أكدت صحف الإمارات في افتتاحياتها الصادرة صباح اليوم على ضرورة تضامن المجتمع الدولي ومضاعفة جهوده لمواجهة الإرهاب الأعمى الذي يضرب في مواقع عدة في العالم ولا يفرق بين قتل مدني وعسكري ولا بين مصل في مسجد أو كنيسة أو جنسية أو أخرى .
كما سلطت الصحف في افتتاحياتها الضوء على جماعات الإسلام السياسي التي تتخذ من الدين الإسلامي غطاء لتحقيق أهداف سياسية مريبة تؤدي إلى تقويض الأوطان والمجتمعات إلى جانب المجازر التي يرتكبها الحشد الشعبي بحق العراقيين .
فتحت عنوان " الإرهاب الأعمى " قالت صحيفة "البيان" .. يضرب الإرهاب في مواقع عدة في العالم ولا بد أن يقر كثيرون بأن الإرهاب لا يحمل سوى تعريف وحيد هو سفك الدماء تحت عناوين ومبررات مختلفة فلا فرق إذا بين قتل مدني وعسكري ولا بين مصل في مسجد أو كنيسة أو جنسية أو أخرى .
وأكدت الصحيفة أنه آن الأوان أن يصحو هذا العالم من غفلته خصوصا مع الانتقائية في تعريفات الإرهاب وشيوع نظريات تقبله في مكان وترفضه في مكان آخر أو تقبله في توقيت ولا تحتمله في توقيت آخر فالإرهاب ولد أعمى وهو مدان كليا بكل أشكاله وتعريفاته واستهدافاته.
وأشارت إلى أن الذين يقدمون على أفعال إرهابية إنما يؤسسون للخراب في دول كثيرة عبر جلب الموت إلى تلك الدول والشعوب وفي حالات كثيرة يكون الإرهاب مجرد واجهة لجهات أخرى تريد بث الفوضى أو الخراب في بلد ما فتختبئ وراء أفراد أو تنظيمات وشعارات من أجل تنفيذ الأجندات الحقيقية أي تدمير الاستقرار وسفك الدماء وتشظية الدول ونحر الشعوب.
وشددت "البيان" في ختام افتتاحيتها على أن صون الحياة أهم مرتكز ديني ومن دون صونها تصبح رخيصة بل إن الإرهاب يستدرج أنماطاً أخرى تزيّن الانتحار وتمنحه مذاقات مقبولة بينما هو محرّم بكل المعاني وما نراه من حوادث إرهابية بين وقت وآخر يؤكد أن هذا النفر المشتغل بالقتل تحت عناوين واهية يتسبب بخسائر عظيمة جدا تفوق الخسائر في الأرواح بعد كل حادث.
من جانبها قالت صحيفة "الخليج" .. "ما دخل الإسلام السياسي بلداً إلا جعل عاليه سافله ودمر أركانه وخرب مؤسساته وضرب طوائفه ومذاهبه ببعضها وفكك وشائج وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي بسبب أن القيمين على أحزاب الإسلام السياسي أخرجوا الدين من الحيز الإيماني العقائدي والأخلاقي والقيمي وزجوا به في السياسة تحقيقا لمكاسب فئوية أو مآرب شخصية من خلال الوصول إلى السلطة بأي ثمن".
وأضافت الصحيفة تحت عنوان "التدين المسيس" .. هكذا تحول الدين إلى سيف ذي حدين من دين توحيدي جامع إلى دين تعبوي يثير الأحقاد والفتن ويفرخ تنظيمات إرهابية مهلكة وفاجرة تتدثر بعباءة الدين وتحمل راياته ..
مشيرة إلى أن هناك دروسا كثيرة قدمها هذا الإسلام السياسي خلال العقود الماضية كان أسوأها وأكثرها حدة وقساوة ما تجلى خلال السنوات الست الماضية من ممارسات وأدوار في بلدان عربية شهدت ما يسمى " الربيع العربي " .
ولفتت إلى أن أحزاب هذا الإسلام ساهمت في إجهاض ما كان منتظراً من تغيير جدي رفع شعاراته حراك شبابي وشعبي مطالبا بالحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية فإذا بها تنقض على هذا الحراك وتصادره وتحوله إلى صراع على السلطة يتداخل فيه الديني مع السياسي والجوع إلى السلطة مع أحقاد دفينة على الدولة ومؤسساتها وتعمدت سلوك سبيل الديمقراطية بزعم الإيمان بها للتمويه على حقيقة أهدافها والحصول على شرعية سياسية وعندما وصلت إلى السلطة ارتدت عن الديمقراطية التي استخدمتها لمرة واحدة وطعنت في الظهر من والاها وصدقها وتحالف معها وبدأت تتصرف وكأنها تملك حقاً حصرياً في إدارة شؤون البلاد والعباد أو تفويضاً إلهياً بالحكم لا يشاركها به أحد انطلاقاً من إيمان لديها بأنها وحدها تملك الحقيقة وأن الدين يعطيها هذا الحق استناداً إلى مفهوم " السمع والطاعة ".
وأشارت إلى أن "جماعة الاخوان المسلمين" في مصر وإلى حد ما في تونس ودول عربية أخرى كان مثال صورة فاقعة عن الإسلام السياسي المدمر الذي أساء استخدام السلطة عندما جعلها رديفة للدين ووضع السلطة موازية للعنف المسلح عندما أطلق هذا الإسلام عملية " الجهاد " في صرخة الرئيس المخلوع محمد مرسي يوم 15 يونيو في استاد القاهرة " لبيك يا سوريا " وعندما تحالف مع جهات غير عربية لضم مصر إلى تحالف يتعارض مع تاريخها ودورها ومن ثم قيام تفاهم ضمني مع الجماعات التكفيرية والإرهابية التي تمارس أدواراً مشبوهة في تدمير الدول العربية وتفكيكها .. وهي جماعات خرجت أساساً من رحم الإخوان وحملت أسماء أخرى".
واختتمت "الخليج" افتتاحيتها قائلة " هكذا عندما تم استخدام الدين في السياسة وتم حمله على فوهات البنادق والمدافع من أجل السلطة حل بنا ما حل من مصائب وكوارث " .
وتحت عنوان "مجازر الحشد في العراق" ..قالت صحيفة "الوطن" ان إعلان منظمة العفو الدولية عن استخدام مليشيات ما يسمى " الحشد الشعبي" الإرهابية لأسلحة مصدرة في الأساس إلى الحكومة العراقية في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جاء ليؤكد حقائق باتت معروفة للجميع حول ما يقوم به مجرمون مرتهنون لإيران ويتلقون منها التعليمات والدعم والأوامر وتعتبر أقبية سياسة الشر مرجعيتها الأولى.
وأضافت الصحيفة " انه ليس جديداً ما أتت به منظمة العفو الدولية لكن ما يهم اليوم كيف يمكن وقف مجازر هذه المليشيات المنفلتة والتي تنتهج التطهير العرقي والإبادة وتتربص الفارين المغلوب على أمرهم من سكاكين " داعش" ليقعوا ضحية المليشيات لأسباب طائفية وعرقية فيكونوا عرضة للإعدام والتنكيل والتعذيب ومختلف أنواع الويلات".
ودعت المجتمع الدولي الذي وقف ويقف مع العراق لتحرير الموصل من الإرهاب واستعادتها إلى تأمين الحماية وتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين حيث لا فرق بين " داعش " و"الحشد" إلا بالاسم لكن كل شيء آخر يبدو متطابقاً من جميع الجهات.
واختتمت "الوطن" افتتاحيتها قائلة " من يقدم على النفخ في سم العنصرية والطائفية في أي مجتمع متعدد الطوائف والقوميات فهو يسرع دمار وخراب البلد وعدم السماح بقيامته لجميع أبنائه ويستنزف كل فرصة يمكن أن تحقق المواطنة بالعدل والتساوي في الحقوق والواجبات فالتحديات الكبرى التي يواجهها بلد مثل العراق بحاجة إلى تعاون وتكاتف وليس إلى هدم وتدمير من الداخل أكثر مما هو حاصل ولا يمكن بأي حال السكوت أو التغاضي عن وعود بالجملة سبق وأن أطلقتها الحكومة العراقية وهي تتعهد بمنع وقوع أي تجاوزات أو انتهاكات .. لكن الكارثة أن ما يحصل ليس انتهاكات وتجاوزات فقط بل جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية وإعدامات بالجملة خارج نطاق القضاء وأسر وتعد إخفاء المئات".
أرسل تعليقك