بيروت - غنوة دريان
جيهان أنور السادات أثنى البعض عليها كرائدة في مجالات حقوق المرأة في العالم العربي, وإستكر البعض مواقفها باعتبارها هادمة للعائلات, ووجهت إليها إتهامات بأنها مجرد ناطقة بلسان زوجها الرئيس الراحل أنور السادات وذات تأثير زائد عن اللازم عليه في السراء والضراء, شخصية تتعارض حولها الاحكام بسبب أفكارها ونشاطاتها لمصلحة المرأة والأسرة في المقام الأول, بعد إغتيال زوجها كان عليها الوقوف على قدميها ورغم أنها كانت تستطيع البقاء في مصر لقضاء بقية حياتها إلى جانب عائلتها ولكنها سعت إلى تحقيق هوية إلى نفسها فإنتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية وأتمت رسالة الدكتوراة وشرعت في التدريس والقاء المحاضرات.
عرفت بشخصيتها الجذابة وحضورها الآثر ووقوفها إلى جانب زوجها في الأوقات العصيبة مع أنها كانت تصرح في العديد من المناسبات بأنه لم يكن يشركها في أي قرار من قراراته السياسية وكانت جيهان السادات القوة الدافعة وراء إصدار مرسوم عام 1979 الذي أطلق عليه " قانون جيهان" وكان يلزم الزوج بإبلاغ الزوجة قبل تسجيل الطلاق وأعطت الزوجة الحق في تحريك دعوى للمطالبة بالنفقة وتم إطالة فترة حضانة الطفل مع الأم كما أعطى القانون للزوجة بالإحتفاظ بمنزل الزوجية .
وقبل زواجها من أنور السادات وهي في السادسة عشرة من عمرها كانت ترى في نفسها زعيمة, كانت مثلاً زعيمة على الأطفال في أسرتها وكانت تشعر دائماً بأن حياتها ستكون خاصة ولن تكون عادية مثل الأخرين, ومنذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها تأثرت بموجة الوطنية التي اجتاحت مصر وبالرغم من أن والدتها كانت تنتمي إلى الجنسية الانكليزية إلا أنها كانت تتمنى زوال الإحتلال الانكليزي من مصر .
منذ طفولتها وهي مغرمة بقراءة التاريخ والشعر والروايات أصبح أنور السادات فارس أحلامها قبل أن تتعرف عليه بعد أن كانت تسمع عن أخباره من حسن عزت أحد أقاربها, وما كان يحصل مع السادات من أحداث تشبه الأفلام الروائية فأحبته قبل أن تراه, وتحقق حلمها وتزوجت من أنور السادات وأصبحت سيدة مصر الأولى وهو اللقب التي تحصل عليه أول زوجة رئيس للجمهورية بعد ثورة 1952 وكانت أول سيدة مصرية تخرج إلى العمل العام, وكان لها مبادرات إجتماعية ومشاريع إنمائية عديدة, حيث أسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من أهم المشجعات لتعليم المرأة .
لا تزال جيهان السادات حتى الآن محط أنظار وسائل الإعلام وهي غالبًا ما تظهر في البرامج التلفزيونية في السادس من أكتوبر من كل عام وهي ذكرى إنتصار العرب على العدو الصهيوني والذي يصادف في نفس اليوم ذكرى إغتيال زوجها أنور السادات.
أرسل تعليقك