القاهرة -صوت الإمارات
كثر اللغط مؤخرا حول موضوع تجميد البويضات بعد إعلان كل من شركتي فيسبوك وآبل عن مساعدتهما وتكفلهما بالتكاليف الباهظة لهذه العملية لفائدة النسوة العاملات لديها.
وقد تشكل عملية تجميد البويضات حلاً مناسباً للنساء اللواتي يرغبن في تأخير الإنجاب، وخصوصاً اللواتي يرغبن في التفرغ في فترة شبابهن المبكرة للعمل، أو اللواتي يتعرفن على شريك حياتهن في فترة متقدمة من عمرهن.
فإلى أي حد يمكن الاعتماد على هذه الطريقة لتأخير الإنجاب؟ وما هي أسبابها ودوافعها؟ وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟
تشير إحصائيات دراسة قامت بها جامعة نيويورك أن حوالي 88 بالمئة من النساء اللواتي أقدمن على تجميد البويضات أرجعن السببإلى تأخرهن في التعرف على شريك حياتهن المناسب والزواج.
كما كشفت دراسة تم إنجازها في الولايات المتحدة سنة 2010 أن أكثر من نصف عمليات التخصيب الصناعي في الانبوب اعتمدت على بويضات تم تجميدها مسبقاً.
وبعد اجتياز عملية التجميد مرحلة التجريب والاختبار، أضحى بإمكان النساء الحصول على هذه الخدمة في مختبرات متفرقة في أرجاء العالم. لكن، يجدر بك أن تعرفي أكثر على تفاصيل هذه الطريقة قبل الإقدام عليها.
ما هو السن المناسب؟
لازالت آراء الخبراء متضاربة حول السن المناسب للإقدام على هذه العملية، فبينما يُعتقد أن السن المناسب لتجميد البويضات يتراوح بين 31 سنة و33 سنة، حسب دراسة أجريت في هذا الصدد، يقول خبراء آخرون أن نسبة نجاح هذه العملية تسجل نجاحاً مرتفعاً قبل بلوغ 31 سنة. وفي المقابل، تكشف إحصائيات المختبرات التي تشتغل في هذا المجال أن متوسط أعمار النساء اللواتي يطلبن هذه الخدمة لا يتعدى 30 سنة.
كم تكلف هذه الخدمة؟
وبخصوص تكاليف هذه الخدمة، فهي لازالت باهظة، حيث تعمد العديد من المستفيدات إلى الاستدانة للحصول على فرصة الحمل المتأخر من خلال هذا الإجراء. يتطلب تجميد البويضات ما بين 10 آلاف و15 ألف دولار أمريكي. وتتضمن تكاليف التجميد المعالجة الهرمونية ودورة الاستخراج إضافة إلى عام من التجميد.
وبعد مضي هذا العام، يتوجب على المرأة دفع ما بين 1000 و1200 دولار أمريكي لكل عام إضافي من الاحتفاظ بالبويضات في مخازن التجميد.
لذلك يشدد المختصون على ضرورة التأكد من السن المناسب قبل الإقدام على هذا الاستثمار الباهظ.
ويختلف عدد البويضات المجمدة بحسب النساء، إلا أن الأطباء ينصحون بتجميد ما بين 15 و20 بويضة، وهو العدد الذي يمكن استخراجه في دورة واحدة بالنسبة للنسوة اللواتي تقل أعمارهن عن 35 سنة، فيما يتطلب استخراج هذا العدد ما بين دورتين إلى ثلاث دورات إذا تجاوز سن المرأة 40 سنة.
مراحل تجميد البويضات
كما هو معلوم، فإن النساء يتوفرن على بويضات يفوق عددها المليون عند ولادتهن، ويأخذ هذا العدد في التناقص مع تقدمهن في العمر.
لذا يجب أولا مراجعة طبيب مختص يكشف على المرأة ويقوم ببعض التحاليل والكشوفات التي تمكنه من تقدير عدد البويضات المتبقية لديها وتقدير فرص النجاح التي تختلف من امرأة الى أخرى.
ثم تخضع المرأة لمعالجة هرمونية لتحفيز إنتاج البويضات، سواء عبر أدوية أو عبر حقن مواد هرمونية. خلال هذه المرحلة قد تحس المرأة بآلام في المبيض بسبب التحفيز، إلا أن هذه الحالات محدودة جدا "ما بين 1 و2 في المئة" ، وأغلبها تشفى دون حاجة إلى تطبيب.
وبعد مرور حوالي 14 يوماً من المعالجة الهرمونية، تخضع المرأة لعملية استخراج البويضات، حيث تستغرق مدة 30 دقيقة وتستلزم تخدير المرأة في اغلب الحالات. ويتم إدخال إبرة عبر الرحم لأخذ البويضات. لا يسجل هذا الإجراء اي مخاطر على صحة المرأة، الَا ان قد تشعر بعض النسوة بآلام محدودة لمدة تقل عن سبعة أيام.
بعد جمع البويضات، يتم تجميدها سواء بطريقة سريعة أو بطريقة بطيئة. ويظل التعقيد الذي يطرح نفسه في هذه المرحلة هو تشكل الجليد داخل البويضات بسبب السوائل التي تحتوي عليها، وهو ما يؤدي إلى تلف البويضات فيما بعد. ولتجاوز هذه المشكلة، تقوم المختبرات بإبدال الماء المتواجد في البويضات بسوائل كيميائية تعمل على الحد من تكون بلورات جليدية.
وفي الأخير، يتم الاحتفاظ بالبويضات في أبناك مخصصة لذلك أو في مركز للتخصيب في درجة حرارة أقل من الصفر، ولا تستخرج حتى تريد المرأة استعمالها. وحسب الخبراء، فإنه يمكن الاحتفاظ بالبويضات لمدة تقارب عشر سنوات إن تم تجميدها وتخزينها في ظروف جيدة.
ما مدى فعالية عملية تجميد البويضات؟
يعتقد الكثيرون أن استخدام البويضات بعد تجميدها يضمن الإنجاب فيما بعد، إلا أن الخبراء يؤكدون أن التجميد لا يضمن حدوث الحمل فيما بعد بصفة مؤكدة. فالاحتفاظ بالبويضات يؤمن لك فقط فرصة حدوث الحمل وليس ضمان حدوثه. وتشير الإحصائيات إلى أن احتمال الإنجاب من بويضة مجمدة يتراوح ما بين 2 و 12 في المئة فقط، وتتغير النسب بحسب السن الذي تم فيه تجميد البويضات كما السن الذي تستعمل فيه.
الجانب الأخلاقي
أخلاقياً، أثارت هذه الطريقة جدلاُ إعلامياً واسعاً. وينتقد المجتمع الغربي إقدام الفتيات الشابات على تجميد بويضاتهن لاستعمالها فيما بعد، لأنه وإن تم تجميد البويضة فالوضعية الصحية للمرأة في تراجع مستمر مع تقدم السن.
وعلى الصعيد العربي والإسلامي، فإن اللجوء الى تجميد البويضات لا يزال محدود جداً، نظراً لبعدها عن الأعراف السائدة. ويظل تطبيقها محفوفاً بمجموعة من الشروط حتى لا تدخل في خانة المحرمات...
أرسل تعليقك