باريس - مارينا منصف
قدم الثلاثي أوناي إيمري، مدرب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وفابيو كابيللو مدرب منتخب روسيا وناديي ميلان وريال مدريد السابق، وفرناندو سانتوس، مدرب منتخب البرتغال، "روشتة" إلى المدربين في كيفية التعامل مع اللاعبين داخل الملعب وخارجه، وذلك خلال ورشة العمل، التي أقيمت صباح الأربعاء، في افتتاح جلسات اليوم الثاني لمؤتمر دبي الرياضي، والتي ترأستها لورا بانيت، الإعلامية في قناة "بي إن سبورت".
وأكد "كابيللو" أنه من الضروري جدًا أن نفهم الفارق بين أن تكون لاعبًا وأن تكون مدربًا، وعندما تكون لاعبًا تفكر بشكل شخصي، ولكن عندما تكون مدربًا، هذا يعني أنك مسؤول عن فريق، وكل لاعب له عقلية معينة، والأهم أن تزرع فيهم عقلية الفوز، ويذهب اللاعب إلى بيته وحياته، ولكن المدرب عليه أن يفكر في أمور كثيرة، ويجب أن يركز على الجوانب الإنسانية. وقال: "كان الأمر صعبًا لي في روسيا، لأنني لا أستطيع أن أتواصل مع لاعبين عن طريق المترجم، وواجهت بعض الصعوبات عندما دربت في دول لا أجيد لغتها".
وأضاف: "عندما نستعد للمباراة، يجب أن ندرس كل التفاصيل، وكان هناك بعض المدربين الذين أوقفوني في الشوارع للاستفسار عن بعض الأمور في التدريب، ويجب أن نتحدث مع كل من له صلة بكرة القدم، وأمامنا 25 لاعبًا يفكرون بشكل مختلف، ولكنهم جميعًا يتطلعون إلى المدرب، والأهم أن تنقل أفكارك إلى اللاعبين".
وتطرق "كابيللو" إلى كيفية إبلاغ اللاعب بعدم المشاركة في المباراة، وقال: "ليس من السهل أن تخبر اللاعب المميز أنه لن يلعب مع الفريق في المباراة، فالأمر يحتاج إلى حكمة، ولابد أن تثبت للاعبين أن لك شخصية، والقرار لابد أن يتخذ رغم أنه صعب، وقد تتحدث عنه الصحافة وتهاجمك وسائل الإعلام، والأهم أن تكون لدى المدرب القدرة على اتخاذ القرار، وتحمل المسؤولية، وأحياناً تحتاج أن تعطي اللاعب النجم درسًا".
وأشار المدرب الإيطالي إلى أن بعض اللاعبين عندما يتم استبدالهم يرمون بزجاجات المياه وهم غاضبون، وهو ما يخلق حالة من عدم الاحترام للفريق وبقية اللاعبين. وأوضح أن كرة القدم الآن أصبحت سوقًا مفتوحة، وأن المنافسة أصبحت صعبة، وقال: "لا أريد أن يحدث في الصين مثلما حدث في أميركا، عندما تعاقدوا مع لاعبين نجوم للعب في دورياتهم، وكرة القدم الآن مكلفة، وباتت تجارة بسبب حقوق البث، والآن الأمور أصبحت معقدة، والأندية تدفع أرقامًا فلكية للاعبين، وأرى أن هناك تباينًا كبيرًا بين الإمكانيات، ولا أعرف إلى أين سنصل، ولكن يجب أن نفكر في الجماهير، لكي يعودوا إلى المدرجات".
وقال فرناندو سانتوس، مدرب منتخب البرتغال: "أمر مختلف أن تدرب فريقًا أو تتولى قيادة منتخب، فاللاعب لديه ثقافات مختلفة في الأندية، ونريد أن نخلق مجموعة من اللاعبين الذين يستطيعون تحقيق الفوز، وجميع المدربين لديهم هدف واحد، وهو الفوز، وفي بطولة أوروبا التي فاز بها منتخب البرتغال، كان الأمر صعبًا، ولكن عندما عملنا وجدنا طريق النجاح، وشخصية اللاعبين هي التي تكشف شخصية الفريق، والحديث مع لاعبين يتحدثون لغة أخرى أمر غاية في الصعوبة، والأهم التواصل مع اللاعبين وظروفهم والتعاطف معهم، وأحيانا نكون أشداء مع اللاعبين، ولكن لابد أن نفهم شخصية كل لاعب، وقد عشت أربع سنوات في اليونان، ولكن الأهم أن تتكلم لغة اللاعب، والمترجم ليس الحل، فكرة القدم لغة عالمية".
وأضاف: "لابد من استخدام التقنية الحديثة في التحليل، والعنصر البشري هو الأهم، وقد تكون حالته النفسية سيئة، وقد يواجه مشكلة عائلية، وواجهنا مثل هذه الظروف، والدور الأكبر في هذا الأمر للمدربين، واللاعب جزء لا يتجزأ من الفريق، ولابد أن يشعر بالمسؤولية، وهذه واحدة من استراتيجية كرة القدم، فالأهم هو زرع عقلية الفريق الواحد".
وتابع: "الأهم أن يفهم اللاعب أن قرار المدرب هو القرار الصائب، وهو مساعدة الفريق على الفوز بصرف النظر عن نجومية اللاعب، والأهم مصلحة الفريق وليس مصلحة شخص آخر، ولابد أن تتوافر الثقة بين الطرفين".
أرسل تعليقك