وقع رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس يوسف الدجاني مع رئيس بلدية أريحا محمد جلايطة، اليوم السبت، اتفاقية شراكة وتعاون لتأسيس محطة للطاقة الشمسية بقدرة 1.5 ميغا واط، وبكلفة إجمالية ستصل إلى حوالي 2.5 مليون دولار أميركي.
وتهدف المحطة، وفق بيان صادر عن شركة الكهرباء، إلى توليد الطاقة لتغطية نفقات فواتير البلدية وإنارة الشوارع بمدينة أريحا.
وتنص الاتفاقية، التي وقعت في مقر بلدية أريحا، على أن تقوم البلدية بتوفير قطعة أرض مساحتها 20 دونما، مقابل أن تقوم الشركة بتحمل كافة تكاليف تأسيس المحطة وتزويدها بالخلايا الشمسية لتوليد الطاقة.
وقال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني إن تنويع مصادر الطاقة يحرر الاقتصاد الفلسطيني ويعزز من فرص التنمية والاستثمار وخلق فرص عمل، خاصة أن محافظة أريحا تنمو بشكل متسارع، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة خلال العشر سنوات المقبلة.
وأشاد الفتياني بجهود وشجاعة كهرباء القدس في إقامة مثل هذه المشاريع التي تفتح المجال أمام توليد الطاقة للمساهمة في الحصول على طاقة نظيفة، داعياً كافة البلديات والمؤسسات أن تحذو حذو بلدية أريحا في إنشاء محطات توليد للطاقة، لا سيما وزارة الأوقاف لخفض نفقات المؤسسات والمساجد، وأيضا لما لهذه المشاريع من آثار إيجابية على التنمية المحلية.
بدوره، قال جلايطة "إننا في بلدية أريحا نبارك هذه الخطوة الهامة من جانب شركة كهرباء محافظة القدس في تركيب محطة الطاقة الشمسية، حيث أن جزءا من إنتاجها سيساهم في تخفيض الفاتورة الشهرية للبلدية وإنارة الشوارع إلى الصفر، التي كانت تقدر بحوالي 600 ألف شيقل سنويا، بما يمكن البلدية من استغلال هذه المبالغ التي كانت تدفع سابقا لتطوير وتنفيذ مشاريع إنمائية وخدماتية للمجتمع المحلي".
وثمن جهود شركة كهرباء القدس في نشر وتعزيز ثقافة الطاقة البديلة في أرجاء الوطن لما لها من آثار إيجابية على نواحي عدة، كمساهمتها في الحد من الاعتماد على الجانب الإسرائيلي في تزويد الكهرباء، والحفاظ على نظافة البيئة، بما يخدم مجتمعنا الفلسطيني، وبناء مؤسسات دولتنا الفلسطينية.
من جهته، أكد أن هذه الاتفاقية تأتي من منطلق حرص مجلس إدارة الشركة على الارتقاء بمكانتها ومواكبة التطور في مجال الطاقة المتجددة والبديلة التي تشهد نموا كبيرا في كافة دول العالم، كما أنها تأتي استجابة من إدارة الشركة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني بشكل خاص ومؤسسات السلطة بشكل عام.
وأشار الدجاني إلى أن الشركة تسعى، من خلال التوقيع على هذه الاتفاقيات، إلى التوسع في مشاريع الطاقة الشمسية ودراسة إمكانية تزويد المزيد من المجالس البلدية والهيئات المحلية في مناطق الامتياز بوحدات من الخلايا الشمسية، بما يكفل تحقيق فائدة أكبر على الصعيد الوطني من خلال استغلال الطاقة الشمسية.
وثمن الدجاني دور البلدية وسلطة المياه بالسماح لكهرباء القدس باستخدام الأرض لتأسيس المحطة، آملأ أن تكون هذه الاتفاقية ثمرة تعاون بين كهرباء القدس ووزارة الأوقاف لتأسيس محطات لتوليد الطاقة في المستقبل.
بدوره، بين مدير عام شركة كهرباء محافظة القدس هشام العمري أن هذه المحطة الشمسية ستكون أكبر محطة شمسية في فلسطين، حيث سيراعى في تصميمها أحدث النظم العالمية والسلامة العامة. وشدد على ضرورة إقامة مثل هذه المشاريع الواعدة بمختلف محافظات الوطن لإنتاج الكهرباء عبر الخلايا الشمسية لتأمين مصادر بديلة للطاقة، لا سيما في محافظة أريحا والأغوار لما تتمتع به هذه المحافظة من مناخ مميز ووجود الشمس على مدار العام، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في خلق الأمن الكهربائي للمواطن الفلسطيني والمؤسسات والهيئات المحلية، وتحريرها من أعباء تكلفة استهلاك الكهرباء من جهة، وأيضا المساهمة في تعزيز قطاع الطاقة المتجددة في فلسطين ودعم عجلة الاقتصاد الفلسطيني من جهة أخرى.
وأشار العمري إلى أن نظام الخلايا الشمسية سيساعد المواطنين في الحصول على خدمة كهرباء أفضل، كون النظام يخفف من الأحمال المتزايدة على الشبكة الكهربائية ويساهم في تقليص الانقطاعات في التيار الكهربائي.
وحول الفائدة المرجوة من هذا المشروع على صعيد المحافظة، قال مسؤول ملف الطاقة الشمسية في شركة كهرباء محافظة القدس هاني غوشة إن المحطة الشمسية المنوي تأسيسها قريباً، ستعزز المكانة الاقتصادية للبلدية عبر تخفيض فاتورتها الشهرية واستغلالها للأموال التي يتم توفيرها لأهداف تنموية، ناهيك عن توفيرها ما يعادل 2000 طن سنويا من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، أي ما يعادل زراعة 6000 آلاف شجرة سنويا، بما يسهم في الحفاظ على البيئة والتخفيف من الانحباس الحراري نتيجة انبعاث ثاني أكسيد الكربون.
أرسل تعليقك