لندن ـ وكالات
الأشخاص الذين طلبوا الحصول على هاتف «غالاكسي إس 4» الذكي من «سامسونغ» سيحصلون على أكثر بكثير من كاميرا بوضوح 13 ميغابيكسل، ومعالج حديث رباعي النواة لدى استلامهم إياه، لأنهم سيكونون من أوائل المستهلكين الذين سيمتلكون أداة يمكنها تعقب حركة العين.
وهذا يعني في الوقت الحالي برنامجا للهواتف الذكية يستخدم الكاميرا الأمامية لإيقاف عرض الفيديو، عندما يقوم المستخدم بالنظر بعيدا عن الشاشة، أو تحريك صفحة الشبكة نزولا أو صعودا، وفقا لحركة العين. لكن تنفيذ مثل وسائل تعقب العين هذه، هي مجرد وسائل ذكية بدائية، مقارنة بما سيحمله مستقبل هذه التقنية، بما فيها التغييرات التي ستطرأ على أسلوب قيادتنا للسيارات، وممارستنا للألعاب والقراءة، وطبعا الإعلان.
* تعقب حركة العين
* تنوي شركة «توبي» التي مقرها استوكهولم الخريف المقبل، إطلاق أداة لتعقب حركة العين، موصولة إلى «ريكس يو إس بي» Tobii Rex. وتنتصب الأداة هذه في مواجهة شاشة الكومبيوتر، معتمدة على تقنيات الأشعة تحت الحمراء، تنبعث من جهاز عرض ميكروي صغير، ومستشعر للصور لتعقب النظر. وحال معايرة المستشعر لغرض الاستخدام، يقوم برنامج المعالجة بحساب ما تنظر إليه العين بدقة لا تتجاوز المليمترات. وسيتيح «ريكس» هذا مثلا تحريك صفحات المتصفح «إنترنت إكسبلورر» والتحكم بها عن طريق العين، والملاحة في تطبيقات الخرائط في «ويندوز 8». لكن ألعاب الفيديو ستكون أكثر حالات الاستخدام لهذه التقنية. وقامت الشركة بتشييد نماذج أولية للعرض حول كيفية التحكم بالعين.
وقد استثمرت الشركات الصانعة للسيارات، بما فيها «جنرال موتورز» و«تويوتا»، بعض الأموال في الأبحاث المؤدية إلى ابتكار نظم لرصد النظر ودرجة الانتباه أثناء قيادة السيارات، التي من شأنها الاستفادة من فنون تعقب حركة العين لتحسين عوامل السلامة. فإذا تعرفت السيارة إلى الاتجاه الذي ينظر إليه سائق السيارة، عن طريق استخدام المستشعرات والكاميرات، فهذا من شأنه التنبيه إلى الأخطار المحتملة التي تقع خارج مجال نظره، أو إطلاق تحذير إذا ما حصل أي تغيير في حركة العين، كترهل الأجفان مثلا لدى النعاس، وتناقص تطريف العين، أو تثاقل حركتها. وقد يستغرق الأمر أربع إلى خمس سنوات قبل أن تتبلور مثل هذه المميزات، وتصبح متوفرة في وكالات السيارات.
* التعرف على السلوك
* ويعمل الباحثون الألمان على برنامج يدعى «تيكست2.0» بغية استخدام كاميرا لتعقب حركة العين، لتعديل صفحة النصوص على الشبكة أوتوماتيكيا لإبراز الترجمات ومعاني الكلمات الأجنبية الصعبة، والتعرف على السلوك والتصرفات الخاطئة، ومشاهد اختلاس النظر، وتعديل الصفحة لجعل الكلمات المهمة والأساسية أكثر بروزا، والعامة منها متلاشية وخابية، وحتى قياس أي هي الأشياء التي يحاول الأشخاص تجاوزها. وقد يتمكن القراء النهمون إدخال حركات خاصة على أساليب قراءاتهم لتنشيط خاصيات البرنامج، لكن حتى القراء المبتدئين بإمكانهم غنم منافع البرنامج ومكتسباته بشكل عادي وطبيعي.
وإذا كانت هناك ثمة تقنية جديدة لقياس السلوك على الشبكة، فقد يعثر أحدهم على أسلوب لتسويق المزيد من الإعلانات التي تستهدف أشخاصا معينين. وعن طريق تتبع حركة العين، أضحت هذه الإمكانية واضحة. فإذا تمكنت صفحة من الشبكة تحميل فيديو لك لأنك نظرت طويلا على نقطة معينة، فإنها بالتأكيد يمكنها تحميل إعلان لك. وكان المسوقون قد استخدموا طول فترات التطلع على الأشياء لتقرير ما هي التي تثير اهتمام المستهلكين أو تضجرهم. وفي يوم ما، ستتغير الإعلانات التي تتطلع إليها بصورة ديناميكية، وفقا إلى الأماكن التي تطلعت عليها على الشاشة.
لكن ثمة عقبات أخرى تقف في طريق تقنية تتبع حركة العين ومحاولة جعلها المنحى الرئيس. إذ قد يتوجب على البرنامج التعرف على الاختلاف بين وضعية الإلهاء وتشتت الذهن (عند النظر بعيدا عن الفيديو مثلا)، ومجرد حركة العين لدى التثاؤب قبل توقف عرض الفيديو مؤقتا.
وماذا أيضا عن تدريب العينين، ونوع التركيز المطلوب، بغية فتح رابط ما لدى التحديق بعمق واهتمام على نقطة على الشاشة؟ كذلك إذا ما كتب النجاح لتقنية الأشعة تحت الحمراء، فلربما قد نتعلم عن التأثيرات الجانبية للتعرض مطولا لها، إذ ثمة بعض الأبحاث التي تخص هذه الناحية، لكنها ليست بالكثيرة.
أرسل تعليقك