أكد مسؤولون تنفيذيون في الشركات العاملة في مجال تشغيل الأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء، أهمية مشروع دولة الإمارات العربية المتحدة لاكتشاف كوكب المريخ الذي يعد المشروع الأول من نوعه في المنطقة.
وأضافوا أن إعلان نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إطلاق مسبار الأمل الذي يعد أول مسبار عربي وإسلامي بقيادة فريق عمل إماراتي إلى كوكب المريخ في حلول عام 2021 تزامنا مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، يعكس طموحات الدولة وتطلعاتها للريادة في مجال الأبحاث العلمية.
وأضاف يوسف حمد الشيباني، إن مشروع مسبار المريخ يعد تجربة ريادية تعزز المقوّمات التنافسية للإمارات ويضعها على الخارطة العالمية في قطاع الفضاء الذي يعد من أبرز روافد الاقتصاد العالمي. ويعكس إطلاق مشروع مثل مشروع مسبار المريخ الأسس المتينة التي تقوم عليها الدولة وتجعلها محورا رئيسيا في الاقتصاد العالمي من خلال بناء اقتصاد معرفي يرتكز على الابتكار والإبداع.
وأوضح أن المكانة المرموقة التي وصلت اليها الإمارات والمشاريع الطموحة التي تعمل على تنفيذها تنبعان من القيادة الحكيمة لرئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والرؤية الثاقبة لنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وأكد أن القيادة في دولة الإمارات دائما ما تفكر بالإنسان والبشرية جمعاء على كافة الصعد والمستويات عبر الاهتمام بتنمية وتطوير صناعات قائمة على العلوم والمعرفة والتي تلعب دورا حيويا في التغيير الاجتماعي والاقتصادي.
وأضاف الشيباني خلال الأعوام الـ50 الماضية، قطعت البشرية شوطا لا يستهان به في استكشاف الفضاء بشكل يعود بالفائدة على المجتمعات، مضيفا أن الإمارات اليوم ستنضم إلى الجهود الدولية لاكتشاف المريخ، لتكون عنصرا منافسا وفاعلا على خارطة صناعة الفضاء الإقليمية والعالمية.
ولفت الشيباني إن المشروع يساهم في دفع عجلة التنمية الوطنية الاقتصادية نحو الأمام وتنويع الاقتصاد ودعم النمو الاقتصادي بشكل عام، لافتا إلى أن الإمارات تواكب بقوة المستجدات العلمية كما أنها باتت أيضا مصدراً لها، وهو الأمر الذي يعد ثمرة توفير بيئة مواتية لتحفيز ثقافتي الابتكار والإبداع والإيمان بقدرات وكفاءة أبنائها وتعبيد الطريق لمستقبل زاهر ومستدام للجميع.
وأكد إن أهم ما يمّيز مشروع مسبار المريخ أنه بقيادة كفاءات وطنية مؤلفة من مهندسين وعلماء وباحثين إماراتيين يعتمدون على مهاراتهم وجهودهم في استكتشاف الفضاء ويهدف إلى بناء رأسمال بشري في مجال الفضاء، وستفضي جهودهم الى جمع معارف تعود بالنفع على البشرية بأسرها والمجتمع العلمي حول العالم.
وتعد مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" مؤسسة عامة تابعة لحكومة دبي تأسست في العام 2006 لتشجيع الابتكار العلمي والتقدم التقني في دبي والإمارات، فضلاً عن بناء قاعدة تنافسية لتعزيز الابتكار التقني وتطوير الموارد البشرية المواطنة والارتقاء بها إلى مستويات علمية رائدة.
وتقوم "إياست" بتنفيذ أبحاث رئيسية في مجال الفضاء الخارجي وتصنيع الأقمار الصناعية وتطوير النظم ذات الصلة وتوفير خدمات التصوير الفضائي وخدمات المحطة الأرضية والدعم للأقمار الصناعية الأخرى.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة الثريا للاتصالات، سامر حلاوي، دعم الشركة لجهود وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء لإطلاق أول مسبار عربي للمريخ، مشيرًا " نعتز بهذه المهمة التاريخية التي ستساهم في تقدم وبروز دولة الإمارات في قطاع الفضاء وتكنولوجيا الأقمار الصناعية".
وأضاف " نؤمن بأن دولة الإمارات مؤهلة تماما للريادة في هذا المجال، حيث لم تأت هذه الخطوة من فراغ، بل سبقها سجل حافل من الإنجازات في القطاع".
ولفت إلى أن الإمارات قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، بدءا بإنشاء شركة الثريا للاتصالات التي تقوم بتأمين الاتصالات الصوتية والبيانية المتنقلة عبر أكثر من 160 دولة، بالإضافة إلى شركة الياه سات للاتصالات الفضائية وخدمات نقل البيانات والبث التليفزيوني عبر الفضاء، ومنظومة الأقمار الصناعية دبي سات.
واكد أن الإمارات ستقوم خلال السنوات المقبلة بتنمية هذه القدرات العلمية والمعرفية الإماراتية في علوم استكشاف الفضاء الخارجي لتقدم إسهامات علمية جديدة للبشرية لتحتل مراكز عالمية متقدمة في مجال علوم الفضاء.
أرسل تعليقك