الشارقة ـ صوت الإمارات
كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن افتتاح حزمة مشاريع خدمية وتطويرية جديدة في مدينة دبا الحصن الشهر المقبل، وذكر أن إجمالي تكلفة توسعة كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية بالشارقة 273 مليون درهم، وأعلن سموه عن تدشين جزيرة النور احتفالاً بالشارقة عاصمة السياحة العربية .
أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه الإذاعي أمس مع برنامج "الخط المباشر" عبر إذاعة وقناة الشارقة أن سبب تسمية إمارة أم القيوين يعود إلى نوع من الشجر يسمى "القيوين" ويستعمل كالعصا أوالسوط والقيوين أي الشجرتين، وذكر أن جميع الإمارات في السابق كانت تسمى بمسميات تبدأ بأم أو أب كأبوظبي، أم سقيم، أم خنور، لافتاً سموه أن معنى اسم شعبية مهذب التابعة لإمارة أم القيوين هو التهذيب .
وحول توزيع الخدمات في المناطق النائية أشار سموه إلى أنه نظراً لسرعة بناء المساكن الشعبية في الشارقة لا يتمكن برنامج التطوير الحضري من توفير الخدمات كالحدائق والحضانات وغيرها بالسرعة التي يطلبها البعض، على الرغم من بدء تنفيذ البرنامج منذ فترة طويلة، لافتاً سموه إلى أن منطقة السيوح كانت تضم 8 أحياء ولكن بفضل الجهود المبذولة أصبحت الآن مكونة من 16 حياً وجميعها بحاجة إلى خدمات .
وذكر سموه أن الإحصاء الذي تم إجراؤه في الشارقة يوضح احتياجات ونواقص المناطق من عيادات وحدائق وملاعب وحضانات ورياض أطفال، بدلاً من مطالبة الأهالي بالخدمات في البلدة أو الحي، مؤكداً العمل على تطوير المناطق تطويراً حضرياً ليكون هذا الحي جزءاً من المدينة بجميع الخدمات إضافة إلى ربطها بالطرق للتسهيل على ساكن الصحراء وتقريبه للمدينة .
عن تباعد المناطق في إمارة الشارقة مثل تاهل، فلي، ثمين، ولما لا تجمع هذه الأحياء بالمجاورة لتكون منطقة واحدة، قال سموه: "من ينظر لإمارة الشارقة من داخل طائرة هليكوبتر سيرى العجب من تفرق المناطق، مع بدايات تولي مقاليد الحكم قامت وزارة الأشغال عام 1975 ببناء ما يقارب من 40 مسكناً في منطقة "أم صفاه" التي تحولت من ذلك الوقت إلى أم شكاه بدءاً من تنازع الأهالي على صندقة البناء التي تركها المقاول، وكذلك خلافات الصغار التي تنتقل إلى الكبار وتتسبب في تشابك بينهم، حتى أصبح سكان هذه البقعة ما بينهم ألفة، وعليه قررت تقسيم هذه المنطقة إلى أحياء متفرقة" .
وأضاف: "خرجت من هذه المنطقة من بقعة الخوالد باتجاه فلي وصولاً إلى المدام ووزعت هذه القرى بيت بيت، ولكن الآن ونظراً للتوسع العمراني ستلتقي، ويخدمها من الخارج الشارع الدائري تجنباً للخلافات" .
واستطرد سموه: "في إحدى المرات ناقش المجلس الأعلى لحكام الإمارات في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مشروعاً لوزارة الأشغال توضح فيه صعوبة بناء أقل من 100 مسكن بمنطقة واحدة نظراً لشبكات الطرق والبنى التحتية، فرفضت المشروع، فسألني الشيخ زايد عن سبب الرفض فأجبته بأن سكان هذه المنطقة عائلة واحدة فمن الناحية الاجتماعية ليس على المرأة حرج إذا خرجت لجمع "الدبش" ولا يوجد غريب بينهم فهم جميعاً أهل وعاداتهم وتقاليدهم واحدة ولا أريد أن أغير عليهم أمراً، ومن حيث المرعى يضم هذا الحي ما بين 200 إلى 300 رأس غنم ستقطع مسافة بحد أقصى 5 كيلومترات يومياً، ولكن إذا تزايدت أعداد الأغنام سينتهي المرعى ويتضرر الراعي ويقطع مسافة أكبر" .
واستكمل سموه: "فرد الوزير وماذا عن شبكة الطرق والكهرباء، فقلت له أبني أنت البيوت وأنا سأكمل الباقي، فقال المغفور له الشيخ زايد شفتهم؟ غلبنا الصغير لأنني كنت أصغر عضو في المجلس آنذاك وطلب منحي العدد الذي أحتاج" .
وأوضح سموه أن البادية هي الوحيدة التي لاتزال تحتفظ بطابعها التراثي والعادات والتقاليد، لهذا لا يسمح الاختلاط بين سكان المنطقة وسكان آخرين للمحافظة على الأهالي، إلى جانب الإكثار من مراعيهم وأشجارهم لإبقاء منطقتهم على طبيعتها الأولية والحفاظ عليها .
ولفت سموه إلى حرصه على خصوصية سكان الأحياء السكنية ولا يرغب في التوصيل بين الأحياء السكنية من الداخل، بل من خلال إنشاء طرق خارجية للربط بينها وذلك لخدمة المجتمع والحفاظ على الحي وساكنيه واستقلاليتهم .
وحول توجيهه بخصوص إنشاء طرق في منطقتي النوف والقرائن قال سموه: "كان من الصعب تنفيذ التخطيط الذي وضع كونه يتطلب تنفيذ الطرق والخدمات في الوقت نفسه ما قد يستغرق فترة طويلة ربما تمتد إلى 10 سنوات، بالإضافة إلى زيادة التكلفة من 100 مليون إلى 350 مليون للمنطقة الواحدة" .
ودعا سموه إلى ضرورة الالتزام بالصمت وأن يتروى قبل أن يصدر أي حكم، حيث إن الغضب يزيد من تدفق الدم على الأعصاب وبشدة ما يجعله يرتجف، لهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الغضبان أن يتوضأ حتى يطفئ غصبه بالماء، مشيراً سموه إلى أهمية خلخلة الأصابع في الوضوء في راحة النفس .
وقال سموه متحدثاً إلى المذيع محمد خلف: "قبل أن أضع رأسي على الوسادة أدعي للشارقة وأقول اللهم أسكن فيها الأخيار، اللهم أبعد عنها الأشرار، اللهم أحفظ شبابها ونساءها وعيالها، ثم أسرح وأطوف في خيالي جميع الأماكن والأحياء الصغيرة، متسائلاً هل من ضائع؟ هل من جائع؟ هل من مظلمة؟، وأخيراً أقول اللهم عفوك عني، فهذه أمانة وحملها ثقيل" .
واستطرد سموه: "إن الله سبحانه وتعالى أعطى شعب الإمارات الطيبة والهدوء"، مشيراً سموه إلى أن "طيبة شعب الإمارات جعلته محبوباً في دول العالم، كافة ولا نزكي على الله أحداً، وهذا يريد منا الشكر، الشكر ليس باللسان وإنما بالعمل الجاد، والشكر الأول لله رب العالمين" .
وأشار سموه إلى أن أول شيء يحاسب عليه المرء يوم القيامة هو الصلاة، لذا لابد منا أن نوجه أبناءنا إلى الصلاة، والاهتمام بالأبناء ولا نتواكل على الخادمات في تربية الأولاد، مشيراً سموه إلى أن الخادمات ليست من ديننا، ويقمن بتعليم الأبناء لغات غير لغتنا الأم العربية .
وقال سموه: "إن دولتنا تزخر بالعديد من النعم، وإن شعبها عمره لن يجوع أبداً، وفيها الخيرات كثيرة، حيث يوجد البحر والنخل، ومنهم نتناول السمك والتمر، لذا فإن شعبنا لن يجوع أبداً، ناهيك عن ذلك باقي المنتجات التي تنتجها بلادنا" .
وطالب صاحب السمو حاكم الشارقة أبناء الإمارات أن يعودوا إلى أصولهم العربية، وأن يأخذوا من الغرب ما نريده ولكن لا نتغرب، وأن نحافظ على ديننا الحنيف، مشيراً إلى أننا سنقف دائماً مع أبناء الوطن في أفراحهم قبل أحزانهم، وأن كل منطقة ستحتاج إلى خدمات تحتية أو تطويرية سيتم تنفيذها في المواعيد المحددة لها .
ولفت سموه إلى أن الحدائق هي المتنفس الوحيد للعائلات الإماراتية، ولابد من أن ننفذ مزيداً من الحدائق حتى تتمتع بها المرأة قبل الرجل، موضحاً سموه أن الطفل عندما يبدأ يحبو يتوجه إلى الباب الرئيسي للمنزل لأنه يريد اللعب لأن البيت ضيق، والحارات أيضاً ضيقة لوجود المركبات، وأن الحدائق تعتبر من الضروريات وليست من الكماليات .
وقال سموه: انه تم إنشاء ثلاثة أنواع من الحدائق التي تقدر ب58 حديقة فقط في مدينة الشارقة، حدائق العائلة أو الحي، ولا يدخلها غير أهل الحي الذين يعيشون فيه، من خلال البطاقة التي تم إصدارها لهم، ويمكن لأهل الحي أن يصطحبوا بعض الأصدقاء المقربين الذين يعيشون في أحياء أخرى، كما أن هناك حدائق خاصة بالسيدات غير مسموح للرجال دخولها، وسينفذ ممشى رياضياً في هذه الحدائق حتى تزاول المرأة رياضتها المفضلة، بالإضافة إلى الحدائق العامة والتي تتوافر فيها الملاعب الكبيرة ويأتيها الزوار من كل مكان في الإمارة .
وأوضح أن واحة النخيل الواقعة على كورنيش بحيرة خالد تم تخطيطها لزيادة الرقعة الخضراء في المدينة، حتى يستمتع الناظر بهذه المناظر الخضراء وليست بالبنايات العالية، مشيرا سموه إلى أن الجزيرتين الموجودتين في بحيرة خالد جاءتا بالمصادفة وليست بالتخطيط، لأنها من جبال صخرية، تم اكتشافها من خلال احد المقاولين الذين تم توجيههم بالحفر في مياه البحيرة .
وكشف سموه أن جزيرة النور جار العمل فيها حالياً ليتم تدشينها خلال احتفالات الشارقة عاصمة السياحة العربية العام المقبل، مشيراً الى أن المشروع الذي ستنفذه (شروق) سيتضمن صالوناً أدبياً ضخماً للشعر والشعراء، بالإضافة الى استراحة للمثقفين، وأيضا منطقة كبرى للأطفال .
وذكر أن المدينة تشتهر بقدم أسواقها، منها سوق العرصة والسوق المسقوف، مشيراً سموه الى أن هناك عدداً من الأسواق القديمة سيتم تنفيذها في منطقة الشارقة القديمة، حيث تتميز الأسواق الجديدة بتنوعها في بيع المنتجات المحلية والتراثية .
وتحدث سموه قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى أنعم على أهل الخليج بالبترول لتعويضهم عن المعاناة والتعب والشقاء الذي عاشوا فيه قبل ظهور النفط، حيث إن أول دولة ظهر فيها البترول هي الكويت، وأسرع الناس للذهاب هناك للعمل، مشيراً سموه إلى أنه لابد من الحفاظ على هذه النعم وتوجيهها التوجه السليم من خلال بذل الجهد لتقديم الخدمات الى المواطنين .
كما كشف صاحب السمو حاكم الشارقة عن تنفيذ العديد من المشروعات في البنية التحتية والتطويرية في مدينة دبا الحصن التي سيتم افتتاحها خلال شهر مايو/ أيار المقبل، مشيراً سموه إلى أن مدينة دبا الحصن من المدن الجميلة في الإمارة، ولن يستقر تنفيذ المشاريع على دبا الحصن فقط بل سيمتد من مدينة الى أخرى ومن قرية الى أخرى، ولكن الوقت لا يسعفنا، بالرغم من أني أعمل يومياً اعتباراً من الثالثة والنصف صباحاً في خدمة المواطنين .
وسرد صاحب السمو حاكم الشارقة قصة أحد المتصلين بأحد البرامج على الشاشات المصرية، حيث إن المواطن المصري لديه قطعة أرض يريد أن يقيم عليها مسجداً، متمنياً أن يسمعه صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ويحقق له أمنية بناء المسجد .
ولفت سموه إلى أن تخصص الهندسة الصناعية بجميع فروعها في الجامعة الأمريكية في الشارقة يشهد إقبالاً كبيراً، وبالرغم من تكلفة توسعة الكلية البالغة 273 مليون درهم، إلا أن سموه يحرص على توفير التخصصات العلمية وتطويرها داخل الجامعة حتى لا يسافر الطالب إلى الخارج للدراسة، خوفاً على مصلحته والحفاظ عليه من هذا العالم الخارجي الغريب عنه .
ولفت سموه إلى ضرورة اختيار البرامج المقدمة للجمهور عبر الإعلام المرئي والمسموع، وعرض كل ما هو مفيد ويعود على المجتمع بالنفع وليس بالضرر، خاصة أن الأطفال يتعلمون ممن يشاهدونه ومن غير المقبول أو الجائز عرض كل ما من شأنه هدم المجتمع وتربية هذا النشء على أفكار وسلوكيات خاطئة تؤثر فيهم مستقبلاً، متطرقاً سموه إلى الفيلم العربي الذي أثيرت حوله ضجة إعلامية على مستوى العالم العربي في حال احتوائه ما يعود بالضرر على المجتمع يجب منع عرضه .
واستعرض سموه الكلمة التي ألقاها يوم افتتاح تلفزيون الشارقة "أيها الناس إننا سندخل بيوتكم فاسمحوا لنا وسندخل دخول الشرفاء ولن تجدوا ما يخدش الحياء أو يسيئ لأحد أو عيب"، مؤكداً سموه أن الرسالة الإعلامية أمانة وعلى من يتقدم للحصول على وظيفة في تلفزيون الشارقة أن تكون لديه مصداقية عالية كون الكلمة أمانة" .
أرسل تعليقك