اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بحملة " أمة تقرأ " التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بهدف توفير خمسة ملايين كتاب للطلاب المحتاجين في مخيمات اللاجئين وحول العالم .. إضافة إلى مكانة الإنسان في دولة الإمارات.. مشيرة إلى أن الدولة تعد نموذجا فريدا في تعزيز قيم التسامح والانفتاح على الآخر والوسطية والتعايش المشترك حيث ينعم أبناء أكثر من / 200 / جنسية بالحياة الكريمة والمساواة والاحترام على أرضها الطيبة .. وغدت الإمارات بفضل الرؤى الاستثنائية لقيادتها الرشيدة عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب وتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة.
كما تناولت افتتاحيات الصحف الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق مدينة القدس من خلال عملية التهويد المتواصلة بهدف إلغاء هويتها العربية وتزوير تاريخها الإسلامي - المسيحي .. مشيرة إلى احتفال الصهاينة عند أسوارها الملاصقة لحائط البراق في انتهاك واضح لقداستها.
وتحت عنوان " أمة تقرأ لتعلو" قالت صحيفة " البيان " .. إن شهر الصيام يطل علينا مع مبادرة غير مسبوقة إنها " غذاء العقل " من خلال حملة " أمة تقرأ " التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي قال عنها سموه .. " أن دولة الإمارات في كل رمضان هي محط أنظار الملايين لأنها توقد شمعة تضيء بها دروبهم وتبني بها مستقبلهم ورمضان هذا العام ستنتقل فيه دولة الإمارات من إطعام الجائع وسقيا الماء إلى سقيا العقول وتغذية الأرواح ".
ووصفت الصحيفة حملة " أمة تقرأ " بأنها رسالة تسامح ومحبة من قادة دولة الإمارات وشعبها المعطاء للإنسانية كلها .. متسائلة هل هناك أفضل من الكتاب ومن أول أمر من الله سبحانه وتعالى " اقرأ " إنها رسالة العلم التي قال عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد "العلم من الدين والمعرفة سبيل للحضارة والكتاب نور وهدى وطريق لعمارة المستقبل" .
ونوهت بأن عبقرية هذه الحملة أنها تستهدف إلى جانب المسلمين في كل أنحاء العالم الأطفال والطلاب في مخيمات اللاجئين هؤلاء الذين يحلمون بالطعام والكساء فيأتيهم من دولة الإمارات ومعه الكتاب الذي يعد بالنسبة لهم رفاهية وحلما في مأساتهم المعيشية .
أما صحيفة " الوطن " فكتبت في افتتاحيتها تحت عنوان " بالإنسانية نأتيكم " .. أن شهر الخير لا يعني الصيام عن الطعام فقط بل يعني الإحساس بالآخر وسمو القيم الإنسانية وترفعها وهذا هو حال وطننا وشعبنا الأصيل طوال الزمن وفي كل وقت على مدار العام فلا نتوانى عن نصرة الحق مهما بلغت التضحيات ولنا في ساحات الوغى أبطال سطروا أروع صفحات التاريخ وكتبوا بدمائهم الطاهرة ملاحم الشرف والبطولة وفي مواجهة التحديات نحن أصحاب الباع الطويل وبات قهر كل تحد من سماتنا وخصالنا وفي التواصل الإنساني مع شعوب الأرض بتنا منارة ومقصدا منطلقين من الإيمان .
وقالت إن " وطننا تقترن الإنسانية باسمه منذ أن جعلها مؤسس الدولة ومرسي دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه صفة أصيلة نعلي قيمها وننطلق من معانيها وتكون أساسا ثابتا في تعاملنا فبات الوطن منارة وواحة للتآلف والتراحم تعلي شأن الإنسان وتحفظ كرامته بغض النظر عن دين أو جنس أو لون أو عرق وما وجود أكثر من / 220 / جنسية على هذه الأرض المباركة إلا دليل على قدسية المشاعر ومكانة الإنسان فيها ".
واستطردت أن " إنسانية يدعو إليها الشهر الكريم من نجدة ومساعدة المحتاج والتخفيف من مآسي المكلومين هي التي تقوم عليها الإمارات مع جميع شعوب الأرض وطوال أيام السنة فحيث يوجد محتاج تسابق الإمارات الزمن لتقدم النجدة والإغاثة فتمسح الدموع وتزرع البسمة والأمل وتقوي المشاعر بأن للإنسانية أعمدتها الراسخة وأسسها الصلبة التي لا تضعف ".
**********----------********** وأكدت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أننا " بتنا بنهجنا الخالد وقيادتنا الرشيدة عاصمة للإنسانية في كل مكان وباتت لهفتنا لدعم الإنسان تسابق الزمن دون أي مقابل ولا حتى ولو مجرد كلمة شكر لإيماننا الثابت أن ما نقوم به هو جوهر ديننا وما يمليه علينا ضميرنا وقيمنا وعاداتنا التي تعكس الأصالة والوجدان الراسخ في نفوسنا تواضعا ومحبة ورحمة نريدها أن تعم على الجميع ".
وفي موضوع آخر تحت عنوان " القدس .. يوم أسود آخر" .. قالت صحيفة " الخليج " إن مدينة القدس كانت يوم أمس الأول مدينة أخرى هي غير المدينة التي نعرفها .. نعرف أنها محتلة منذ / 49 / عاما ونعرف أنها تتعرض لعملية تهويد متواصلة بهدف إلغاء هويتها العربية وتزوير تاريخها الإسلامي - المسيحي وطمس المسحة الرسولية من على حجارتها وأزقتها وساحاتها المضمخة بدم الشهداء والمتوهجة برسالة الأنبياء..
وأضافت أننا نعرف أن أهلها لم يبخلوا في الذود عنها وحماية مقدساتها وما زالوا كالطود الشامخ في ساحة النزال يواجهون آلة الاحتلال وبطشه ومخططاته .. لكن المدينة المقدسة عاشت يوم الأحد الماضي يوما حالك السواد ليس ككل الأيام بكت فيه حالها وسالت دموعها ألما وغصة على هجرانها من أقرب الناس إليها الذين من المفترض أن حبل صرتهم معلق فيها وإيمانهم مرتبط بما تمثله من قداسة وتركها فريسة لآلاف الرعاع من قطعان المستوطنين ينتهكون قداستها ويعبرون شوارعها وأزقتها الممهورة ببصمات الأنبياء والقديسين ويحتفلون ويرقصون في الساحات المباركة الملاصقة للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين في الذكرى الـ/ 49 / لسقوط المدينة بين براثن أعداء الله والدين ويجولون حول حائط البراق وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية ويرددون شعارات إستفزازية ويتوعدون بهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم مكانه .
ونبهت الصحيفة إلى أن هذه المسيرات اليهودية في مدينة القدس والتي تمت تحت حماية أكثر من ألف شرطي وجندي ومشاركة مسؤولين صهاينة فيها لم تكن تحديا للفلسطينيين فقط بل تشكل تحديا بالدرجة الأولى لكل العرب والمسلمين الذين تخلوا عن قضيتهم وتركوا مقدساتهم نهبا لشذاذ الآفاق وحولوها إلى بضاعة رخيصة تخضع للمساومة والصفقات السياسية في لعبة الكبار .
وقالت في ختام افتتاحيتها إنه من شاهد الصهاينة وهم يحتفلون يوم أمس الأول عند أسوار القدس الملاصقة لحائط البراق ــ الذي يسمونه حائط المبكى ــ بكى حرقة وألما على هذا المصير الذي حل بالمدينة كما بكى على حال أمة تحولت إلى أمم تنهش لحم بعضها وتتفرج على مقدسات تهوي تحت سنابك خيل الأعداء وتشحذ سكاكينها لذبح بعضها وتستل سيوفها من أغمادها التي انتظرتها فلسطين طويلا لكن في كل الاتجاهات إلا فلسطين لأن البوصلة أصيبت بعطب والاتجاهات لم تعد في جغرافيا العرب هي الاتجاهات الحقيقية إذ اختلط عليهم الغسق والشفق والشروق والغروب .. مثل التاريخ الذي يتم إخراج أسوأ ما فيه لإعادة إنتاجه أنهارا من الدم والحقد ".
أرسل تعليقك