القاهرة - صوت الامارات
إذا قررنا الارتباط في يوم من الأيام، أصبحت سعادة شريك حياتنا واحدة من الواجبات الكبرى التي يجب أن نقوم بها، فسعادة الآخر ليست منحة نعطيها له وقتما نريد ونأخذها وقتما لا نريد، بل هي واجب وفرض لكل من قرر أن يرتبط بشخص ليصبح شريكاً لحياته بأكملها.
حقاً إنها مشكلة كبيرة أن نعجز عن تحقيق السعادة لأحبائنا، والكثير من الناس لا يعبأ بهذا الأمر، وآخرون لا يحاولون البحث عن سبب تعاسة الشريك، الأمر الذي يؤثر سلباً على مستوى العلاقة خاصة إن كانت علاقة زوجية، فتضيع الحميمية ويذهب الحب والود، حتى نجد أمامنا طرفين كلاً منهما بعيداً عن الآخر.
كيف نضمن سعادة الشريك
السعادة ليست ضماناً، بقدر ما هي عدة محاولات من أجل إدخال الفرحة والبهجة على قلب من نحب، والأصل في مفهوم سعادة الغير يكمن في التضحية من أجله، والتنازل أحياناً لكي تسير الحياة بأمان وسلام. وبالتالي فالمسؤولية عن سعادة الشريك ليست بالأمر الهين، فربما يصبح الشريك في يوم ما ضحية لأنانيتنا، ورغبتنا في أن نأخذ فقط دون عطاء.
ترى .. هل يمكن أن نشعر بالسعادة ونحن سبباً في تعاسة غيرنا؟، فمن منا في هذا الكون يملك سلطة إحزان الآخرين وإيلامهم؟؟!! السعادة كالكرة والآن .. دعيني أخبرك أن سعادة الشريك هي بمثابة كرة بيديكِ، تستطيعي القائها في المكان الذي تريدين، فقط إذا قررتِ أن تكون سعادته مسؤليتك، أما إذا سقطت منكِ الكرة أرضاً، فاعلمي أن حياتك الزوجية في خطر.
وفي الحقيقة أن أفضل أنواع العلاقات، هي العلاقات التي يشعر فيها الشريك بالمسؤولية، ومراعاة حقوق الآخر، وأن يكون هو القادر والمتحكم الأول في نسبة السعادة التي يعطيها للطرف الآخر.
ولنعلم أن منح السعادة للآخرين عملية تدريبية إذا كانت ليست سمة من سمات شخصياتنا، فلتدربي نفسك عزيزتي على كيفية إسعاد الشريك، واعطائه أوقات جميلة لا ينساها مهما طال الوقت والزمان.
وأخيراً .. فالسعادة كالهواء الذي تننفسه .. إن لم نحصل عليه سنموت.
أرسل تعليقك