الجزائر ـ وكالات
انتقد عدد من المحسنين والجمعيات الإجراءات الإدارية الجديدة لمنح تراخيص فتح مطاعم الرحمة، التي وصفوها بالتعجيزية، ما تسبب في تراجع المطاعم في أغلب ولايات الوطن في مقدمتها العاصمة التي رفضت منح التراخيص هذا العام لعدد كبير من المحلات التي دأبت على استقبال عابري السبيل لسنوات طويلة، بسبب افتقادها للتهوية ومساحاتها الضيقة.
وفي هذا الإطار أكدت مسؤولة لجنة النظافة بولاية الجزائر السيدة حورية أولبصير لـ "الشروق" أن مكاتب النظافة على مستوى البلديات تلقت تعليمات جديدة بعدم منح ترخيص فتح مطاعم الرحمة للمحلات التي لا تتوفر على تهوية ومطابخ نظيفة، خاصة وأن العديد من المطاعم فتحت أبوابها العام الماضي في ظروف كارثية ما تسبب في استقبال غير لائق لعابري السبيل الذين كانوا يتناولون وجبة الإفطار بشكل غير مريح وغير صحي، لأن بعض المحلات لا تتوفر حتى على حنفية ماء وهذا ما يجعلها حسب المتحدثة غير مهيأة لاستقبال الصائمين.
وأضافت أن عددا معتبرا من البلديات في العاصمة عجزت عن تنظيم مطاعم الرحمة هذا العام بسبب غياب التأطير ونقص الإمكانيات المادية، ما يجعل المحسنين في مقدمة القائمين على هذه المطاعم التي يجب أن تكون آمنة ومريحة.
ومن جهته أكد القائد العام لجمعية قدماء الكشافة، مصطفى سعدون، أن ملف فتح مطاعم الرحمة هذا العام عرف شروطا جديدة تتعلق بشهادات طبية للطباخين وضرورة الكشف عن مصادر التموين، بالإضافة إلى استعمال عتاد طبخ جديد ووجود مطبخ يتوفر على التهوية، وهو ما تفتقده أكثر مطاعم الرحمة التي هي عبارة عن محلات ومستودعات يتبرع بها أصحابها لاستقبال عابري السبيل .
وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية "ناس الخير" لولاية البليدة السيد، توفيق كرميش، أن الجمعية تقدمت بملف لفتح 15 مطعما، لم تتحصل سوى على خمسة تراخيص بسبب افتقاد عشرة محلات لشروط النظافة والتهوية. وهذا ما جعل العديد من الأحياء دون مطاعم رحمة، ما دفع عابري السبيل للتنقل إلى أحياء مجاورة.
ومن جهته، أكد نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي للعاصمة المكلف بالشؤون الاجتماعية، السيد إبراهيم بن عيسى، لـ"الشروق" أن مطاعم الرحمة بولاية الجزائر عرفت تراجعا كبيرا لأسباب تتعلق بتزامن رمضان مع العطلة الصيفية أين غادر طلبة الجامعات إلى مقر سكناهم باعتبارهم أكثر المقبلين على هذه المطاعم، بالإضافة إلى توقف عمل ورشات البناء. وعن الإجراءات الإدارية الجديدة، قال إنها جاءت من أجل الحفاظ على كرامة وصحة عابري السبيل وضمان خدمات ووجبات نوعية، حيث تلزم الإجراءات بتقديم وجبة متكاملة يجب أن تتوفر على اللحم الطازج، ويحفظ نموذج منها في الثلاجة ليتم تحليله إذا ما تعرض أحد عابري السبيل إلى تسمم غذائي.
أرسل تعليقك