"كفر عقب، تلك البلدة الفلسطينية، الواقعة شمال القدس المحتلة، يسكنها مواطنون من رفح جنوبا إلى جنين شمالا، بسبب جمع الشمل والهوية المقدسية، تدفع بها إسرائيل نحو كارثة بيئية إذا ما استمر الحال كما هو عليه الآن"، هذا ما قاله رئيس بلدية كفر عقب عماد عوض .
هذا الواقع الذي يخضع فيه جزء من البلدة إلى بلدية الاحتلال في القدس، والآخر لبلدية كفر عقب، انعكس على البيئة وخدمات النفايات والصرف الصحي التي أرّقت المواطنين منذ سنوات، بل تتفاقم يوما بعد يوم في ظل انتشار البناء العشوائي، وازدياد عدد السكان الذي وصل نهاية العام المنصرم إلى 48.216 نسمة، حيث يوجد 1602، مبنى يضم، 10.219، وحدة سكنية، حسب الإحصائيات الرسمية.
المواطن مفيد نافع يسكن شارع المطار منذ عام 1980،وهي منطقة تخضع لبلدية القدس، قال في حديث لـ "وفا": "هذه المنطقة منسية، ولا تقدَّم لها خدمات، وبلدية الاحتلال تتدخل في موضوع "الأرنونا" وجمع الضرائب، ولا يتم جمع النفايات بشكل منتظم، ما جعلها تتكدس وتسبب مشكلة صحية، إضافة لوجود مشكلتين على النفايات الأولى حرقها أو إلقائها وتجميعها على جانب الطريق، والثانية انتشار الجرذان بعدد كبير وأحجام مخيفة. ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من أكوام النفايات".
في جولة لنا على أطرف البلدة الخاضعة لسيطرة الاحتلال، لم نستطع تجاهل ما يجري، روائح كريهة من حاويات النفايات، أكياس وقطع كرتون وبقايا أطعمة متناثرة هنا وهناك، ليس بعيدا عن جدار الضم والتوسع العنصري، عشرات الفئران والجرذان، تتنقل بين أكوام النفايات الملقاة.
وأكد نافع، "لا يوجد عدد كاف من الحاويات وهذا خلق خلافا بين المواطنين في بعض الأوقات، لأنها غير كافية لنفايات العمارات السكنية، وما يفاقم المشكلة أن المحال التجارية والملاحم الموجودة في المنطقة تتخلص من نفاياتها وبقايا اللحوم في هذه الحاويات، الخاصة بالتجمعات السكانية، ويقوم البعض بإشعال النار في الحاويات ما يجعل الأدخنة متصاعدة ليل نهار في المنطقة بطريقة كبيرة، وفي العادة نتيجة عدم توفر حاويات كافية، يتم تكديس النفايات على جانب الطريق" .
وتابع: في الأيام التي تأتي سيارة جمع النفايات تكون الحاويات مشتعلة ولا يتم التخلص منها وتبقى على حالها، وتصبح مقصدا للقطط والكلاب والجرذان، لدرجة انه أصبح في منطقتنا جرذان بأحجام كبيرة ومرعبة.
أما المواطن أحمد عياش ويسكن في نفس المنطقة، قال:" تعاني المنطقة من مشكلة الصرف الصحي، فشبكة المجاري قديمة وهي مصممة لاستيعاب كميات من الصرف الصحي تتناسب مع عدد السكان في تلك الفترة، وحاليا مع ازدياد عدد السكان حوالي 300% أصبح الضغط أكبر، ولا تستطيع الشبكة الاستيعاب، وهذا ينتج عنه عملية تصريف في المناطق المنخفضة وعادة ما تكون منازل أرضية، أو مناهل الشوارع، ما سبب مكرهة بيئية وصحية".
وتابع: بالنسبة لتصريف مياه الأمطار تصرف عبر شبكة المجاري، ما يشكل عبئا إضافيا على شبكة الصرف الصحي.
وكثير من المباني والعمارات العشوائية والجدار، أغلقت مصارف مياه الأمطار الطبيعية او المكشوفة، والمناطق المحاذية للجدار تتعرض للغرق في الشتاء، فالمنطقة بحاجة لشبكة صرف صحي، ولوجود تعدد في السيطرة على المنطقة، يتعذر وجود مشروع مكتمل، وهذا يفاقم المشكلة.
من جهته قال رئيس بلدية كفر عقب عماد عوض، بخصوص منطقة كفر عقب فيها منطقة نفوذ بلدية القدس، منذ عام 67، ومنطقة "ج" تابعة إداريا للاحتلال، وفي عام 2001 أسسنا مجلسا قرويا، يخدم المنطقة "ج".
وبالنسبة لقضية النفايات أكد عوض أنه منذ وضع حاجز قلنديا عام 2002 بدأت بلدية الاحتلال في القدس بإعطاء النفايات لمقاول، وطريقة المقاولة كالآتي، من يرسو عليه العطاء اسرائيلي، ويأخذ نصف المبلغ بدون جهد ويعطي تنفيذ العطاء لمقاول فلسطيني بأقل من النصف، وفي بعض المرات يقوم المقاول الفلسطيني بالتنفيذ أو يحيله لشخص آخر، وهذا انعكس على جودة العمل.
وحول الحلول لهذه المشكلات البيئية قال عوض: الحل في ظل عدم اهتمام الاحتلال بتحسين ظروف الناس هناك، ان يكونوا هم أصحاب المبادرة في التخفيف عن أنفسهم والتعامل على أرضية المواطنة الايجابية، بالإضافة على ذلك مطلوب من كل المؤسسات الفلسطينية، أولا ان تنظر الى كفر عقب أنها حالة خاصة جدا، ومطلوب الدعم المالي والمعدات، ومطلوب وجود قوة تنفيذية في المنطقة، ونحن نمتلك إرادة فولاذية وسننجح، ونطالب بتقديم المشاريع. لان كفر عقب حالة وطنية
أرسل تعليقك