دبي – صوت الإمارات
بدأ الفنان التشكيلي مهندس الديكور، وليد راشد الزعابي، مشواره الفني في سن مبكرة، وتحديدًا عندما كان عمره 12 عامًا، عندما بدأ التردد على مرسم تابع لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ليمارس هوايته المفضلة، الرسم، ما أسهم في صقل موهبته في الفن التشكيلي، وبعد أن وصل إلى حد الإتقان وظّف مهنة النجارة التي تعلّمها من والده في صناعة أدوات المسرح، وشارك في 35 عملًا مسرحيًا مهندسًا ومصمّم ديكور، تاركًا بصمة مميزة، خصوصًا في الديكور المسرحي الإماراتي، وظلت مطرقة والده مصدر وحي لوحاته التشكيلية.
واغترب الزعابي، الذي يشغل منصب مدير إدارة التراث والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لمدة أربع سنوات لإكمال دراسته الجامعية، نظرًا لافتقار جامعات الدولة إلى تخصص الديكور المسرحي، واستطاع تحويل صعوبات الغربة إلى تجارب مفيدة يستفيد منها على الصعيدين الحياتي والعملي، وفي الغربة تعلم الاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية مهما كانت كبيرة، كما أن الاحتكاك مع الطلاب وكبار الفنانين أسهم في تطوير شخصيته ومهاراته.
ويعشق الزعابي ارتياد البحر لارتباطه به منذ الطفولة، كما يحرص على السفر لما فيه من اطلاع على ثقافات مختلفة والاستمتاع والراحة، وجمع الطوابع والعملات، إضافة إلى القراءة.
ويروي الزعابي "منذ الصغر وأنا أهوى الرسم وكنت أمارسه في المدرسة، وأشارك في بعض المعارض التي تقام أثناء الاحتفالات والمسابقات، فضلًا عن ارتياد مرسم تابع لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية كان قريبًا من منزلي"، لافتًا إلى ارتياده المرسم بشكل شبه يومي، ما أسهم في صقل موهبته في الفن التشكيلي.
وتابع أنه بعد الحصول على الثانوية التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت تخصص ديكور مسرحي، نظرًا لعدم توافر جامعات أو كليات داخل الدولة تدرّس هذا التخصص، واستطاع تنمية موهبته الفنية، حيث كان يزور المواقع الأثرية والمتاحف وقاعات الفنون للتعرف إلى إبداعات الفنانين الكويتيين والعرب والأجانب.
وأشار الزعابي إلى أنه عاد إلى الوطن حاملًا شهادة بكالوريوس في الديكور المسرحي، وعمل في وزارة الإعلام والثقافة (وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حاليًا) عام 1992 مهندسَ تصاميم، وكانت فترة مهمة بالنسبة له للانتقال إلى الحياة العملية والاعتماد على النفس وردّ الجميل للدولة التي أشرفت على تعليمه، مؤكدًا أن عمله في الوزارة كان بمثابة فرصة للانخراط في الوسط الفني، وبعد عمله ثماني سنوات ترقّى إلى رئيس قسم الفنون التشكيلية، وبعدها عيّن مديرًا لإدارة التراث والفنون.
وأوضح أن والده عمل في الكويت لمدة 15 عامًا، نظرًا لقساوة الحياة في الدولة في ذلك الوقت، وكانت هناك فرص وظيفية عدة للعمل في الكويت والتجارة المتبادلة بين الدولتين، لافتًا إلى أن والده كان نجارًا، بالإضافة إلى مهنة تمديد وتصليح أنابيب المياه، وبعد عودته إلى الوطن استقر في الشارقة، وعمل في دائرة المياه والكهرباء في تصليح وتمديد أنابيب المياه، وفي الظهيرة كان يعمل في مهنة النجارة، وكان يصطحبه معه لكي يتعلم مهنة النجارة، وكان عمره آنذاك 12 عامًا، مشيرًا إلى أن مهنة النجارة علّمته الكثير عن التفاني في العمل والأداء وروح العمل الجماعي.
أرسل تعليقك