القاهرة - صوت الإمارات
أمام أحد مقالب زبالة، لم يفكر في جمع المخلفات البلاستيكية أو علب الكانز لبيعها بالطن مقابل مبلغ مالي؛ بل صمم لنفسه هرمًا من الشهرة على درجات آلات موسيقية مصنوعة من «الزبالة».
للوهلة الأولى قد يبدو الأمر مضحكًا أو صادمًا إلا أن تجربة الشاب المصري «شادي رباب»، أصبحت مصدر إلهام جنسيتها إفريقية وشهرتها عالمية، كصديق عالمي للبيئة، بعد أن حول قطع المخلفات المختلفة إلى آلات موسيقية أهدى بها العالم «كونسرفتوار الزبالة».
الكنز المصري
شاب عشريني، خريج كلية فنون جميلة، ورث عن والده شغف الموسيقي والعزف، له ميول خاصة وزاوية تفكير مختلفة استطاع أن يخلق لنفسه مجالا متميزًا، ويؤمن بحلمه، واستغل الكنز المصري «الزبالة» ليخرج منها آلات موسيقية الجديدة ليصبح مشروعه «كونسرفتوار الزبالة« عالميًا.
أصبحت للزجاجات البلاستيكية فضلا على هذا الشاب، ووصل بها إلى العالمية، فمن هذه المقالب أخرج خراطيم المياه وعلب «الكانز» ليسير في مشواره.
من السباكة لـ«ديدريدو»
لعبت الصدفة دورها مع «شادي»، لتخرج موهبته إلى النور، ويظهر أمام الجميع قدرته على تصنيع الآلات الموسيقية من القمامة، من خلال إدراكه أن مصر ليس بها آلات موسيقية كافية سوى «جيتار وكمانجا»، وبطبيعة الحال فإن شراءها أون لاين بات مكلفًا جدًا.
مشوار الشاب الموهوب بدأ فعليًا بتصنيع آلة «ديدريدو»، وهي في الأساس آلة نفخ استرالية، وساعده كثيرًا خبرته في مجال الموسيقي على إدراك الأصوات ومعرفة الخامات المطلوبة، وتحديد ما الأداة المناسبة لتخرج صوتًا مناسبًا.
تعود «رباب» على عدم إلقاء أي مخلفات في القمامة، وصارت أسعد لحظات حياته يقضيها في تصنيع آلة موسيقية من علبة كانز فارغة أو استغلال ماسورة للسباكة لتصبح آلات طبيعية.
ماسورة ومنظم بوتاجاز
لا تزال جدران معرض «رباب الأقصر»، الذي صممه شادي، شاهدًا حيًا على آلات موسيقية صنعها بنفسه، مثل قيثارة مصنوعة من أسطوانة خشبيّة قديمة وأوتار، وآلات نفخ موسيقية مصممة من زجاجات البلاستيك.
وببساطة حول شادي ماسورة معدنية ومنظّم أسطوانات بوتاجاز إلى آلة ساكسفون، ثم ماسورة كهرباء ملفوفة بأحبال إلى مزمار أيضًا، إضافة إلى بعض عصي البامبو المغطاة بجلود الأسماك، والتي تحولت إلى ناي، وهو مركز لعرض الآلات الموسيقية التي يصنعها شادي من القمامة.
بطل الأرض
بفيديو قدمه «شادي»، وهو يعزف بـ«موسيقى الزبالة»، اشترك الشاب المصري في مسابقة بيئية بالولايات المتحدة، تتمثل في اختيار شخص واحد فقط من كل قارة، وأصبح مشروعه من ضمن 35 مشروعا خاصًا بالبيئة على مستوى العالم منها 5 مشروعات فقط من قارة إفريقيا من بينهم طاقة شمسية ومشروع تنظيف البحر.
مرحلة تلو الأخرى، اجتازها شادي حتى وصل إلى النهائيات ليحمل اسما جديدًا «بطل الأرض في إفريقيا» بمشروعه ويخطو خطوات جديدة نحو النجاح.
ثم استوحى شادي رباب اسم مشروعه من صديقه الفلسطيني، ولكونه شخص شغوف وطموح ويريد أن يساعد الجميع بدأ في مشروعه كونسرفتوار الزبالة بتجميع الأشخاص «نبيشة الزبالة» ليصبحون جزءًا من مشروعه ويعلمهم أساسيات تصنيع الآلات من الزبالة ليصبحوا أصحاب «باندات موسيقية».
فرح.. فريدة.. مملوكة
أما آلات النفخ والوترية والإيقاع فحدث ولا حرج؛ حيث استطاع رباب تصنيعها وتسميتها بأسماء مختلفة لتشهد على تاريخه وتكون سببًا في وصوله للعالمية في الولايات المتحدة.
واليوم، بات شادي يحلم بأن تتحول تلك الآلات إلى براند تحمل اسمه، ويتحرر من كل القيود ولا يقف شيئًا في طريقه، وإن ظل ضعف الوعي بمشروعه أبرز مشكلة تواجهه إلى الآن.
أرسل تعليقك