ركزت صحف الإمارات في افتتاحياتها الصادرة صباح اليوم على البيان الختامي لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام أعمال قمتهم الـ /37/ بالمنامة أمس والذي عبر عن وحدة المصير والروح الإيجابية التي تسود دول الخليج وتناول مختلف القضايا بما في ذلك القضايا السياسية والتنموية وما يخص هذه المنطقة والإقليم.
كما ألقت الصحف الضوء على حديث وزير الخارجية الأمريكية جون كيري لأول مرة واتهامه إسرائيل بأنها تشكل عقبة على طريق السلام جراء عمليات الاستيطان الواسعة التي تقوم بها في الأرض الفلسطينية.
فتحت عنوان "موقف خليجي حازم" .. قالت صحيفة "البيان" إن إعلان الصخير الصادر عن قادة الخليج العربي إثر قمتهم في البحرين جاء قويا ومعبرا عن تطلعات أبناء منطقة الخليج والعالم العربي في تمتين أواصر العلاقات وزيادة التعاون المشترك في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية .
وبينت أن هذا البيان حمل تعبيرا واضحا ورسالة إلى إيران حتى تتوقف عن التدخلات في المنطقة وفي دولها ومطالبتها بالتوقف عن كل محاولاتها تصدير الفوضى إلى العالم العربي إضافة إلى مراعاة حسن الجوار وتاريخ المنطقة وإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث من أجل تثبيت حالة الأمن والاستقرار والتوقف عن مس موسم الحج ومحاولات تسييسه وهذه رسالة خليجية محددة الأهداف سبق أن سمعتها إيران ويأتي توقيتها حاليا في توقيت حساس تواجه المنطقة فيه تحديات عدة يتم الرد عليها بهذه الروح الخليجية الموحدة .
ونوهت بأن إعلان الصخير الذي تناول مختلف القضايا بما في ذلك القضايا السياسية والتنموية وما يخص هذه المنطقة والإقليم إعلان يؤشر على عزم دول الخليج العربي الاستمرار بسياساتها التي تقوم على التوحد ومواجهة التحديات وليس أدل على ذلك من تكليف المجلس الوزاري بمتابعة ما طرحه خادم الحرمين الشريفين من الانتقال من التعاون إلى الاتحاد إضافة إلى إقرار القادة في القمة نفسها قرار إنشاء شرطة خليجية مقرها أبوظبي وإنشاء قوة بحرية في سياقات حماية أمن الخليج العربي والمنطقة.
وأكدت أن قرارات القادة مع اعلان الصخير عبرت عن وحدة المصير وعن هذه الروح الإيجابية التي تسود دول الخليج العربي وتجعلنا دوما نشعر بقوة وأمل متطلعين إلى مستقبل عظيم لهذه المنطقة .
من جانبها قالت صحيفة "الوطن" في إفتتاحيتها بعنوان "قمة المصير المشترك" إن قمة مجلس التعاون الخليجي الـ37 أنهت دورتها العادية في ظروف استثنائية حيث أكدت الثوابت الخليجية التي تنتهجها دول التعاون ومواقفها من كافة القضايا كما أنها تكتسب أهمية مضاعفة من كونها تعقد في ظروف استثنائية فالمنطقة تشتعل بالكثير من الأزمات التي تجنبتها دول التعاون وحصنت شعوبها من أي تأثيرات بفعل حكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربي وتنسيقهم الذي بلغ درجة الوحدة في مواجهة الاستحقاقات على كافة الصعد وهو ما كان له أبلغ الأثر في مواصلة نعمة الأمن والأمان ومواصلة مسيرة الازدهار والتنمية المستدامة .
ولفتت إلى أن القمة السنوية كانت تأكيدا لتعزيز التكاتف والوحدة وأعلى درجات التعاون والتكامل كما أتت لتبين أهمية الالتزام بالقانون الدولي الناظم للعلاقات بين الدول وذلك ردا على سياسات إيران العدائية القائمة على التدخلات ومحاولات الهيمنة وتكرار استنساخ التجارب المريرة التي تعاني منها عدة دول .
وأضافت أن القمة كانت أيضا فرصة تؤكد فيها دول مجلس التعاون وحدة المسار والمصير وأنها تتعامل مع كافة القضايا من منطلق سياسة البيت الواحد الذي يقوم على جميع أركانه ويقوى بتدعيمها فالعالم برمته يواجه نفس التحديات وخاصة داء الإرهاب المستشري لكن وحدها تجربة مجلس التعاون بينت نجاعتها وقدرتها على قهر كافة التحديات مهما كبرت فالتجربة الحضارية الرائعة التي تجلت بمجلس التعاون بينت خلال عقود طويلة القدرة المطلقة على التعامل الناجح ومواصلة الإبحار نحو غد الأجيال المشرق ورفعة شعوبها مهما كانت الأمواج مرتفعة .
ونوهت بأن الشأن العربي كان حاضرا بقوة في مباحثات القادة حيث أن دول الخليج العربي هي أساس الاستقرار والضمانة الأولى للأمن القومي العربي ومن هنا فالعمل على إنجاز حلول سياسية للدول التي تعاني من كوارث ويدفع الملايين من شعوبها الويلات جراء ما يحدث كان شأنا رئيسيا وهي موضع بحث وحراك دائم خلال القمم العادية وخارجها بغية الوصول إلى مخارج من دوامة الموت التي تعاني منها وخاصة سوريا التي تقترب من دخول عامها السابع وهي تغرق في دوامة الحرب التي دفع إليها النظام والمليشيات وروسيا وإيران كذلك اليمن الذي كان لمواقف التحالف العربي أبلغ الأثر في منع سقوطه حيث كتبت التضحيات الطاهرة أروع الانتصارات وسطرت ملاحم العز فداء للحق والواجب .. كما كانت القضية الفلسطينية الحاضرة دائما والتي تؤكد فيها دول التعاون الحق الثابت للشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وعاصمتها القدس .
ونوهت بأن المواقف العالمية من دول التعاون والمسارعة للتعاون والتحالف مع دوله تعتبر خير دليل على أهمية العمل العربي الخليجي وكان تأكيد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عبر حضورها ومشاركتها لدول التعاون في مواقفها خير مثال على متانة وأهمية الاجتماعات والتنسيق الخليجي إن على مستوى المنطقة والإقليم أو المستوى العالمي وأكدت أن استقرار منطقة الخليج استقرار للعالم بأكمله .
وفي موضوع آخر بعنوان "دولة فلسطينية .. أين؟" .. قالت صحيفة "الخليج" إن حديث وزير الخارجية الأمريكية جون كيري عندما خرج عن صمته لأول مرة واتهم إسرائيل بأنها تشكل عقبة على طريق السلام جراء عمليات الاستيطان الواسعة التي تقوم بها في الأرض الفلسطينية يدل في واقع الأمر على اعترافه بأن إدارة باراك أوباما فشلت في تحقيق وعدها بتحقيق تسوية على أساس قيام دولتين لكنه لم يتجرأ على القول بأن دولته العظمى فشلت في حمل إسرائيل على القيام بمتوجبات التسوية وهو فشل يؤكد استسلام الولايات المتحدة للسياسات الإسرائيلية ورضوخها لسطوة اللوبيات الصهيونية واليهودية .
ومضت تقول "هذا يعني أن إسرائيل سوف تمضي قدما في الاستيلاء على مزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها وهو ما تقوم به الأحزاب الصهيونية وحكومة بنيامين نتنياهو والكنيست حاليا في تشريع ما يسمى الاستيطان العشوائي إضافة إلى إقرار بناء الآف الوحدات السكنية اليهودية في القدس وجوارها إضافة إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلة" .
وأكدت أن كلام كيري لا يقدم ولا يؤخر لكنه مجرد دليل على ما تقوم به إسرائيل وإدانة لدور أمريكي مشبوه ساعد تل أبيب على مدى أكثر من عشرين عاما على استكمال مخططات التهويد .. في المقابل بدأ من مؤتمر حركة فتح الأخير وكلام الرئيس محمود عباس الذي قيل فيه أن الحركة لم تحسم موقفها من مسألة مواجهة المخططات الصهيونية بمخطط نضالي مضاد يستنهض الشعب الفلسطيني بل كان واضحا أن التوجه الغالب هو تفضيل المضي في النهج السياسي والمفاوضات هي أحد أدواته .
وقالت "الخليج" في ختام إفتتاحيتها إن هناك مأزقا فلسطينيا فعليا يتمثل في أن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية ولن تترك في الأساس أرضا لقيام هذه الدولة فيما تصر السلطة الفلسطينية على القول بقيام الدولة عبر المفاوضات لكن كيف؟.
أرسل تعليقك