الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية

عمان ـ وكالات

تعترف الأربعينية أم صلاح أن كثرة الدلال أفسدت ابنتها، إذ أصبحت تعتمد على دلالها في كل شيء، "صارت ابنتي اتكالية، وأخشى أن لا تنجح في حياتها الزوجية والمستقبلية، فهي لا تتقن أبسط أبجديات أعمال المنزل". وتضيف، "تعتمد ابنتي، وهي فتاة جامعية، على عاملة المنزل في تجهيز ملابسها، وتنتظر ما تطبخه لها. بكل أسف أقول نحن نربي أبناءنا على الاعتماد علينا، وعلى الآخرين في كل شيء، ولذلك ينشأ جيل لا يعرف كيف يخدم نفسه". وتؤكد أم صلاح أن المسؤولية وتحملها يحتاجان إلى تربية، وتعويد منذ الصغر. فقد رأت النتائج الإيجابية التي حصدتها شقيقتها الكبرى في تربية أبنائها الصحيحة، وانعكاسها على شخصياتهم المستقلة، فكل منهم لديه اهتمامات ومسؤوليات متعددة تشغله. لا شك أن الدلال الزائد للطفل، بزيادة جرعات الاهتمام المفرط، والرعاية الزائدة عن الحد المعقول، والامتثال لجميع طلبات ورغبات الطفل، مهما كانت صعوبتها، وفي أي وقت كان، كل ذلك يولد لديه الكثير من الخصال السيئة والضارة، كالاعتماد على الأبوين في كل شيء، وفي ذلك إضعاف لجانب تحمل الطفل لمسؤوليته، لأن جميع طلباته مجابة. لذا فإن تجاهل زرع الثقة والشعور بالمسؤولية في نفوس أبنائنا في بداية حياتهم، قد يوجد شبابا يعتمدون على الآخرين في أبسط احتياجاتهم، وهنا تتطلب الضرورة تعويدهم وهم في مقتبل العمر، على المشاركة في إدارة شؤونهم، وشؤون أسرهم، ليقوى لديهم الشعور بالانتماء الذي يجعلهم يميلون نحو العمل والإنتاجية. في هذا الشأن يعبر جابر عطيات (46 عاما) عن رأيه فيقول"يجب تعويد الأبناء منذ الصغر على تحمل المسؤولية قبل كل شيء، وهنا الوسطية مطلوبة، بمعنى أن لا نحملهم فوق طاقتهم، وأن لا ندللهم بطريقة تجعلهم جيلا ضعيفا لا يهتم، ولا يحس بما يجري من حولهم". ويضيف، "نحن نوفر لأبنائنا كل شيء، الهاتف النقال واللاب توب، وكل جديد، وفي المقابل إذا غابت الأم عن المنزل لا تبالي الفتاة، ولا تتحرك لعمل أي شيء، مهما كانت الفوضى من حولها. ولا يفكر الابن في التطوع لشراء حاجيات المنزل. لذا فإن تربية الأطفال على تحمل المسؤولية هي التي تجعلهم أكثر فهما لظروف الحياة". يروي نائل عواد (38 عاما) تفاصيل خطئه وخطأ زوجته الفادح مع ابنهما، ويقول، "اعتدت وزوجتي على تلبية كل ما يطلبه ابننا الوحيد، على الرغم من أن دخلنا المادي في حدود المتوسط، حتى لا يشعر في يوم من الأيام أنه أقل من غيره". ويضيف نائل بمرارة "وكانت النتيجة أننا اليوم نجني ما اقترفناه في حق تربية ابننا الوحيد، إذ أصبحنا مجبرين على تلبية مطالبه، حتى لا يقاطعنا، ويمكث طوال الوقت في غرفته، أو برفقة أصدقائه، أو يتذمر من كل شيء حوله". يبين الاختصاصي النفسي، د. خليل أبو زناد "يفرط الأهل أحيانا في تدليل أبنائهم، وهذا الدلال نابع من حبهم له، أو بسبب انتظارهم طويلا لمجيئه، فهذا ما يدفعهم إلى تلبية كل طلباته على الفور، والحال أن هذا يضره كثيرا، لأنه لا يطور استقلاليته وإحساسه بالمسؤولية، ولا يبني عنده التعاطف مع الناس، وفهم مشاعر الآخرين". ويضيف "الدلال الزائد يوفر الهدوء للأهل، والسعادة الوقتية للطفل، ولكنه يؤذي الطفل والأهل على المدى البعيد، إذ يصبح هذا الطفل مع الوقت وحيدا ويشعر الأهل أنه غير سعيد من الناحية الاجتماعية، إذ يبتعد عنه أصحابه، وفي المستقبل سيصعب عليه التأقلم مع مطالب حياة العمل، ويتعذر عليه أن يبني العلاقات الاجتماعية الناجحة، القائمة أساسا على الاحترام المتبادل". وتبين الاختصاصية الأسرية والإرشاد التربوي، سناء أبو ليل، أن الدلال الزائد للأطفال من قبل الآباء يمثل إحدى المشكلات التي تواجه الأسر، لأن الدلال يجعل من الطفل شخصا غير مسؤول، يعتمد على غيره في تلبية مطالبه، فينزعج الأهل منه في الأخير، علما أن الدلال الزائد لا يختلف في آثاره السلبية عن القسوة الزائدة". وتضيف سناء "التدليل الزائد يفسد الطفل، حيث تسيطر عليه الأنانية وحب السيطرة على إخوته، ويظهر العنف في تصرفاته مع الآخرين، لإحساسه بالتميز عنهم، فضلا عن أنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه، أو مواجهة متاعب الحياة ومصاعبها، فنراه ينسحب منها في الحال، وتتفاقم هذه الحالة مع الوقت لتؤثر عليه عندما يصبح زوجا وأبا وقدوة لأبنائه". وتنصح أبو ليل الأهل بألا يبالغوا في حماية أطفالهم وتدليلهم، لكنها توضح أنه مثلما الدلال مضر فالإهمال مضر أيضا، ولذلك على الآباء أن يعوا أنه عندما يمنعون عن طفلهم بعض حاجياته، فليس معنى ذلك حرمانه، بل تنشئته تنشئة صحيحة، حتى يخرج الطفل للمجتمع قادرا على مواجهة الحياة". وتقول في النهاية "الأصل في التربية الناجحة الاعتدال في كل شيء، لأن لعملية التنشئة الاجتماعية التي يمر بها الطفل حتى يصبح شابا يافعا، دورا في عملية البناء النفسي والذهني، وفي تحمل المسؤولية أمام الآخرين، مع إعطاء الحرية المسؤولة حقها في تربية الطفل، حتى يستطيع أن يصنع قراره بكامل الوعي والمسؤولية دون اللجوء إلى الآخرين".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية الإفراط في دلال الأطفال يعلّمهم الفوضى والاتكالية



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates