصقلها في شخصية الشيخ راشد والتحديات التي واجهته في ذلك الوقت وكيف تعامل معها، إضافة إلى شرح بعض الأعمال والإنجازات التي قدمها المغفور له الشيخ راشد وكيف استطاع حل الأزمات وتحديدا الاقتصادية منها.
وأدار الجلسة والحوار الأديب والشاعر خالد الظنحاني، رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية الذي تحدث بدوره عن عبقرية المغفور له الشيخ راشد بحكم أنه رجل محنك سياسيا حسبما وصفه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وذكر الظنحاني إن الأزمات التي مرت على دبي لم تكن لتحل لولا حنكة هذا الرجل وما نراه اليوم في دبي هو امتداد لبصيرته ورؤيته، ولم يكن اهتمامه منصبا على دبي فقط بل وأيضا على إمارات الدولة الأخرى وهذا ما يفسر وجود شعبيات ومستشفيات ومؤسسات تحمل اسمه.
وقام الحضور بجولة في أرجاء المتحف والاستماع إلى شرح عن مقتنياته التي يعرضها خاصة فيما يتعلق بالمرأة من الدكتورة رفيعة غباش والتعرف أولا الى تاريخ الإمارات من خلال تاريخ النساء والذي وثقه المتحف من حقبة القرن التاسع عشر وحتى الآن مستعرضين مواقف النساء وبالتأكيد كجزء من تاريخ وأحداث الإمارات، وأشادت الدكتورة رفيعة غباش بدور المجتمع في دعم المتحف من خلال إهداء المتحف مقتنيات قيمة تحمل تاريخ أصحابها، وفي زيارة قاعتي الشيخ راشد والشيخ زايد تعرف الحضور الى دور المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في نهضة دبي ووضع حجر الأساس لدبي الحديثة، واستكمل أبناؤه من الشيوخ مشروع دبي النهضوي الذي أسس له الشيخ راشد فهو الأساس فيما نراه الآن من دبي الحديثة، وكذلك في قاعة الشيخ زايد ناقشوا دور المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تمكين المرأة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لنشاط المرأة، وكانت قاعة عوشة بنت خليفة السويدي الشاعرة والقامة الأدبية في تاريخ الإمارات إحدى المحطات التي كالعادة توقف عندها الضيوف ليتأملوا الجوانب الجمالية والثقافية والفنية في هذا المكان المتميز عن باقي القاعات.
وفي نهاية الحفل شاركت الشاعرة الهنوف محمد بتقديم شهادات تقديرية من اتحاد الكتاب للمشاركين.
أرسل تعليقك