أبو ظبي ـ سعيد المهيري
نجح نادي الجزيرة في الحصول على أول نقاطه في بطولة دوري أبطال آسيا، بالهدف الذي سجله المدافع فارس جمعة في مرمى الهلال السعودي في الدقيقة 94، في المباراة التي شهدت مستوى غير عادي من قبل لاعبي فخر أبوظبي، الثلاثاء، وقتالًا طوال التسعين دقيقة منحتهم بعد ذلك الأمل لإكمال المشوار في البطولة الآسيوية بعد خسارتين متتاليتين من تراكتور تبريز الإيراني.
ونجح جمعة في تسجيل أول أهدافه في دوري أبطال آسيا بعد 29 مباراة خاضها في هذه البطولة، ليعد أهم الأهداف في مسيرته، والتي منحت الفريق أول نقطة قارية هذا الموسم، حيث شارك سابقًا في صفوف العين في 26 مباراة، وفي 3 مباريات أخرى في صفوف الجزيرة.
واستحق المدافع نجومية اللقاء بعد مراقبته المهاجم ألتون ألميدا، رغم أن الأخير نجح في الهروب مرة واحدة عند تسجيله للهدف الأول للهلال، إلا أن جمعة أحكم قبضته عليه بعد ذلك، وتمكن من قيادة خط الدفاع والفريق بشكل كامل، بعد أن بدأت جميع هجمات الجزيرة من قدمه طوال المباراة، فقد كان قائدًا في خط الدفاع وللفريق بشكل عام، مسخرًا خبرته الطويلة في البطولة الآسيوية طوال 7 سنوات.
وحقق الجزيرة مكاسب متعددة بعد مواجهة الهلال السعودي تمثلت في اكتساب كتيبة جديدة مقاتلة من اللاعبين الصغار، الذي لا تتعدى مبارياتهم في البطولة الآسيوية 3 مباريات، إضافة إلى الدفعة المعنوية الكبيرة واستعادة الآمال في المشوار الآسيوي، خاصة بعد فوز باختاكور الأوزبكي على متصدر المجموعة نادي تراكتور، لتفتح أبواب التأهل على مصراعيها إلى جميع الفرق بعد مرور نصف المشوار.
ورغم أن الجزيرة عانى من الإصابات والإيقافات قبل اللقاء، متمثله بإصابة الحارس الأساسي علي خصيف والمدافع خالد سبيل ولاعب الوسط أنخيل لافيتا، وإيقاف يعقوب الحوسني لاعب الارتكاز، وأثناء المباراة بخروج علي مبخوت أفضل لاعبي الفريق بسبب الإصابة، إلى جانب محمد جمال لاعب خط الوسط، إلا أنه تفوق على نفسه هذه المرة، وأثبت أنه في عالم كرة القدم لا تصح التكهنات والتوقعات قبل صافرة البداية.
ورسم المدرب الهولندي تين كات سيناريو اللقاء بعدة أسلحة، كان قد اعتمد عليها بداية بتغيير "التكتيك" المتعارف عليه لدى "فخر أبوظبي" ليفاجئ الزعيم السعودي من 4-3-3 أو 4-4-2 إلى 4-5-1، بإلغاء مهمة المهاجمين والاكتفاء بتواجد علي مبخوت في الأمام، وغلق منطقة الوسط، بإقحام 5 لاعبين لتكثيف لاعبي الوسط والاعتماد على انطلاقات مبخوت بجانب تياجو نيفيز المتقدم من خط الوسط.
وتمثلت ثاني أسلحة "كات" في العناصر الشابة من مواليد 94 و93، التي شاركت في اللقاء، ولم تتعد مدة مشاركتها القارية السابقة 180 دقيقة، رغم افتقارها لعنصر الخبرة مقارنة مع لاعبي الهال المتمرسين، إلا أنهم كانوا عند حسن الظن، ونجحوا في إرباك الدفاع الهلالي في أكثر من مره والسيطرة على وسط الملعب في فترات طويلة، وشارك محمد جمال في أولى مبارياته في البطولة الآسيوية أمام الهلال، بينما شارك خلفان مبارك وسلطان السويدي وأحمد العطاس في مباراتهم الثانية بدوري الأبطال، وكانت المباراة هي الثالثة لسالم راشد والثامنة لسالم علي.
وشكلت المغامرة الهجومية التي عمد إليها كات في الدقائق العشر الأخيرة، بعد إشراك جونز بدلًا من علي مبخوت، والدفع بأحمد العطاس بديلًا لمحمد جمال، من أجل إدراك التعادل في الدقائق الأخيرة بعد تأخره بهدف، بحكم أنه لا يوجد ما يخسره بعد ذلك، لينجح فارس جمعة إدراك التعادل في آخر دقيقة.
وعبَّر لاعب الهلال محمد الشلهوب عن حزنه للنتيجة التي انتهت عليها المباراة، مؤكداً أن فريقه أضاع العديد من الفرص التي كان من شأنها أن تغير مسار المباراة، وقال: "لابد لنا أن نعيد حساباتنا في الفترة المقبلة، ونحاول التركيز في الجانب الدفاعي والهجومي معاً من أجل تسجيل الأهداف من خلال الفرص المتاحة، وعدم السماح لأي فريق بالتسجيل من أجل تحقيق هدف الصعود"
أرسل تعليقك