أطلق البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد"، التابع للمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، اليوم مشروع "ترشيد 22" الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي والمشاركة بين الشباب القطري حول أهمية الحفاظ على الطاقة من خلال استغلال قوة كرة القدم.
وسيبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع الجديد في 22 مدرسة في قطر خلال العام الدراسي الحالي بهدف الوصول إلى 1500 طالب في المجتمعات المحلية المحيطة بالملاعب التي ستحتضن مباريات كأس العالم في كرة القدم، وفي وقت لاحق ستنضم مدارس جديدة إلى المشروع الذي يسعى للوصول إلى جميع المدارس الابتدائية بحلول عام 2022 تحت إشراف المجلس الأعلى للتعليم.
ويتضمن مشروع "ترشيد 22" مواد تعليمية ومسابقات تهدف إلى تعليم الأطفال سبل الحفاظ على الكهرباء والماء بما يساهم في جهود قطر لتحقيق الاستدامة البيئية كجزء من رؤية قطر الوطنية 2030. وستتم مراجعة استهلاك المدارس من الطاقة لتقييم المجالات المحتملة لترشيد استهلاك الماء والكهرباء، كما سيتم تحديث الأجهزة لخفض استهلاك الكهرباء من خلال مصابيح توفير طاقة وصنابير الماء الموفرة.
وتشترك في المشروع مؤسستان تعملان معاً لتحقيق الاستدامة البيئية في البلاد فبينما تسعى اللجنة العليا للمشاريع والإرث لتوظيف الأجواء الإيجابية لكأس العالم وكرة القدم في هذا المشروع من خلال تعزيز سلوكيات إيجابية تساهم في المحافظة على الطاقة والماء، سيقوم البرنامج الوطني "ترشيد" بتدريب طلبة المدراس على ثقافة كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه ومراجعة حجم استهلاكهما وتركيب وإحلال الأجهزة الموفرة من خلال توظيف خبراته الفنية في هذا المشروع.
وقال المهندس عيسى هلال الكواري، رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" في كلمة خلال حفل إطلاق المشروع "ننعم هنا في قطر بوفرة مصادر الطاقة بفضل الجهود الكبيرة والدعم الحكومي في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله، ولكن ينبغي أن ندرك أن إمدادات الكهرباء والماء لدينا تحتاج إلى جهود كبيرة لاستدامة خدماتها بجودة عالية".
وأضاف أن مسؤولية "كهرماء" تحتم عليها زيادة وعي المجتمع القطري وتمكينه للحفاظ على الطاقة وهو الهدف الذي يسعى مشروع "ترشيد 22" إلى تحقيقه من خلال الوصول إلى جمهور جديد في البلاد وهم الأطفال، جيل المستقبل.
بطولة كأس عالم خالية من الكربون التزاما تعهدت به قطر أثناء الترشح التاريخي
من جهته أكد السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أن الإرث والاستدامة والإبداع في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022 كانت ومازالت أهم المبادئ التي تلتزم بها دولة قطر منذ تقدمها لاستضافة البطولة، كما أن استضافة بطولة كأس عالم خالية من الكربون كان التزاما تعهدت به أثناء الترشح التاريخي لاستضافة البطولة.
وشدد على أن هذا الالتزام ليس نهاية المطاف نحو سعي الدولة لتحقيق الاستدامة البيئية، معبرا عن سعادة اللجنة بالمشاركة في هذا المشروع الهام من خلال إدخال روح كرة القدم والرياضة في مشروع "ترشيد 22" حيث تلعب الرياضة دورا رئيسا في بناء مجتمع أكثر استدامة ما يجعلها خيارا مثاليا في هذا الجهد.
يذكر أن مشروع "ترشيد 22" يستهدف طلاب المدارس الابتدائية الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عاما بالإضافة للموظفين والمعلمين والآباء والأمهات والأهالي، وسيتم الوصول إلى هذه الفئات من خلال مواد تدريبية تركز على المحافظة على الطاقة ورفع كفاءة استخدامها وأنشطة رياضية تعزز ثقافة الترشيد في المدراس قبل نقلها إلى بيوتهم.
وسيطلع الطلاب على مواد تساهم في زيادة وعيهم بأهمية الترشيد وتبين أثر سلوكياتهم على استهلاك الماء والكهرباء، كما سيتم إشراك الطلاب بشكل دوري في أنشطة ترفيهية من ضمنها زيارة نجوم كرة القدم الذين يلعبون في دوري نجوم قطر.
وسيكون "مشعل" تميمة مشروع "ترشيد 22" وهو عبارة عن شخصية كرتونية متحركة ستكون بمثابة بطل للطاقة والمياه، وسيدرب "مشعل" الأطفال على لعب كرة القدم وعشقها حيث إنه هو نفسه يعشق كرة القدم وسيكون "مشعل" بمثابة الدليل خلال رحلة الترشيد وسيظهر في المواد ومقاطع الفيديو التي يتكون منها المشروع.
وتجري حالياً دراسة حجم استهلاك الطاقة في المدارس الـ22 المشاركة، وستستمر هذه الدراسة خلال الشهر القادم. وستساعد هذه العملية على تحديد مستويات استهلاك الطاقة الحالية في المدارس المشاركة بهدف تحديد فرص ترشيد الطاقة ورفع كفاءتها من خلال تركيب مصابيح LED ووحدات تحكم خاصة تعمل على فصل التيار الكهربائي عن وحدات الإنارة اوتوماتيكياً في الحمامات وغرف الاجتماعات وتركيب أجهزة لترشيد الاستهلاك على صنابير الماء، ومن شأن هذه التحسينات المادية والمواد التعليمية أن تؤدي إلى ترشيد استهلاك الطاقة في كل المدراس على المدى الطويل.
وسيتوج مشروع "ترشيد 22" بحفل توزيع جوائز في نهاية العام الدراسي تقديراً للمدارس التي حققت أفضل اداء خلال المشروع وذلك استنادا إلى قراءات "كهرماء" لحجم استهلاك الطاقة من خلال العدادات التي تم تركيبها في المدارس.
أرسل تعليقك