دبي صوت الامارات
"الأفكار غير التقليدية تحتاج إلى آليات عمل غير تقليدية، لاستخراجها من الأساس، ثم وضع التصورات المناسبة لتنفيذها على أرض الواقع، من أجل تحقيق نقلة نوعية كبيرة في معدل زمني قصير".. هكذا لخص أنس العتيبة رئيس اتحاد الملاكمة، عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي، وضع اللعبة في الفترة المقبلة، عندما التقى منظومة العمل في اتحاده خلال "خلوة التطوير" التي أقيمت في منتجع باب الشمس بدبي، واستمرت 7 ساعات من العصف الذهني، والتفكير العميق للنهوض بلعبة الملاكمة والتحرك بها خارج الإطار الإقليمي والعربي الذي تحتل فيهما الإمارات مكانة مرموقة، إلى التفوق القاري والعالمي الذي يعتبر الهدف الاستراتيجي في المرحلة المقبلة.
وكانت فكرة "خلوة التطوير" تراود رئيس الاتحاد منذ أكثر من عامين، وطرحها في العام الماضي على مجلس إدارة الاتحاد السابق، لكن الظروف لم تسمح بتنفيذها، وعندما تم تشكيل المجلس الجديد برئاسته وجدها فرصة مثالية، لوضع الاستراتيجية العامة والخطة الخمسية المقبلة للنهوض بلعبة الملاكمة، ووجه الدعوة لمجلس الإدارة، والجهازين الفني والإداري للمنتخبات الوطنية، ودعا الجميع إلى التحدث بكل صراحة، وبشكل علمي مدروس عن مستقبل اللعبة، وكيفية تطويرها، وكان العنوان الأبرز الذي حرص على تصديره للجميع "طوكيو 2020 وما بعدها" في هذه الخلوة التي بدأت في الخامسة مساء، واستمرت حتى الثانية عشرة من منتصف الليل.
وذكر العتيبة: اللقاء كان ثرياً من كل الجوانب، حيث شاركت فيه مع محمد بو خاطر نائب الرئيس، وعبدالله الزعابي عضو مجلس الإدارة، رئيس اللجنتين الفنية والمسابقات، وراشد المطروشي عضو مجلس الإدارة، رئيس لجنة العلاقات العامة، وعمر شامس عضو مجلس الإدارة، نائب رئيس لجنة العلاقات العامة، مسؤول ملف التسويق، وعمر المجالي المدير الفني للمنتخبات الوطنية، وعلي سلامه السكرتير التنفيذي للاتحاد، وبسام غانم السكرتير الإداري، ووائل السماني مدير الحسابات.
وبين: حددنا الهدف الاستراتيجي بالتأهل عن آسيا للمشاركة في طوكيو 2020 بلاعب أو أكثر، كون الوجود في هذا المعترك العالمي الكبير، بداية للدخول في المنظومة العالمية.
وعن الآليات لتحقيق ذلك قال: تم الاطلاع على تقرير الجهاز الفني للمنتخب الوطني، والذي أكد أن اللعبة تملك ما بين 4 و 5 لاعبين قادرين على التأهل، وأنهم بحاجة إلى عدد من المعسكرات والمشاركات عالية المستوى في المرحلة المقبلة، وأكد التقرير الفني أن اللاعبين تم بذل جهد كبير معهم في المرحلة السابقة، وأنهم وصلوا الآن إلى مرحلة متقدمة تحتاج للبناء عليها، لكن بتكلفة أكبر، وأن أهم التحديات التي ستواجه ذلك هي النفقات المالية في ظل محدودية ميزانية الاتحاد، وبناء عليه فقد تم الاتفاق على عمل ملف كامل لكل لاعب، ورفعه إلى اللجنة الأولمبية لتبنيهم في مشروع البطل الأولمبي، واستكمال مراحل تدريبه بالمستوى المأمول من أجل الوصول للهدف، كما أنه سيتم رفع صورة من التقرير إلى الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، لزيادة ميزانية الاتحاد على اعتبار أن اللعبة توسعت وزادت تكلفتها على مستوى الدولة ولا تحصل على ما كانت تحصل عليه في السابق، وهو ما لا يتوافق مع الطموحات والآمال، في نفس الوقت الذي سيتم التواصل فيه مع عدد من الشركات ورجال الأعمال لتتبنى اللاعبين الواعدين.
وذكر العتيبة: النقاشات أخذت بعداً استراتيجياً وتم الاتفاق على إعادة هيكلة الاتحاد لتحديد المهام والمسؤوليات أكثر مع اعتماد لائحة داخلية للاتحاد، وتم الاتفاق على تأسيس لجنة للاستثمار لزيادة الموارد الذاتية وتكليف لجنة العلاقات العامة والاستثمار بوضع التصور الشامل لها، وتم الاتفاق أيضاً على عدم المشاركة في أي معسكرات، بل التدقيق في أماكن وأهداف المعسكرات الخارجية حتى نضغط النفقات، ونحقق الأهداف المرجوة في نفس الوقت، كما أننا لن نشارك أيضاً إلا في البطولات القوية التي تنعكس على مستوى لاعبينا بالإيجاب.
وعن مسؤولية الاتحاد في تطوير اللعبة خليجياً، باعتباره يترأس اللجنة التنظيمية الخليجية، قال العتيبة: علينا مسؤولية كبيرة في تطوير اللعبة خليجياً، والشيخ حامد بن خادم بنت بطي رئيس الاتحاد السابق، والذي نعتبره المستشار الأول لنا حالياً بعد اعتذاره عن الاستمرار، هو رئيس اللجنة التنظيمية الخليجية، والمقر لدينا هنا في الإمارات، ونحن قادرون على الاستمرار على نفس النهج الذي وضعه لنا الشيخ حامد بن خادم بن بطي، ولن نجد أي صعوبة لأن الأمين العام للجنة هو حسن الحمادي أمين السر العام لاتحاد الملاكمة، ونستطيع أن ندعم تطوير اللعبة في الخليج ونواصل رعاية ما وضع بذرته الشيخ حامد بن خادم بن بطي، وكانت لدينا بطولة خليجية في الفترة الماضية بقطر، لكن الظروف لم تسمح بإقامتها نظراً لإعادة تشكيل الاتحاد السعودي، رغبة قطر في تأجيلها لوقت آخر، لكننا عازمون على تنظيمها في وقت آخر يتم الاتفاق عليه.
ومن المقترحات التي أخذت اهتماماً كبيراً هو الخاص بزيادة الموارد المالية، هو تأسيس أكاديميات خاصة تحت مظلة الاتحاد، واتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الاتجاه، ولا سيما أنها تخدم توجهات الاتحاد بنشر اللعبة في مختلف إمارات الدولة.
وأضاف العتيبة: قررنا التركيز على المرأة في المرحلة المقبلة بعد إدخال لعبة الملاكمة للسيدات في الأولمبياد، وبناء عليه فقد تم فتح الباب أمام تلقي طلبات البنات للتدريب في لعبة الملاكمة وتأسيس منتخب للسيدات، وبالفعل أصبح لدينا عدد من الطلبات، ولدينا مدربات، وسوف نهتم في المرحلة المقبلة بإعداد كوادر فنية من السيدات لإكمال المنظومة، ونعول عليهم كثيراً ليكونوا شركاء في المستقبل وفي تحقيق النهضة المأمولة.
أرسل تعليقك