أبوظبي - وام
تعرض شبكة قنوات " ناشيونال جيوغرافيك " العالمية فيلما وثائقيا لحوار أجرته مع الدكتور فارس هواري الاستاذ في جامعة زايد حول وجود إمكانات لمصادر الطاقة البديلة المستدامة في " السبخات " الناشئة عن المياه الجوفية والمتناثرة في عدة أنحاء من الدولة.
وستذيع قناة " ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي " في وقت لاحق عبر برنامج " هياكل عملاقة " .. ترجمة عربية للحوار حول هذه السبخات التي ينظر إليها كثيرا على أنها تحد بيئي وعائق للتنمية الزراعية والعمران.
ويتحدث الدكتور هواري الأستاذ في كلية آداب وعلوم الاستدامة في الجامعة في الفيلم الوثائقي .. عن السمات الجيولوجية الخاصة للأرض في الدولة وأثر النشاطات الطبيعية والبشرية على مستويات المياه الجوفية والنتيجة المحتملة إذا ما تم تخفيف هذه الآثار.
كما يتحدث عن تأثير ضخ المياه الجوفية على مناسيب المياه الجوفية في إمارة أبوظبي..إضافة إلى تشخيص نوعية الآثار التي يمكن أن تطرأ على المياه الجوفية جراء التطور العمراني للإمارة وغيرها من المواضيع ذات الصلة.
وسيوضح الفيلم الذي تم تصويره في مواقع البحث بالدولة التحدي الذي تمثله المياه الجوفية الضحلة للمنشآت الهندسية والأبنية العملاقة حيث قد تتسبب في تحلل المعادن في بعض المناطق التي يوجد بها ما يشبه المستودعات الطبيعية التي يتكون فيها الجبس والمتوفرة بكثرة تحت سطح الأرض في إمارة ابوظبي.
ويعتقد الدكتور فارس هواري أن الجبس يتراكم في الأساس في أعماق ضحلة للمياه الجوفية وسيكون عرضة للتحلل والذوبان بسبب انتشارها ووصولها إلى تجاويف تتنامى تحت سطح الأرض ما يؤدي إلى تهاوي هذه التجاويف وانهيارها فتتصاعد المياه الجوفية إلى أعلى منسوب لها مما يؤدي في نهاية المطاف إلى هبوط سطح الأرض.
واصطحب الباحث طاقم الفيلم إلى منطقة "السبخة" في "الضبعية" الواقعة على طريق الرويس حيث تم تسجيل وتوثيق مشاهد مذهلة للمياه الجوفية الضحلة وعمليات تكون الجبس إضافة إلى عمليات أرضية أخرى.
كما قام فريق التصوير بزيارة مناطق تموضع الجبس في منطقة جبل حفيت قرب مدينة العين حيث استطلع تليفزيونيا مدى امتداد هذه المستودعات الطبيعية التي تعود في التاريخ إلى أحقاب بعيدة تصل أكثر من / 23 / مليون سنة.
وسبق للدكتور هواري أن أجرى العديد من الدراسات التي استعرضت أهمية "السبخات" التي تتواجد في مناطق عدة في الدولة و منطقة الخليج العربي و تمثل إمكانات مستقبلية فريدة من نوعها إذ توجد فيها رواسب المعادن الاقتصادية التي يمكن المتاجرة بها مثل الملح " كلوريد الصوديوم " والبوتاس وكبريتات الصوديوم إضافة إلى إمكانات كبيرة لإنتاج الطاقة.
وتدعم هذه الدراسات القول بـ " أن تلك السبخات يمكن أن تكون مصدرا غير تقليدي للطاقة الهيدروكربونية والشمسية وتكون أيضا مواقع مثالية لاستزراع الطحالب التي ستساعد على إنتاج الوقود الحيوي وكذلك مواقع لكفاءة برك الملوحة التدريجية التي تساعد على إنتاج الطاقة الشمسية ".
أرسل تعليقك