دبي -صوت الإمارات
رفضت الأميرة المغربية للا سلمى برفقة ضيفتها الشيخة القطرية موزة بنت ناصر، الجلوس تحت منصة مغطاة، أثناء ترأسهما حفل افتتاح فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى العريقة.
وطالبت الأميرة من المنظمين سحب المنصة، التي أعدت لها ولضيفتها لكي تقيهما من تساقطات الأمطار، مفضلتان الاستمتاع بهذه الأجواء على غرار الجمهور في فضاء باب المكينة المفتوح على الهواء الطلق، وأيضا على "سماء مرصعة بالنجوم".
"سماء مرصعة بالنجوم"، كان هو عنوان العرض الفني لحفل الافتتاح، شكل مزيجا من الأغاني والمعزوفات والرقصات وسحر المابينغ (الصور الضوئية) وإيقاعات وأنغام متناسقة عزفتها أوركسترا ضخمة مما أضفى على الحفل بريقا خاصا وأجواء مميزة.
وعبر هذه الأشكال الفنية تناول المخرج الفرنسي "Alain Weber" أبرز المحطات والمسارات التي طبعت حياة نساء شهيرات ساهمن في تقدم البلاد، ولعبن أدوارا مهمة في عالم السياسة والاقتصاد والمجتمع العربي والمغربي، ضمنهن عالمات وشاعرات ومتصوفات، تم تجسيدهم على شكل حوريات لمعن مثل النجوم في باب المكينة.
واستند المخرج في سرد حكايته، على طفلة صغيرة تبحر عبر الشبكة العنكبوتية، ليتعرف من خلالها المشاهد عبر قوالب فنية، على شخصيات أسطورية كشهرزاد وأم كلثوم كنزة الأوربية زوجة المولى إدريس الأول مؤسس الدولة المغربية، التي وحدت بين الأصل الامازيغي والعربي الإسلامي، إضافة إلى “أم البنين”، فاطمة الفهرية وغيرهم من الشهيرات.
وحاول المخرج عبر عملية المزج الفني الانتقال بالجمهور إلى مشاهد مسرحية أدى أدوارها بعض الممثلين والممثلات، إضافة إلى جانب التعبير الجسدي من خلال الرقص.
وتشكل الجمهور الذي تابع وتفاعل بشدة مع العرض، من مواطنين من مختلف الأجناس والأعمار، مغاربة وسياح أجانب جاؤوا من كل الآفاق، فضلا عن شخصيات رسمية، كوزير الداخلية محمد حصاد، و وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي و إدريس الازمي عمدة مدينة فاس، ومحمد العنصر رئيس جهة فاس مكناس.
ومن فرنسا، حضرت "بريزة الخياري"، وهي من أصل جزائري، تشغل منصب نائبة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، والسيناتور الفرنسي المكلف بالثقافة اوليفي كاديك، وكاتب الدولة الفرنسي “جون فانسو بلاصي”، و السفير الفرنسي بالرباط “شارل فريس”، هذا فضلا عن ممثلين لمدن افريقية ودولية تجمعها اتفاقيات التوأمة.
وعكس هذا الحضور، أجواء التعايش والتسامح والسلام، وهي القيم التي يسعى مهرجان الموسيقى الروحية إلى تكريسها وتقاسمها مع محبيه وزوار مدينة فاس.
أرسل تعليقك