القاهرة - صوت الامارات
بعد مرور ١٦٠ سنة على إفتتاح متجر بوشرون Boucheron بين أروقة القصر الملكي في عام ١٨٥٨، لا يزال إسم فريديريك بوشرون حتى الآن مرتبطاً بساحة فاندوم، حيث كان أول صائغ يستقر هناك في عام ١٨٩٣. وقد ساهمت الدار بتحويل الساحة الى مركز للإبداع الباريسي وجعلتها شاهداً على مهارة مؤسسها.
بدلأً من تصوير المجوهرات كأصفاد تخنق من ترتدينها، حرّر فريديريك بوشرون صناعة المجوهرات والمرأة دون التقيد بأيديولوجية معينة. وقد تجلّت هذه الفلسفة منذ عقد "علامة الإستفهام" الذي تم إصداره في عام ١٨٧٩ والذي طرح للمرة الأولى تصميما غير متماثل وبدون نظام إغلاق، إلى عقد "معطف الضوء" في عام ٢٠١٦.
عبر تاريخها العريق، طاردت دار بوشرون حلمها في رفع مستوى المجوهرات الفاخرة لتخليد جمال الطبيعة وحيويتها، فرأت تلك الرؤية النور مع مجموعة "ناتور تريامفونت Nature Triomphante" أي "إنتصار الطبيعة" والتي كشف عنها مؤخراً في باريس. وقد إجتمعت في هذه المجموعة التقنيات العلمية الحديثة والخبرة المتوارثة في مشاغل الدار لتدفع بصناعة المجوهرات الفاخرة الى عصرٍ جديدٍ من الإبداع. تعد مجموعة "إنتصار الطبيعة" تكريماً: لجمال الطبيعة أولاً، والتي إتخذت دار بوشرون من تنوعها وجمالها المثالي وثرائها الرمزي مصدر إلهامٍ ينضب لإبداعاتها. ولروح الإبداع لمؤسس الدار ثانياً، والذي لم يتوانى مطلقاً عن تحدي قواعد الصناعة وإحداث الدهشة بجرأته.
وقد ضمت هذه المجموعة ثلاث تشكيلات وهي "بوشرون ناتوراليست"، و"بوشرون سورياليست"، و"بوشرون ألشيميت". وقد تضمّنت الأخيرة تسعة طرازاتٍ فريدةٍ من الخواتم على شكل أزهار مصنوعة من بتلات حقيقية تم حفظها بواسطة تقنيات حديثة. وبهذا تمنح دار بوشرون الخلود للطبيعة نفسها، حيث تجمع ما بين الحدس وروح الحرية، تلك المبادىء التي آمن بها مؤسس الدار والتي لا تزال حيةً حتى الأن.
تعد الطبيعة أحد مواضيع الإبداع المفضلة لدى دار بوشرون، وقد أعادت المشاغل، بالتعاون مع فنانةٍ للحياة النباتية، تصميم قواعد المجوهرات الفاخرة عبر إدخال قصائد شقائق النعمان، وأزهار البانسيه أو الهورتنسية أو الفوانيه الى مفرداتها.
استطاعت دار بوشرون عبر طريقة سرية، إضفاء الحياة على الطبيعة وذلك بتصوير طابعها سريع الزوال. ومع ذلك، يقف جمال الأزهار الناضرة الهش متحديًا الزمن، حيث تحولت بتلاتها إلى زخارف نادرة للأحجار الكريمة لتتداخل مع ياقوت بادبارادشا وعقيق سبيسارتيتي والتورمالين النيلي أو ألماس زهرة اجلونكي.
أرسل تعليقك