تبادلت قيادات نسائية وجهات النظر والآراء خلال مشاركتهن في حلقة نقاش حول "المرأة والصناعة"، جاءت خاتمة لسلسلة حصرية من فعاليات "أديبك 2014" ومبادراته المخصصة للسيدات في قطاع الطاقة، والتي عقدت تحت رعاية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي بدولة الإمارات. واستضافت حلقة النقاش الختامية إلى جانب الشيخة لبنى، عدداً من القيادات النسائية يمثلن كبرى الشركات العاملة في مجال الطاقة مثل توتال وأوكسيدينتيال وإكسون موبيل، في لقاءات مباشرة ألقت الضوء على مسيرة نجاحهن المهنية.
وأبرز الحوار الذي دار في جلسة نقاش "المرأة والصناعة" الدور المتغير للمرأة في قطاع النفط والغاز على مدى الثلاثين عاماً الماضية، التي بدأت مع انطلاقة الدورة الأولى من "معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول" (أديبك)، الذي بات الآن واحداً من أكبر فعاليات الطاقة في العالم.
وأبرزت جلسة النقاش وجهات نظر المتحدثات اللواتي استعرضن الأدوار المتغيرة للمرأة في الوقت الحاضر وفي العقود الثلاثة المقبلة، وصولاً إلى ما قد يبدو عليه المشهد المستقبلي للمرأة في القطاع في العام 2044.
وأشارت الشيخة لبنى القاسمي، وهي أول امرأة تُعيّن في منصب وزير بدولة الإمارات، إلى أن التحديات التي باتت تواجه المرأة اليوم تطورت واختلفت عما كانت عليه قبل ثلاثين عاماً.
وقالت: "كان التحدي الأكبر منذ ثلاثة عقود هو دخول المرأة للعمل في قطاع الطاقة، أما الآن فلم يعد ذلك يشكل صعوبة كبيرة، إذ يمكنها الآن أن تنطلق بمسيرتها المهنية في مجال الهندسة، لا سيما وأن معظم الشركات باتت تقدّر المهارات القيَمة التي يمكن أن تضيفها المرأة في مجال العمل. وبالرغم من ذلك، نرى أن تحدياً جديداً برز اليوم لدى المرأة العاملة في قطاع الطاقة، ألا وهو إمكانية توليها مناصب قيادية في الشركة التي تعمل بها".
وأضافت: "رأينا جميعاً الأرقام والدراسات التي أشارت إلى العدد المنخفض من النساء اللاتي يتوليْن مناصب قيادية في الشركات التي يعملن بها، لذا علينا أن نفكر الآن بالطريقة التي تتيح للشركات فتح أبواب التطور المهني لموظفيها من النساء، لأن ذلك بات يشكل التحدي الرئيسي في الوقت الحالي خلافاً لما كن يواجهنه في الماضي".
و أكدت الشيخة القاسمي أن البرامج الدراسية في الوقت الراهن "متطورة بما يكفي لتزويد النساء الساعيات للارتقاء بمسيرتهن المهنية في قطاع الطاقة بالمهارات المطلوبة، إلا أن ذلك يتطلب بذل الجهود لزرع بذور الطموح والتفوق لدى المرأة في سن مبكرة، لكي تعلم أن العمل في مجال الطاقة هو خيار متاح لها، الأمر الذي يشكل عاملاً رئيسياً لتطوير قوة العمل النسوية في قطاع النفط والغاز وتعزيزها".
وبحثت دراسة حديثة أجرتها شركة "برايس ووترهاوس كوبرز"، في أكبر 100 شركة للنفط والغاز مدرجة في العالم، ووجدت أن ما تحتله النساء من مقاعد مجالس الإدارة في تلك الشركات هو 11 بالمائة فقط.
وقد أكدت نتائج هذه الدراسة على الحاجة الملحة لوضع سياسات مؤسسية تدعم تطور المسيرة المهنية للمرأة بشكل خاص، إضافة إلى العوامل الأخرى التي تشمل كل الموظفين وتلعب دورها في تعزيز التطور الوظيفي للجميع.
وأشارت ڤيكي هولب، رئيسة "أوكسيدينتيال" للنفط والغاز في الأمريكيتين، إلى أن الطاقة الإيجابية هي المفتاح الرئيسي لصعود سلم النجاح والتطور في المسيرة المهنية.
وقالت موجهة كلامها للنساء العاملات في مجال الطاقة: "حاولن دائماً أن تفكرْن بطريقة إيجابية، وأن تتجنبن التذمر، وإذا ما صادفتكن بعض الإزعاجات عبرن عنها تعبيراً بنّاء"، مضيفة : "تتحلى بعض الشخصيات بالقدرة على نشر الطاقة الإيجابية إلى كل ما هو حولها، لذا أنصحكن جميعاً بأن تسألن أنفسكن: هل يرغب أحد بالعمل معي؟ إذا كان الجواب، لا، فهذا يعني أن عليكن تغيير الأسلوب الذي تعملن به. ولا أظن أنه من الصواب أن تعملن معتبرات أنفسكن حالة خاصة. فقط حاولن أن تكُن إيجابيات مفعمات بالحماس وتطلّعْن دائماً إلى الأمام، هذا تماماً ما يحتاجه كل الموظفين لتحقيق النجاح".
من جهتها، أكدت كاثي بيبر، نائب الرئيس لدى "إكسون موبيل برودكشن" في الشرق الأوسط وروسيا، أن باب الوصول إلى مناصب قيادية في قطاع النفط والغاز بات أكثر اتساعاً أمام المرأة إذا ما قارناه بالعقود الثلاثة الماضية.
وقالت: "يعترف المسؤولون في الشركات الآن بالقيمة الإضافية التي تقدمها المرأة لسير الأعمال، خصوصاً وأنهم يعلمون أن الخريجات الجامعيات المؤهلات يقدّمن نتائج أفضل ويعملن بجد أكبر، ومع تنامي الطلب على المواهب الخلاقة في بيئات العمل ضمن قطاع النفط والغاز باتوا متأكدين أنهم بحاجة إلى توظيف مزيد من النساء ضمن قطاع الطاقة.
أرسل تعليقك