تشارك هيئة الشارقة للمتاحف بالتعاون مع متحف الفاتيكان للأعراق البشرية في روما ومتحف أستراليا الوطني في تنظيم معرض "لتتعارفوا: العقيدة والثقافة في الإسلام" المقام في العاصمة الاسترالية كانبرا ويستمر حتى 22 يوليو الجاري.
وقد وجهت هيئة الشارقة للمتاحف الدعوة للجمهور في العاصمة الأسترالية كانبرا لمشاهدة تشكيلة من الأعمال الفنية الإسلامية والمشغولات الحرفية التي تعكس الثقافة الإماراتية والتي يمكن الاطلاع عليها في المعرض.
وحضر افتتاح المعرض الذي تقام فعالياته في متحف أستراليا الوطني الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة وسعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف ومعالي الدكتور عبيد الحيري سالم الكتبي سفير الدولة لدى أستراليا ..وحشد من المدعويين وكبار الشخصيات من استراليا والسلك الدبلوماسي المعتمد لدى استراليا.
ويمثل الحدث تعاونًا ما بين هيئة الشارقة للمتاحف، ومتحف الفاتيكان للأعراق البشرية في روما، ومتحف أستراليا الوطني، وتستمر فعالياته حتى 22 يوليو 2018.
وتتضمن قائمة المعروضات التي انتقلت من الشارقة مواد إثنوغرافية تمثل الثقافة الإسلامية في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، وتتضمن مجموعة من الأزياء الإماراتية الشعبية، إلى جانب مجموعة من المعروضات الإسلامية الهامة والتي تشمل المنسوجات والمخطوطات.. وتعد هذه المعروضات جزءا من مجموعة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ومتحف الشارقة للتراث ومتحف الشارقة البحري ومتحف بيت النابودة، ومتحف الشارقة للخط.
ويبلغ عدد المعروضات التي قدمتها هيئة الشارقة للمتاحف ومتحف الفاتيكان للأعراق البشرية أكثر من 100 قطعة فنية تستعرض تطور الحضارة الإسلامية في الشرق الأوسط وإفريقيا والهند والصين وجنوب شرق آسيا.
ويوجه معرض "لتتعارفوا" الذي استلهم اسمه من القرآن الكريم "وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" /سورة الحجرات الآية رقم 13/ الدعوة للزائرين لمعرفة المزيد عن طبيعة الحياة والأديان والثقافات حول العالم بهدف إضفاء أجواء من الاحترام والتشجيع على مزيد من الحوار بين الأديان.
وتأتي مشاركة هيئة الشارقة للمتاحف في المعرض تبعًا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والتي تهدف إلى تشجيع التواصل الثقافي والمعرفة بين الشعوب والدول عبر الاحتفاء بالفنون والتراث.
وكانت هيئة الشارقة للمتاحف قد استضافت المعرض في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية في عام 2014 أثناء الاحتفال باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية.
و يتضمن معرض "لتتعارفوا" مجموعة من المقتنيات الهامة التي تحتفي بالمساهمات البارزة للمسلمين عبر تاريخ أستراليا.. حيث يتضمن لوحات تصور العمليات التجارية بين السكان الأصليين في شمال أستراليا والصيادين المسلمين من جنوب إندونيسيا في القرن الثامن عشر إضافة إلى أغراض ورسومات تصور ثقافة رعاة الإبل المسلمين خلال القرن التاسع عشر.. وقد ساهم هؤلاء الأشخاص في إطلاق التبادل التجاري واكتشاف المناطق الصحراوية في أستراليا.. كما أقاموا أول تجمعات سكانية للمسلمين في أستراليا وقاموا ببناء المساجد.
و قالت سعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف نسعى من خلال إقامة المعرض الذي ترعاه هيئة الشارقة للمتاحف ويتضمن أكبر مجموعة مستعارة من المقتنيات والمعروضات إلى تشجيع الحوار والتسامح والاحترام بين الشعوب وذلك من خلال التركيز على الروابط المشتركة التي تجمع بين البشر والثقافات التي تداخلت لتشمل الكثير من الأمور المشتركة.
ويتيح معرض "لتتعارفوا" الذي يقام بدعم من السفارة الإماراتية في كانبرا فرصة هامة لهيئة الشارقة للمتاحف للتواصل مع جمهور أوسع ومواصلة العمل على تحقيق مهمتها التي تتمثل بتبادل المعارف والفنون والثقافة.
بدورها قالت الدكتورة باربرة جيتا رئيس متاحف الفاتيكان: "يسلط معرض لتتعارفوا الضوء على ما تتمتع به الفنون الإسلامية من جمال وإتقان إلى أبعد الحدود.
وأضافت يحظى الزائرون بفرصة لمشاهدة مجموعة من الأعمال والمقتنيات الرائعة والتي تتضمن عددًا من أعمال متحف الفاتيكان للأعراق البشرية /روح العالم/ والتي اختيرت بهدف العمل على إطلاق الحوار بين الشعوب بمختلف معتقداتها والتشجيع على تقدير الآخرين واحترام ثقافاتهم وتراثهم.
ومن جانبه أوضح الدكتور ماثيو ترينكا رئيس متحف أستراليا الوطني جمعت المعروضات التي يتضمنها هذا المعرض من مختلف أرجاء العالم الإسلامي مثل شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.. وتختزل كل تحفة فنية قرونًا من الثقافة والحرفية والإبداع والحضارة.. وقد حظيت قدرات الفنانين المسلمين بالتقدير حول العالم ونحن سعداء بتقديم هذه النماذج المذهلة وخاصة تلك التي استقدمناها من هيئة الشارقة للمتاحف لتعرض هنا في أستراليا.
وألقى الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية خلال افتتاح "معرض لتتعارفوا" كلمة عن أهمية العلاقات الثقافية ورؤية التسامح لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.. موضحاً من خلالها أن مشاركة إمارة الشارقة في المعرض تهدف إلى تعزيز التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام التنوع الثقافي.
وقال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي ما من سبيل إلى ترسيخ قيم التسامح والانفتاح الإنساني من دون أداة الحياة الرئيسية وهي الثقافة وهذا ما نراه في أنماط العيش اليومي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة وأبناء دولة الإمارات أدركوا قيمة الثقافة من خلال التسامح والتآخي وفق نهج و قيم القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه "، و أن الثقافة هي في أساس توجهها تمثل قيمة كبيرة في التسامح والمحبة.
أرسل تعليقك