تسبب الضباب الذي خيم على معظم طرق ومناطق الدولة الفترة الماضية في وقوع عدد من الحوادث المرورية على مستوى الدولة والتي كانت في مجملها حوادث صدم وتصادم بين مركبات. ومع عودة تشكل الضباب على معظم الطرق الداخلية والخارجية، الذي يشهد كثافة خلال هذه الفترة من العام، أطلقت وزارة الداخلية وإدارات المرور بالدولة حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية تتضمن العديد من التوجيهات والتعليمات للسائقين وشركات النقل العامة وشركات نقل العمال دعتهم فيها إلى توخي الحذر والحيطة والانتباه والحذر عند القيادة خلال تشكل الضباب.
ويعتبر الضباب ظاهرة طبيعية تتكون من سحاب منخفض قريب من سطح الأرض وغالباً ما تكون هذه السحب من نوع الرهل، هو قطرات مائية عالية في الهواء ويحدث نتيجة تكاثف بخار الماء قرب سطح الأرض ويساعد على تكوين الغبار والدخان والشوائب المختلفة في الجو حيث يعلق عليها البخار.
وشددت الداخلية وإدارات المرور على خطورة حوادث الضباب لما تسببه من وفيات وإصابات وخسائر مادية، حيث تكون في مجملها حوادث صدم وتصادم بسبب عدم ترك مسافة كافية بين المركبات وعدم الالتزام بخفض السرعات أو حتى التوقف على جانب الطريق عند انخفاض مستوى الرؤية الأفقية.
وكانت الجهات المختصة قد دعت جميع الجهات الحكومية الاتحادية بالدولة بتطبيق «الدوام المرن» من خلال وضع آليات وضوابط وإجراءات تضمن الحفاظ على سلامة الموظفين وخاصة في الظروف الجوية المتقلبة خلال ذهابهم وإيابهم من إلى مقر عملهم أو الأيام التي يتشكل فيها الضباب وغيرها من الظروف الجوية الطارئة.
وشددت وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للتنسيق على السائقين الالتزام بالتعليمات بخصوص القيادة في الأحوال الجوية المضطربة في وتشكل الضباب للحفاظ على سلامة الأرواح وتجنيبهم خطر الحوادث التي تكثر بشكل خاص خلال الأحوال الجوية المضطربة وتشكل الضباب. وقالت: إن هذا التعميم يؤكد حرص الدولة على سلامة المواطنين والمقيمين الموظفين باعتبار سلامتهم مقدمة على أي اعتبارات أخرى، ودعت جميع الجهات إلى الالتزام بهذا التعميم وتنفيذه لما له من أهمية كبيرة في تحقيق الصالح العام.
كما جددت الوزارة مناشدتها أصحاب الشركات وملاك المركبات الثقيلة الالتزام بمنع مركباتها من التحرك على الطرق خلال تشكل الضباب وأن تبقى في مواقعها بهدف حماية مستخدمي الطرق خلال أوقات تشكل الضباب. وقالت إنه تم التوجيه إلى إدارات المرور بالدولة بعقد ورش توعوية مع ملاك الشركات التي لديها شاحنات وآليات ثقيلة وحافلات بالالتزام بمنع تحرك مركباتهم سواء في أوقات منع سير الشاحنات أو خلال تشكل الضباب ومنع وقوف المركبات على كتف الطريق أو في المسارات أثناء الحظر، وذلك في إطار ضبط الطرق وتحسين مستوى السلامة المرورية عند تدني مستوى الرؤية وأثناء الضباب.
وأوضحت أن المادة 67 من اللائحة التنفيذية لقانون السير والمرور الاتحادي تنص على أن لسلطة الترخيص تحديد الطرق والمسارات والأوقات التي يمنع فيها سير السيارات الثقيلة والصناعية، مشيرة إلى أن هذا المنع يعود إلى تقدير سلطة المرور ويشمل أحياناً أوقات الضباب بسبب خطورة سير هذه الآليات على الطرق خلال هذه الأحوال ومع تدني مستوى الرؤية وما يمكن أن ينتج عن ذلك من حوادث وإصابات ووفيات.
ودعت الملاك والشركات التي لديها حافلات وآليات ثقيلة إلى الالتزام بهذه القوانين حتى لا تعرض نفسها للمخالفة إذا ما سيرت مركباتهم خلال أوقات المنع أو الضباب وحفاظاً على الأرواح من مستخدمي الطرق.
وأوضحت أن هذه الإجراءات تعتبر من ضمن المبادرات التي تحسن مستوى السلامة في الأحوال الجوية المتقلبة ومنها الضباب مشيرة إلى أن الداخلية بالتعاون مع إدارات المرور تنفذ مبادرات لنشر الوعي المروري خلال أوقات الضباب وتقلبات الطقس وتعليمات القيادة في تلك الظروف التي تسهم في الحد من الحوادث.
وأكدت مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي أن المديرية تقوم بتكثيف الرقابة على الطرق خلال الضباب وتنفيذ خطة الطوارئ في حالة وقوع أي حوادث مرورية، وسرعة التعامل معها من خلال التنسيق مع الدفاع المدني والإسعاف والإنقاذ، ونقل المصابين وإخلاء الطريق من المركبات المتضررة. وتسيير حركة المرور من مسارات أخرى في حالات الحوادث المرورية خاصة مع توقعات المركز الوطني للأرصاد باستمرار تشكل الضباب خلال الفترة المقبلة.
ونصحت السائقين بعدم استخدام الإشارات الضوئية التحذيرية الأربعة أثناء الضباب إلا في حالة التوقف التام على الكتف الأيمن خارج الطريق ونصحهم بخفض السرعات ومضاعفة مسافة الأمان بين المركبات والحرص على عدم التجاوز والتخطي أثناء الضباب لعدم وضوح الرؤية بالمركبات التي تسير على كافة مسارات الطريق.
أرسل تعليقك